كشف وزير الدولة النيجيري للبترول، إيمانويل إيبي كاتشيكو، أمس، أن اثنتين من الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) طلبتا عقد اجتماع طارئ، مضيفا أن أحوال السوق في الوقت الراهن تدعم الحاجة لعقد مثل هذا الاجتماع. وجري تداول مزيج برنت الخام دون 31 دولارا للبرميل، أمس، وهو أقل مستوى منذ افريل 2004 منخفضا نحو 75 في المائة عن قيمته منذ منتصف 2014. وسئل كاتشيكو إذا كانت أي دولة طلبت عقد اجتماع طاريء فقال ”دولتان. لا أريد أن أذكر أسماء”. وأضاف في تصريحات للصحفيين خلال منتدى جلف إنتليجنس لأسواق الطاقة في أبوظبي، أن أي اجتماع طارئ سيكون لمراجعة سياسة أوبك لمعرفة ما إذا كانت هناك أي حاجة لتغيير الاستراتيجية. ويتوقف الكثير على موقف السعودية التي تقاوم الدعوات لخفض الإنتاج من أجل المساهمة في دعم الأسعار. وقال كاتشيكو ”لم تعلن السعودية قط انها لا تريد محادثات. في الواقع أيدت بشدة عقد اجتماع قبل جوان وفي اجتماع ديسمبر في حالة وجود اجماع على الدعوة له”. من جهة أخرى، تراجع النفط الخام ثلاثة بالمائة أمس متجها صوب 30 دولارا للبرميل ومستويات لم يشهدها في أكثر من عشر سنوات، بينما يهرع المحللون إلى خفض توقعاتهم للأسعار ويراهن المتعاملون على مزيد من الانخفاضات. والأسعار منخفضة حوالي 20 بالمائة منذ مطلع العام تحت وطأة تخمة المعروض المتصاعدة وتدهور الاقتصاد الصيني واضطرابات سوق الأسهم، فضلا عن ارتفاع الدولار الذي يجعل النفط أعلى تكلفة للبلدان التي تستخدم عملات أخرى لشرائه. وانخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت أكثر من ثلاثة بالمائة إلى 30.43 دولار للبرميل اليوم، وهو مستوى لم تبلغه منذ أفريل 2004 ثم عادت للارتفاع إلى 30.69 دولار، لكنها تظل منخفضة 86 سنتا عن التسوية السابقة. ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى مستوى 30.41 دولار للبرميل الذي لم يشهده منذ ديسمبر 2003 ثم عكس اتجاهه ليسجل 30.59 دولار للبرميل. وأظهرت بيانات التداول مستوى قياسيا مرتفعا للمراكز المدينة في الخام الأمريكي، وهي المراكز التي ستربح إذا تراجعت الأسعار بدرجة أكبر، ما ينبئ بأن متعاملين كثيرين يتوقعون مزيدا من الانخفاضات. وقال المتعاملون والمحللون إن تنامي تخمة المعروض وتباطؤ الاقتصاد الصيني هما السببان الرئيسيان لتدهور سعر النفط الذي خفض الأسعار أكثر من 70 بالمائة منذ منتصف 2014. وبدأوا يشيرون أيضا إلى الدولار كعامل ضغط على الخام. وقال أويستاين برنستن، العضو المنتدب لمعاملات النفط الخام بشركة التداول سترونج بتروليوم في سنغافورة، ”لا شك في أن الدولار عامل مهم”، لكنه أضاف أن المحرك الأساسي للسعر هو تخمة المعروض. وتابع ”ما أن تتحول تخمة المعروض إلى فائض منتجات وتبدأ السعة التخزينية بالنفاد فستتعرض الأسعار لمزيد من الضغوط ولانهيار وشيك”.