أسعار ملتهبة و نماذج معروضة غير متوفرة في الصالون الدولي للسيارات تشهد الطبعة ال 19 للصالون الدولي للسيارات التي افتتحت الخميس الماضي، اقبالا ضعيفا للزوار وخيبة كبيرة لديهم بالنظر إلى الأسعار الباهظة التي ميزت مختلف أنواع السيارات المعروضة ، فقد تحولت هذه الطبعة إلى ديكور لعرض بعض السيارات ، نظرا لعدم توفر مخزون كاف لدى الوكلاء الذين أكدوا أنهم ينتظرون تحرير رخص الاستيراد لجلب سيارات جديدة ، وقد اكتفى زوار المعرض بالتجول في الأروقة و التقاط الصور و الفسحة مع الأولاد و الأصدقاء وقد افتتحت الطبعة ال19 للصالون الدولي للسيارات ، يوم الخميس 17 مارس الجاري بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة، من تنظيم الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير وجمعية وكلاء السيارات وتدوم هذه الطبعة إلى غاية 26 مارس الجاري ، بمشاركة 34 عارضا منهم 15 وكلاء السيارات ، وتتمثل خصوصية هذه الطبعة في كونها تنظم موازاة مع فرض رخص استيراد السيارات من أجل الحد من الواردات وتطهير النشاط الذي سجل اختلالات عميقة وممارسات غير شرعية خلال السنوات الأخيرة . مخزونات مستنفدة وخلال جولة استطلاعية في أروقة الصالون أين التقينا بعض الزوار والذين عبروا عن دهشتهم واستغرابهم، بسبب الأسعار المرتفعة لمختلف السيارات المعروضة والتي تصل في بعض الأحيان إلى 30 بالمئة، مقارنة مع العام الماضي، و ذكر بعض المواطنين أنهم أصيبوا بخيبة أمل كبيرة، كونهم كانوا ينتظرون هذه الفرصة لاقتناء سيارة جديدة بأسعار معقولة ، لكنهم تفاجأوا عند اقترابهم من مختلف العلامات. وفي هذا الإطار ذكر "محمد .ب" وهو شاب انتقل من احدى الولايات لاقتناء سيارة من المعرض، إلا أنه تفاجأ بعد اطلاعه على الأسعار وقال أن "الزوالي" لا يستطيع أن يشتري سيارة جديدة اليوم نظرا للأسعار الباهظة التي تميزت بها هذه الطبعة ، وأوضح في السياق ذاته، أن بعض العلامات لم تحدد الأسعار وتركت الزبون في حيرة ، بالإضافة إلى اكتفاء بعض الوكلاء بعرض السيارات المعروفة من قبل دون القيام بعملية البيع . وفي نفس الاطار، أشار "رابح. ق" إلى الأسعار المرتفعة للسيارات المعروضة ، وقال أنه أتى من ولاية تيزي وزو لشراء سيارة جديدة مع والده لكنه ، أصيب بخيبة أمل بعدما كان ينتظر افتتاح هذه الطبعة والتي تحولت إلى مجرد ديكور شرفي للعرض ، في ظل عدم توفر سيارات جديدة ونفاد مخزون السيارات لدى الوكلاء . وأضاف أن الطبعة الماضية من الصالون كانت أفضل بكثير من هذه الطبعة الجديدة والتي تفتقد إلى السيارات . كما تحدث "يونس .ع" وهو زائر آخر، بأن الطبعة ال19 تميزت بالأسعار المرتفعة وغياب السيارات وعدم توفرها، ولجوء بعض الوكلاء إلى عدم عرض الأسعار والاكتفاء فقط بعرض المنتوج من دون البيع ، مضيفا أن زيارته للمعرض كانت من أجل الفرجة وتسلية الأطفال، والفسحة وتمضية الوقت . "سامبول الجزائرية" تستقطب الأضواء وما يلاحظ في هذه الطبعة الإقبال الضعيف للزوار على أجنحة الصالون ، مقارنة مع الأعوام السابقة ، أين كان المعرض يشكل فرصة سانحة لكل شرائح المجتمع لاقتناء سيارات جديدة بالنظر إلى التخفيضات التي كانت تخصص لفائدة الزوار، حيث كانت الحوافز متنوعة و المنافسة شديدة بين الوكلاء، لكن في هذه الطبعة سجل عدم توفر السيارات بعد نفاد المخزونات لدى الوكلاء ، ومعظم هؤلاء يجهلون آجال استلام كوطاتهم لذلك وقعوا في حرج كبير أمام الزبائن . وقد اكتفى بعض الزوار في اليوم الرابع من الصالون بالتقاط الصور والتجول في مختلف الأروقة وما ميز أيضا الطبعة الحالية الحضور المحتشم لشركات التأمين. و ما يلاحظ أيضا في الطبعة الحالية الحضور المميز لرونو سامبول الجزائرية والتي شكلت الاستثناء بالنظر إلى الإقبال عليها من طرف الزوار، كونها متوفرة عكس العلامات الأخرى كما عرض رونو الجزائر ، خلال الصالون " ميغان الجديدة" و أيضا " ميغان GT" و"تاليسمان" لكنها لم تخصص للبيع. النماذج المتوفرة محدودة جدا من جانب آخر، أوضح حمور موسى المكلف بالإعلام "بكيا موتورز الجزائر أن الطبعة الحالية من الصالون تختلف عن الطبعات السابقة حيث يوجد هذه المرة إشكال