يعرف سوق السيارات الجديدة بقسنطينة محدودية في عروض التخفيضات و ركودا كبيرا، خلافا لما كان يحدث عند كل نهاية سنة، ما أرجعه أصحاب وكالات بيع السيارات إلى الخسائر التي تكبدوها جراء تراجع المبيعات خلال السنة الجارية، والتراجع المستمر لأسعار صرف الدينار مقابل العملة الصعبة، في الوقت الذي لا تزال تشهد فيه أسعار المركبات منحا تصاعديا. وخلافا لما يحدث في كل نهاية سنة، لاحظنا قلة في عروض التخفيضات السنوية في أسعار السيارات لمختلف أنواع الماركات، أين كان وكلاء السيارات يقومون بتقديم عروض متفاوتة ومغرية من أجل استقطاب أكبر عدد من الزبائن، الذين كانوا يتوافدون بكثافة على وكالات بيع السيارات خلال هذه الفترة، حيث يؤكد العديد من أصحاب الوكالات التراجع الكبير في المبيعات وعدد الطلبيات بشكل رهيب خلال السنة الجارية، بسبب الإرتفاع الكبير في أسعار السيارات بنسب تزيد عن 30 بالمائة نظرا لتراجع قيمة الدينار مقابل العملات الصعبة خاصة الأورو والدولار، والإعلان عن دفتر الشروط الجديد من طرف الحكومة. كلها عوامل يرى أصحاب وكالات السيارات أنها ساهمت في تقليص عروض التخفيضات، كما تحدث آخرون عن عدم وجود أي مخزون أو فائض من السيارات نظرا لتوقف نشاط الإستيراد باعتبار أنهم كانوا طيلة الفترة الماضية في مرحلة إعادة هيكلة وتكييف نشاطهم مع دفتر الشروط الجديد، في الوقت الذي أكد فيه محدثونا بأن الأسعار مرشحة إلى المزيد من الارتفاع بسبب الرسوم والزيادات الضريبة والجبائية التي فرضها قانون المالية الجديد على حد قولهم. و في جولة قادتنا إلى عدد من وكالات البيع الكبرى بقسنطينة، وقفنا على محدودية العروض المقدمة، حيث كانت البداية بعلامة رونو، التي عرضت تخفيضات لنوعين من علامتها فقط ويتعلق الامر بكل من سيارة كليو 4 بنسبة تخفيض تقدر ب 11 مليون سنتيم بالإضافة إلى سيارة سامبول ب 13 مليون سنتيم، في الوقت الذي أغلقت فيه علامة «بيجو» فترة عروضها التخفيضة نهاية الشهر الفارط، أين أعلنت عن تخفيضات في جميع ماركتها بنسب تتراوح ما بين 4 و 14 مليون سنتيم، فيما لا تزال العديد من العلامات الكبرى، لم تعلن بعد عن العروض التخفيضية على غرار علامتي كيا الكورية وفولسفاغن الألمانية. تنقلنا إلى سوق السيارات المستعملة ببلدية حامة بوزيان ، حيث لاحظنا بأنه كان مكتظا عن آخره بالسيارات من مختلف الماركات لاسيما علامات «كيا بيكانتو» التي يقدر سعرها من 120 مليون سنتيم فما فوق وهو نفس المعدل المسجل في "رونو سامبول» و «لوغان» فيما تتعدى العلامات الألمانية ذلك بكثير. ورغم أن السوق كانت تعج بالحركة والمواطنين إلا أن أغلبية العارضين والعارفين بخباياها أكدوا لنا بأن الأسعار في تصاعد مستمر، مواكبة لما يحدث في سوق السيارات الجديدة ما تسبب في حالة من الركود والجمود في عمليتي البيع والشراء، كما ذكر العديد من المتجولين بأنهم يتفاجئون في كل أسبوع بمزيد من الزيادات في الأسعار دون وجود "سبب مقنع" على حد تعبيرهم. وتعرف السوق حديثا عن تسجيل المزيد من الزيادات في أسعار المركبات، نتيجة رفع سعر قسيمة السيارات وزيادة أسعار الوقود والكهرباء التي أقرها قانون المالية الجديد، حيث ذكر لنا سماسرة بأن الجميع بالسوق في حالة ترقب وتأهب وأن آثار هذا القانون ستظهر خلال أسبوعين على الأكثر، باعتبار أن السوق غير منظمة وتحتكم بالدرجة الأولى إلى الشائعات ، لكنهم لم يستعبدوا أن يحدث انهيارا بسبب الركود المميز للسوق منذ أزيد من سنة ما قد يؤدي إلى انخفاض كبير في الأسعار، مثلما حدث قبل سنوات أين ارتفعت جميع المواد الاستهلاكية والصناعية وفجأة انخفضت أسعار المركبات دون سابق إنذار على حد تأكيداتهم.