تلقى عشاق السنما و رواد قاعاتها في تونس خلال أيام مهرجان قرطاج المختتم أول أمس صدمة كبيرة بعد مشاهدة الفيلم المغربي المثير للجدل و الممنوع من العرض في الوطن العربي عدا تونس "الزين لي فيك"، لمضمونه الخادش للحياء و ضحالة طرحه و لإقترابه كثيرا من الإباحية بدعوة كسر الطابوهات و نقل واقع مأساة فئة من النساء المغربيات حسب مخرجه نبيل عيوش. الفيلم الذي عرض في إطار مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ضمن مهرجان قرطاج شهد إقبالا جماهيريا ضخما، إذ تدفق عدد كبير من المولوعين بالفن السابع على قاعة السينما للظفر بمقعد شاغر قبل ساعات من بداية عرضه، و ذلك وسط إجراءات أمنية مشددة في ظل حالة الطوارئ و حظر التجول المفروضة بالبلاد عقب الإعتداء الإرهابي الذي إستهدف حافلة الأمن الرئاسي. الجمهور الذي شاهد الفيلم الحاصل على الجائزة الخاصة للمهرجان خرج أغلبه غير راض عن فحواه و ما تخلله من لقطات خادشة للحياء و منافية تماما لقيم و مبادئ المجتمع المغربي و العربي،حيث تضمن مواقف جريئة تخطت كل الحدود و مبالغ فيها ، إذ تجاوزت درجة جرأته فحوى أفلام عربية مماثلة كالفيلمالتونسي "عصفور السطح " للمخرج فريد بوغدير . مخرج "الزين اللي فيك" نبيل عيوش دافع في مؤتمر صحفي عن فيلمه عقب عرضه في صالة الكوليزي بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس قائلا بأن الفيلم يعكس الواقع الذي تعيشه هذه الفئة من النسوة اللواتي يعشن حياة عنيفة و صعبة،مؤكدا أنه لا يسئ للمرأة المغربية كما تردد لكنه يكشف جانبا من مأساة قلة من النساء لجأن إلى هذا المجال لتوفير قوت يومهن ،معربا عن أسفه بسبب قرار السلطات في المغرب منع عرضه لما تضمنه حسبها من مس صريح بصورة للمغرب و من إساءة أخلاقية جسيمة للقيم و للمرأة المغربية . الفيلم الممنوع عربيا والذي تنافس ضمن 17 فيلما على جائزة التانيت الذهبي كما سبق و أن تم عرضه على هامش الدورة 68 لمهرجان كان السينمائي الدولي في ماي الماضي من بطولة الممثلة المغربية "لبنى أبيضار" التي تعرضت لهجوم شرس من قبل الجمهور المغربي و العربي عموما، و صل إلى حد الاعتداء عليها بأحد شوارع الدار البيضاء من قبل مجهولين تنقلت على إثره إلى مستشفيات المملكة المغربية أين قابلوها بالإستهزاء و الضحك و رفضوا معالجتها، كما رفضت أقسام الشرطة التي توجهت إليها لإيداع شكوى من تحرير محضر لها و السماع لها ،و هُوجمت أيضا من طرف عائلتها التي تبرأت منها ما اضطرها إلى التنقل إلى باريس للإقامة هناك.