تستمر في «عاصمة الزيانيين» تلمسان الحفلات الساهرة التي سطرت في إطار البرنامج الخاص باختتام تظاهرة «عاصمة الثقافة الإسلامية»، حيث اتخذ الجمهور التلمساني سهرة أول أمس من قصر الثقافة «الإمامة» قبلة له لحضور حفل أحيته نخبة من الفنانين. وقدم هؤلاء باقة مختارة من أغانيهم كل حسب الطابع الذي يؤديه، فكان الموعد مع الفنان عبد القادر شاعو من خلال مجموعة من أغانيه التي اشتهر بها من بينها «شهلة لعياني» التي تجاوب الحضور مع وقع ألحانها. فيما قدم فنان «المالوف» حمدي بناني بعض الوصلات منها أغنية «لله يا حمامي» مع عزف مميز على آلة «الكمان»، لتصعد الفنانة نادية بن يوسف بعدها إلى المنصة لتمتع الحاضرين فقدمت «أنا طويري» وأغاني أخرى تجاوب معها التلمسانيون ورددوها؛ فكانت الصورة الموسيقية مزيجا من «الشعبي» و«الأندلسي» و«المالوف» وحتى الأغنية القبائلية، وذلك بصوت الفنانة طاوس أرحاب. وتوالت الفقرات الغنائية من إمضاء باقة أخرى من الفنانين على غرار فريد خوجة الذي غنى «يا تلمسانالعالية» وعبد اللطيف مريوة الذي تغنى ب«عاصمة الزيانيين» في وصلته «تلمسان الغالية». فيما كان للفنان عباس ريغي أن أطرب الحاضرين بأدائه بعضا من أغاني «المالوف». في السياق ذاته، أطلق الفنان عبد الله مناعي العنان لحنجرته، مقدما بعضا من الأغاني أغلبها من التراث منها «يا بنية العرجون». وبعيدا عن الغناء، كان للشعر حيز في السهرة، حيث قدم الشاعر الشعبي ياسين أوعابد مجموعة من الأبيات الشعرية الحماسية الحرة تناول فيها أنفة الشعب الجزائري وإصراره على التحدي ونضال الشهداء من أجل رفع راية الجزائر، فكان لتلك الأبيات وقع على جمهور القاعة الذي صفق لها طويلا لشعوره بالاعتزاز والانتماء إلى هذا الوطن. من ناحية أخرى، كانت الفكاهة حاضرة ضمن برنامج السهرة، حيث قدم الفنان الكوميدي حميد عاشوري فقرة تناول فيها العلاقات الأسرية الجزائرية وخاصة الزوجية منها التي تصاب بالفتور والرتابة. ومرر الفنان رسائل تدعو إلى التواصل والحوار داخل الأسرة الواحدة والمجتمع الذي أصبح يفتقد الكثير من معاني الألفة والتواصل. أما في مسرح الهواء الطلق ب«الكدية»، فاحتضن حفلا فنيا ساهرا أحيته مجموعة من الفنانين أبرزهم بوبكر زياني وشريف إسماعيل وزليخة الندرومية وعبد العظيم خليل وآخرون.