كثفت مصالح مديرية التجارة بولاية قسنطينة خلال الأيام الأخيرة، من عمليات الرقابة و قمع الغش داخل المطاعم و محلات الأكل السريع، حيث تم تجنيد العديد من الأعوان للعمل بنظام المناوبة خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، خاصة في الأماكن التي سجلت بها تسممات أدت إلى وقوع وفيات لم يتم تحديد مصدرها بعد، فيما يبقى إقبال المواطنين على الأكل السريع المعروض على الأرصفة خارج الرقابة، ينذر بوقوع حوادث مماثلة م. لعل أخطر حادثة تسمم عرفتها الولاية مؤخرا تلك التي سجلت نهاية الأسبوع الماضي بمنطقة الجذور، حيث توفي شابان في العشرينات من العمر، بعد تناولهما لمأكولات من إحدى المقاهي يرجح أن تكون بيتزا و مشويات، فيما أشارت بعض المصادر إلى وقوع وفاة قبل عدة أيام بديدوش مراد، بتسمم أحد الأشخاص بعد تناوله لأكل بإحدى المطاعم. مصادر بمديرية التجارة أكدت بأن التسممات التي وقعت مؤخرا في كل من الجذور و ديدوش مراد و كذا بوالصوف، مجهولة السبب و المصدر، و لذلك فإن مصالح التجارة كثفت من نشاطها الرقابي و رفعت من عدد أعوانها هذه الأيام و حتى خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث يتم التركيز على المطاعم و محلات الأكل السريع على وجه الخصوص، فيما ذكر المكلف بالاتصال بالمديرية، بأنه قد تم تحرير 606 محضر متابعة قضائية ضد المطاعم المخالفة على مستوى الولاية سنة 2015، فيما تم غلق 21 مطعما و حجز أكثر من 2 طن من الأطعمة الفاسدة بقيمة تزيد عن 900 ألف دج، بينما تركزت جل المخالفات في غياب النظافة بأكثر من 500 مخالفة و كذا عرض منتوجات غير صالحة للاستهلاك. و إن كانت المحلات النظامية تخضع دوريا لرقابة مصالح التجارة، فإن الباعة الفوضويين يعملون خارج الرقابة لأنهم ينشطون بطريقة غير قانونية، حيث ينتشرون عبر ولاية و خاصة على مستوى الأحياء الشعبية و بعض الأماكن الأخرى كالمناطق الصناعية و مداخل الجامعات، و يعرض باعة الأطعمة مختلف أنواع المأكولات السريعة، المتمثلة على وجه الخصوص في الشواء و البيتزا و أكلات شعبية كالمحجوبة، إضافة إلى البيض المسلوق و البطاطا المقلية و بعض أنواع الكعك و المشروبات، و ذلك في ظروف تفتقر إلى أدنى شروط النظافة و العرض السليم للمأكولات، حيث غالبا ما تكون عرضة لأشعة الشمس و الغبار، و يتم لمسها بالأيدي من قبل الزبائن، كما أن مصدرها و طريقة تحضيرها مجهولة. طاولات تعرض «السموم» و الأمن يعد بمحاربة الظاهرة و بالرغم من الخطورة التي تشكلها هذه المأكولات على سلامة المستهلك، يلاحظ استمرار الإقبال الكبير للمواطنين عليها، نظرا لانخفاض أسعارها و الشعبية التي تحظى بها ببعض الأماكن، و أحيانا لضيق الوقت و عدم وجود البديل، ففي بعض الأزقة و شوارع وسط المدينة، مثل رحبة الجمال و رحبة الصوف و الرصيف و السويقة، ينتشر باعة البيتزا و المحجوبة و الهريسة، و التي بالرغم من أن شكلها و طريقة تقديمها، تؤكد تعرضها لمختلف الظروف التي قد تحولها إلى مسببات للتسمم، إلا أنها تنفذ بعد دقائق من عرضها على طاولات مكشوفة يحيط بها عشرات الزبائن من كل جانب، و قد نجد هذا المظهر يتكرر حتى داخل المطاعم و المقاهي، حيث يتم عرض بعض المأكولات السريعة أمام الزبائن، الذين يلمسون ما يشاءون و قد يلوثون الطعام دون قصد، قبل أن يتناوله أشخاص آخرون. طاولات بيع الشواء أصبحت جزء من المشهد العام للأحياء و الشوارع، فبمجرد حلول الساعة السادسة من كل مساء، يمكن إحصاء عشرات بائعي الشواء الفوضويين في كل حي، دون احتساب بعض الأماكن الشهيرة بهذا النشاط كحي الكيلومتر الرابع، الذي يقصده الزبائن من كل أنحاء المدينة، فيما يتحول نشاط بعض محلات الجزارة ليلا إلى بيع الشواء، و يكون الإقبال عليهم كبيرا جدا، مع أن نشاطهم الأساسي يقتصر على بيع اللحم. الأمين العام للاتحاد الولائي للتجار أكد بأن عملا تحسيسيا لفائدة أصحاب المطاعم يقام مرتين على الأقل سنويا، بالتنسيق مع مديرية التجارة و جمعية حماية المستهلك، حيث يتم تقديم توجيهات حول القواعد التي يجب إتباعها للحفاظ على النظافة و كذا الأساليب التي يجب إتباعها في التحضير و التخزين و العرض و التقديم، مشيرا إلى أن الإقبال و الاستجابة لا تكون دائما بالعدد المطلوب أو المتوقع. كما أشار المكلف بالاتصال على مستوى مديرية الأمن الولائي بقسنطينة، إلى قيام مصالح الشرطة، باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الباعة الذين يدخلون في إطار التجارة غير الشرعية، حيث يتم حجز السلع التي يعرضونها، و تحرير ملفات متابعة قضائية ضدهم.