خلفت التقلبات الجوية الأخيرة التي شهدتها ولاية بسكرة الأسبوع الماضي حالة من الرعب في أوساط العائلات المقيمة بالسكنات المهددة بالانهيار عبر معظم البلديات والقرى حيث قضت عشرات العائلات ليلة بيضاء جراء الانهيارات الكلية أو الجزئية لمساكنها والتي دفعت بالبعض الى المبيت في العراء أو اللجوء الى الأقارب والجيران خوفا من خطر الانهيار. الظاهرة تخص الأحياء القديمة التي تضم مئات السكنات المبنية بالطوب الطيني أو الحجارة المتآكلة حيث أحصت الجهات الوصية حسب المواد المستعملة في الانجاز 341 سكنا بمواد غير متجانسة و 3294 سكن مبني بطوب وآخر غير مسلح و 4665 سكن مبني بحجارة وتربة متآكلة بعد أن بلغ العدد الاجمالي للعائلات 9718 عائلة. وذكر مواطنون من مختلف مناطق الولاية أن الأمطار الأخيرة أثرت كثيرا على السكنات المصنفة بالهشة مما يجعل خطر انهيارها في ارتفاع مستمر من يوم لآخر بعد أن اصبحت من أكبر مسببات حوادث الوفاة بالولاية كان آخرها هلاك رضيعتين ببلدية مزيرعة. مما دفع بالمواطنين الى مطالبة السلطات الوصية بضرورة الاسراع في ايجاد البدائل السكنية التي أقرتها الصيغ القانونية ومن ذلك السياسة الرامية الى القضاء على السكن الهش بكل أنواعه تطبيقا للتعليمة الوزارية المشتركة رقم 10 المؤرخة في 30/01/2007 وقد أسفرت عملية الاحصاء حسب التقرير الذي أعده المجلس الشعبي الولائي عن عديد النتائج تتعلق بالجانب المادي منها أن كافة بلديات الولاية المقدرة ب 33 بلدية هي معنية، فيما بلغ عدد المواقع 313 موقعا وعدد السكنات الهشة 8405 منها 105 في النواة القديمة. وعلى ضوء هذه النتائج تم وضع برنامج للقضاء على هذا النمط السكني انطلاقا من البرنامج الجاري منها انجاز 5200 وحدة داخل الوسط الحضري فضلا عن برنامج جديد منتظر تسجيله يتضمن 4518 وحدة موزعة الى 2598 سكن اجتماعي ايجاري و 1815 سكن ريفي واعادة تأهيل 105 سكن ذات الوضع المزري الذي تعاني منه آلاف العائلات لايختلف كثيرا بالأحياء التي تنعدم بها التهيئة الحضرية رغم رهان الجهات الوصية على تحديث شبكة الطرق بما فيها الداخلية في ظل المبالغ الضخمة الموجهة للتكفل بهذا الملف ذو الأثر الاجتماعي بعد أن كشفت الأمطار المتساقطة مؤخرا ضرورة اعادة النظر في مدى تنفيذ عديد المشاريع. ع.بوسنة