يتعلق بتوفر السيارات وأضاف أن "كيا موتورز الجزائر " قامت بعرض" بيكانتو" في الصالون فقط بنوعيها " سبورت لاين"، و"سايفتي" وبخصوص الأصناف الأخرى فهي غير متوفرة لحد الساعة بسبب توقيف استيراد السيارات حاليا وعدم الحصول على حصص الاستيراد المخصصة لكل علامة . وأضاف نفس المتحدث أن" كيا موتورز الجزائر" لم تعرض تخفيضات في الأسعار خلال الطبعة الحالية، موضحا أن اجراءات رخص الاستيراد كانت عائقا أمام عملية الاستيراد وتوفير السيارات للزبائن . وأوضح أن مخزون سيارة "بيكانتو" هو الوحيد المتوفر و قدر مدة التسليم للزبون من 30 إلى 45 يوما . وأضاف بأن " كيا موتورز الجزائر" تشارك بصفة شكلية في الصالون بسبب الظروف الراهنة.أما مسؤول التسويق علامة "هيونداي موتورز الجزائر" (مجمع سيفيتال)، بجاوي عبد الرحمان، فذكر أن رخص الاستيراد لم يتم منحها بعد لذلك تم عرض 3 منتوجات جديدة فقط في الصالون والمتمثلة في ، I10" ، I20" و" رباعية الدفع تيكسن الجديدة" وأشار إلى سيارات أخرى سيتم توفيرها عند تسلم رخص الاستيراد. وبخصوص أسعار السيارات في السوق الجزائرية، أوضح نفس المتحدث، أن الأسعار لديها ارتباط مباشر بسعر النفط والعملة الصعبة وذكر أن السيارات التي يمكن توفيرها للزبون في مدة 15 يوما تتمثل في " هيونداي ايديس" ، "اكسنت"، و"سوناتا" و"I40 " موضحا في السياق ذاته، أن هناك كمية من المخزون متوفرة وتم استيرادها قبل دخول الاجراءات الجديدة حيز التنفيذ ، معتبر أن "هيونداي موتورز الجزائر" تعد أول علامة أسياوية من حيث المبيعات وأول علامة انطلقت ب 5 سنوات ضمان. وذكر أن نسبة المبيعات تقدر ب 12 بالمئة من سوق السيارات الجديدة في الجزائر ، حيث تم بيع 30 ألف سيارة في 2015، و أضاف بأنه خلال ال 17 سنة الأخيرة تم بيع 150 ألف سيارة تابعة لهيونداي الجزائر،( مجمع سيفيتال).من جهته، أفاد هشام جامه مسؤول التسويق ب"نيسان الجزائر"، أن عدد المشاركين انخفض في الطبعة الحالية ، إضافة إلى عدم توفر السيارات، حيث لم يجد الزبون السيارات التي يبحث عنها ، علاوة على ارتفاع الأسعار مقارنة بالعام الماضي. وأوضح أنه بالرغم من ارتفاع الأسعار فان" نيسان " لديها أحسن العروض وتتلاءم مع امكانيات الزبائن خاصة من نوع " سوني" و" ميكرا"، مضيفا أنه يوجد اقبال عليهما لكن المخزون غير متوفر بكمية كبيرة . وأشار إلى عرض سيارة جديدة في الصالون و هي من نوع " نافارا" .أما المكلف بالإعلام في "بيجو الجزائر" ، سفيان بوعياد، فذكر أنه بمناسبة الصالون تم طرح سلسلة محدودة من " 208 اكليبس" والتي تكون متوفرة ب 50 وحدة بالإضافة إلى عرض سيارات "208 GT1" و "GTLINE 208 وهي سيارات رياضية بالإضافة إلى عدة سيارات أخرى ، "4008"، "508"، " 301" ، كما تم عرض سيارة نموذجية -يضيف نفس المتحدث- والتي تمثل مستقبل السيارات التي يصنعها بيجو وهي سيارة " كوارتز". وأضاف أن "بيجو الجزائر" أطلقت بمناسبة الصالون ما اسمته " بيحو نوماد" وهي قاعة عرض ومركز تجريب سيارات متنقل حيث سينتقل عبر مختلف الولايات بالشرق والغرب و الجنوب وتكون آخر محطة بوهران ومن بين أهم الأشياء التي تم اطلاقها -كما قال- خدمة خاصة لسوق السيارات المستعملة بين الخواص، حيث تمنح بيجو لمالكي السيارات المستعملة من العلامة بيجو وسيلة للقيام بمراقبة سياراتهم قبل بيعها والحصول على شهادة مطابقة وشهادة تثبت أن السيارة ليس بها خلل كما تمنح لمقتني السيارة المستعملة الحاصلة على الشهادة ، ضمان إضافي لمدة 6 أشهر وهذه الخدمة أطلقت عليها بيجو اسم " لاغريف".من جانبها، ذكرت ممثلة دائرة التسويق والاعلام ب"تويوتا الجزائر"، اندلسي ريم، أن المخزون من السيارات غير متوفر هذا العام بسبب عدم تحرير رخص الاستيراد. وأضافت أن هذه الطبعة شكلية وشرفية والغاية منها ليست الممارسة التجارية بل الحضور الشرفي فقط.وذكرت من جهتها، أولمان سهام مديرة علامة "دي اس أوتوموبيل " أن العلامة عرضت في الصالون الحالي " دي اس 3" الجديدة و "دي اس كروسباك " وأوضحت أن علامة "دي اس اوتوموبيل" أصبحت مستقلة بعدما كانت تابعة لسيتروان" و أضافت إننا ننتظر الإفراج عن "الكوطات" الخاصة برخص الاستيراد.