قامت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بتكريم العديد من الوجوه الكروية بمناسبة عقد الجمعية العامة صبيحة أمس الأحد بفندق سيبوس الدولي بعنابة، حيث منحت الفاف " أوسمة الإستحقاق " لشخصيات من مختلف الأجيال تركت بصماتها بصورة جلية في الساحة الكروية الوطنية، من أمثال منتخب جبهة التحرير الوطني، و قد مثل هذه المنتخب في تكريمات الأمس محمد معوش، الذي نال الوسام الذهبي من أيدي رئيس الإتحادية محمد راوراوة، في مشهد جد مؤثر، لأن معوش إستعاد ذكريات الماضي، و راح يذرف الدموع من شدة التأثر، رغم أنه أشاد في كلمة قصيرة ألقاها بالمناسبة بمثل هذه المبادرة، التي تعد علافانا بما صنعته الأجيال السابقة. كما كان عيسى دومار أحد الرؤساء السابقين للفاف من بين المكرمين في هذه الدورة، و قد نال وسام الإستحقاق من أيدي رئيس الرابطة الوطنية محمد مشرارة، بينما سلم الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية عبد القادر مساهل وساما ذهبيا لمحي الدين خالف، مدرب صانعي ملحمة خيخون، في حين تسلم ستة لاعبين سابقين في المنتخب الوطني تداولوا على حمل شارة القيادة، و يتعلق الأمر بكل من عمر بتروني، علي فرقاني، لخضر بلومي، محمود قندوز، رابح ماجر و عبد الحفيظ تاسفاوت أوسمة ذهبية عرفانا من الإتحادية بالخدمات التي قدمها هؤلاء النجوم للكرة الجزائرية في العشريات السابقة. على صعيد آخر فقد كان المشهد مؤثر جدا لما تسلم العربي مخالفة وسام إستحقاق من أيدي رئيس الفاف الحاج راوراوة، لأن مخالفة يعتبر بمثابة واضع حجر الأساس للطب الرياضي في الجزائر، و كان مرافقا لمنتخب جبهة التحرير الوطني إبان الحقبة الإستعمارية، و قد إستعاد المعني الذكريات للأيام التي قضاها مع المنتخب، و تحدث أمام أعضاء الجمعية العامة و هو يذرف الدموع من شدة التأثر. أما بخصوص الوسام الفضي فإن الإتحادية إختارت ثلاثة شخصيات قدمت خدمات جليلة للتحكيم الجزائري، و يتعلق الأمر بكل من عبد القادر عويسي، محمد حنصال و إبراهيم جزار، كما حظي بهذا التكريم الرئيس السابق لرابطة سطيف الولائية محمد شرفي، و كذا الرئيس الحالي لرابطة تلمسان الولائية محمد الشريف مولاي. راوراوة يذيب الجليد في علاقته مع كل من ماجر و قندوز إقدام الفاف على منح أوسمة إستحقاق ذهبية لخيرة نجوم الكرة الجزائرية كان فرصة لإذابة الجليد في العلاقة المتوترة بين بعض الوجوه ، و طي صفحة الخلاف الذي كان للحاج محمد راوراوة مع بعض اللاعبين القدامى في المنتخب، يتقدمهم المدافع محمود قندوز الذي ظل ينتقد طريقة تسيير الإتحادية و المنتخب على حد سواء، لكنه و مع ذلك لبى الدعوة الموجهة له، و حضر إلى عنابة ليتسلم الوسام من أيدي نائب رئيس الإتحاد السوداني لكرة القدم شمس الدين مجدي الذي كان من بين ضيوف الشرف. و لعل الحدث الأبرز في هذه المبادرة حضور صاحب " الكعب الذهبي " رابح ماجر، الذي وصل إلى عنابة صبيحة أمس الأحد، و كان من أبرز نجوم حفل التكريم، خاصة و أنه و بعد تسلمه وسام الإستحقاق من أيدي رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم محمد مشرارة، إقترب منه رئيس الفاف الحاج راوراوة و أخذ سويا صورة تذكارية، كانت بمثابة مؤشر على وضع الرجلين للخلاف الذي كان قائما بينهما على الجانب، و تنصيب مصلحة الكرة الجزائرية فوق كل إعتبار، لأن علاقة راوراوة بماجر توترت منذ شهر ماي من سنة 2002، بعد إقدامه على تمزيق العقد الذي كان يربطه بالفاف كمدرب للمنتخب على المباشر في " بلاطو " حصة بثتها التلفزة الجزائرية، حيث أنه إستقال من منصبه دون رجعة، و منذ ذلك الحين و هو بعيد عن شؤون الكرة الجزائرية، سيما و أن تلك الحادثة وقعت في عهدة راوراوة على رأس الفاف. هذا و قد نالت صورة راوراوة و ماجر جنبا إلى جنب إهتمام الحضور، و قد إكتفى النجم السابق لنادي بورتو البرتغالي في مداخلته أمام الحضور بالتأكيد على أنه جد متأثر بهذه المبادرة التي نظمتها الإتحادية من دون أن يعرج على قضيته الشخصية مع راوراوة، رغم أن ماجر غادر القاعة مباشرة بعد إنتهاء مراسيم التكريمات، بعدما تهافت الكثير من الحضور عليه لأخذ صور تذكارية معه. للإشارة فإن الفاف و خلال دورة الأمس قامت بمنح أوسمة إستحقاق ذهبية ل 11 شخصية كروية من رؤساء سابقين للفاف، نجوم منتخب جبهة التحرير الوطني، قادة المنتخب، و أعضاء من الطاقم الطبي، في الوقت الذي تم فيه منح ستة أوسمة إستحقاق فضية لثلاثة حكام و ثلاثة رؤساء رابطات ولائية، بينما تداول على تسليم الأوسمة كل من راوراوة، مشرارة، الوزير عبد القادر مساهل، والي عنابة محمد الغازي، ممثل وزارة الشباب و الرياضة حسين كنوش، إضافة إلى ضيفي الشرف السوداني شمس الدين مجدي و ممثل الفيفا السويسري والتر غاغ.