أرجع الفنان حميد بارودي الجمهور القسنطيني للزمن الجميل، الذي كان فيه الجزائريون يرددون أجمل أغانيه ضمن الحفل الذي أحياه سهرة الخميس بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، من تنظيم مديرية الثقافة للولاية بالتنسيق مع ديوان رياض الفتح. الفنان الذي عاد بعد سنوات طويلة افتقده فيها جمهوره ومحبوه الذين ألفوه في ألبومه الغنائي الأول «قافلة بغداد» الذي رسم طريقه الفني في بداية الثمانينات واستمر إلى هذا اليوم، وهو ما عبّر عنه الجمهور الذي حضر للسهرة وردد معه أشهر أغانيه، والتي أظهر بأنه يحفظها عن ظهر قلب. حميد بارودي الذي كان عفويا فوق المنصة، تحدث للجمهور عن تاريخ كل أغنية وعلاقتها بمرحلة زمنية معيّنة في تاريخ الجزائر على غرار «حكمة لقدار» التي تحدث فيها عن المكتوب والتي علّق بشأنها بأن:» أحد المكاتيب التي كان يرغب فيها هي العودة لقسنطينة والغناء بها». وقد استهل فقرته الغنائية بالرجوع للأغنية الجزائرية المعروفة «البارح كان في عمري عشرين» ليتبعها بأغنية «سيدي» التي أداها من سنوات بعيدة رفقة المغني المصري محمد منير وبعدها «قوليلي يا يما» التي غناها الجمهور معه وهو رافعا يديه. الفنان الشاب أبدى ثقافة موسيقية كبيرة، وتحدث عن الفرق ما بين المعزوفات التي يؤديها، مبينا للجمهور طريقة عمل كل أغنيه بتوزيع موسيقي يقترب من الأذن العالمية، وهو ما جعل أغانيه تذهب بعيدا عن الحدود الجزائرية ولا تقتصر على فرنسا فقط بل تجاوزتها إلى ألمانيا واليابان. حميد بارودي قال للنصر بأنه فنان يمجد الثقافة الجزائرية ويحاول إيصال نغماتها إلى الجمهور العالمي، حيث يرفض بشكل قطعي أن يتوجه نحو تجارب غربية في الموسيقى أو حتى في تصوير الفيديو كليبات التي عرف بها، إذ يتعمد إظهار اللون الموسيقي الجزائري و أزياء و أوشام النساء على وجوههن للتعبير عن تاريخ جزائري محض. حميد بارودي الذي كانت بدايته الأولى مع موسيقى الشوارع بألمانيا أين كان يدرس الموسيقى، اعتبر قلة ظهوره الفني بالمدروسة حتى لا يمله الجمهور على حد تعبيره، مؤكدا بأن خرجاته الفنية مدروسة وتقدم دائما الجديد و أنه لا يظهر من أجل الظهور. الحفل الذي بدأ من خلال غناء خمسة فنانين جزائريين على غرار عبد المالك شلوغ، نور الدين طيبي، وداد بوزيدي لخمس طبوع غنائية جزائرية معروفة كالقبائلي و المالوف والشعبي و غيرها لترمز لعدد الأصابع اليد التي رافقت حميد باردوي في أغانيه وأضحت ترمز له كشعار التصق به، ليعتلي بعدها الفنان المنصة تحت تصفيقات وصراخ الجمهور الحاضر. الحفل و إن كان في مجمله حسنا، إلا أن الجمهور الحاضر أبدى استياءه الكبير من نوعية المعدات الصوتية التي استعملت في الحفل و هي معداة جديدة استقدمت خصيصا لقصر الثقافة بمناسبة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، حيث كانت تحدث أصواتا مزعجة و نشاز وهو ما أفسد فرحة الحفل و اضطر الكثيرون لمغادرة القاعة و لم يصمد للفقرة الأخيرة التي برمجت للفنان حميد بارودي سوى عدد قليل من الجمهور.