لم يعد الصالون الدولي للسيارات بالجزائر العاصمة "الفرصة الذهبية" لاقتناء سيارة بأحسن الأسعار، ولم تكن "التخفيضات" التي أعلن عنها وكلاء السيارات عشية الصالون سوى "حيلة"لاستقطاب أكبر عدد من الزبائن لا غير. رغم الإقبال الكبير للزوار على الصالون الدولي للسيارات منذ الدقائق الأولى لفتح الصالون، وعلى الرغم من عرض 100 صنف جديد للسيارات الأوروبية والأسيوية على الزوار، إلا أن نسبة المبيعات "ظلت منخفضة" بسبب الأسعار التي فاقت كل التوقعات فمؤسسة "سوفاك" الممثلة لعلامات "فولكسفاغن" و"سكودا" و"سيات" و"أودي" رفعت أسعار سياراتها ب 20 بالمائة ، في حين ارتفعت أسعار سيارات علامات "بيجو"،"رونو"، "داسيا" و"سيترواين" بنسبة تتراوح بين 5 و15 بالمائة . أما سيارة "سامبول" الجزائرية التي كانت تعول عليها "رونو الجزائر" لتعويض الخسائر التي تكبدتها خلال الأشهر الأخيرة نتيجة تراجع المبيعات، فقد ارتفع سعرها ب11 مليون سنتيم ليبلغ حوالي 40 1 مليون سنتيم بعدما كان محددا ب128 مليون سنتيم قبل حوالي أسبوع من موعد الصالون، حيث لم يصدق الزوار السعر الجديد ل سامبول الجزائرية، الذي فاق التوقعات. ووصف زوار المعرض، أسعار السيارات بالمبالغ فيها، فالتخفيضات التي أعلن عنها الوكلاء "مجرد خدعة" انكشفت بمجرد انطلاق فعاليات الصالون الذي احتضنه قصر المعارض بالعاصمة. حيث لم تتعد مبيعات علامة "شيري كيو كيو" خلال اليوم الأول عتبة ال 4 وحدات وهو ما شكل صدمة لمسيري "مجمع معزوز" الذي سوق خلال نفس اليوم من الطبعة الماضية 700 وحدة كما وضع تأخر الحكومة في الفصل في ملف تسويق سيارة رونو سيمبول الجزائرية بالتقسيط مسؤولي رونو الجزائر في حرج كبير. أما الصدمة الثانية التي تلقاها زوار الصالون فهي، طول مدة تسليم السيارات، التي تصل إلى الثلاثة أشهر سوزوكي تفشل في رهان ألتو 800 وألتو كا 10 ،من جهتها ،فشلت علامة سوزوكي في تسويق أكبر عدد من سيارات "ألتو" الجديدة بنوعيها "ألتو 800" وألتو كا 10 وذلك بسبب غلائها، فسيارة ألتو 800 بلغ سعرها 86 مليون سنتيم في حين بلغ سعر ألتو كا 10 ال96 مليون سنيم أما سيليريو فتعدى سعرها عتبة 110 مليون سنتيم وهي أسعار خيبت أمال ألاف الحضور الذين قصدوا الصالون خصيصا لاقتناء سيارات ألتو المعروفة بأسعارها المعقولة. الوكلاء يبررون ولمعرفة أسباب هذه الزيادة إتصلت " الجزائر الجديدة " ببعض وكلاء السيارات الذين أكدوا أن انخفاض مستوى الدينار أجبرهم على الرفع من أسعار السيارات، لتفادي تكبد المزيد من الخسائر، وأضافوا أنهم طالبوا بتأجيل موعد الصالون غير أن مسؤولي "صافيكس" رفضوا العرض بسبب حجز قاعات العرض طوال أشهر السنة . مخالفات بالجملة المثير في القضية، هو المخالفات الكثير ة المسجلة في الصالون والتي وقفت عليها الجزائر الجديدة حيث استباح بعض الوكلاء التعامل ب "الشكارة" في تسويق سياراتهم، في حين أقدم آخرون على الرفع من أسعار سياراتهم خلال اليوم الثاني للصالون بعد تسجيل نسبة مبيعات محتشمة وذلك لتفادي المزيد من الخسائر. وعلى الرغم من أن الصالون مخصصا للسيارات الجديدة، إلا أن رونو خصصت جناحا لتسويق السيارات المستعملة، بأسعار قال عنها الزبائن إنها مرتفعة الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن دور جمعيات حماية المستهلك المتواجدة بقوة في الصالون. للإشارة يحتضن قصر المعارض بالصنوبر البحري في الفترة الممتدة من 18 إلى 28 مارس 2015 ،الطبعة الثامنة عشر للصالون الدولي للسيارات من تنظيم الشركة الجزائرية للمعارض و التصدير "صافكس" و جمعية وكلاء السيارات .