حذر أمس مختصون في البيولوجيا والتحاليل المخبرية، من خطورة تعريض قارورات المياه المعدنية لأشعة الشمس وعدم احترام سلسلة التبريد، خلال مرحلة النقل والتخزين والبيع، وكشف قزوط زهير، أستاذ بكلية التكنولوجيا بجامعة سطيف 1، بأن استعمال المواد البلاستيكية في صنع القارورات والمعاد تصنيعها بعد رسكلتها، تتسبب في أخطار على صحة الإنسان، تؤثر على الكبار وخاصة الصغار لأنها «تتسبب في اضطرابات في الغدة الدرقية، وتؤثر على الإنجاب والخصوبة لدى الرجال والنساء بنسبة عالية، على المديين المتوسط والبعيد، وفقا لدراسة أعدتها مختصة فرنسية. حيث أشارت الدراسة إلى أن تغير درجة الحرارة بنسبة 40 مئوية في المياه المعبئة بالقارورات، تتسبب في مضاعفة الخطر والإصابة بخمس مرات خاصة في الجزائر حيث تشتد درجة الحرارة صيفا»، وأضاف محدثا «بأن خطورة التفاعل تزداد أكثر في قارورات المشروبات الغازية، بتوفر عنصر ثاني أكسيد الكربون». وحثّ قزوط خلال ملتقى جهوي، حول «جودة المياه المعدنية المعبئة» من تنظيم المديرية الجهوية للتجارة بجامعة سطيف 1، المنتجين وأصحاب محلات البيع بالجملة والتجزئة، على ضرورة المحافظة على سلسلة التبريد والنقل، موضحا بأن الدراسات المنجزة في ذات الصدد، سجلت اختلاف بين العلماء والمختصين حول الآثار الجانبية لهذا التفاعل، بين المواد المصنعة للقارورة البلاستيكية وانتقال المواد المضرة بالصحة على غرار «سيتاردين» ومادة «أنتموان» إلى المياه المعدنية المعبئة، وعبر عن استيائه من رسكلة القارورات البلاستيكية وإعادة تصنيعها بدل توجيه المادة المسترجعة إلى صناعات غير غذائية «مما قد يضاف إلى خطورة الإصابة على المستهلك» ونصح المستهلكين بضرورة رمي القارورات بمجرد الانتهاء من استهلاكها على سبيل الاحتياط وختم قزوط زهير، بأن صناعة المياه المعدنية والغازية، باتت تدر الملايير الدولارات على أصحابها ومن المستحيل اتخاذ إجراءات وقائية مثل تعميم استعمال القارورات الزجاجية، مع تسطير برنامج لإجراء اختبارات على قارورات المياه المعدنية بالجزائر. وفي ذات الصدد كشف الأستاذ سيليني من جامعة سطيف 1، بأن الدراسات أكدت على ضرورة المحافظة على محيط تعبئة المياه المعدنية، لكونها قد تتسبب في أخطار على صحة الإنسان و احتمال انتقال عدوى، بسبب عدم احترام شروط الصحة والنظافة أثناء التعبئة أو أثناء سلسلة التبريد، مضيفا «يجب أن تؤخذ عينات مخبرية دورية عن المياه المعدنية قبل تعبئتها»، وقال «نسعى كجامعة للتفتح على المصانع ونعرض خدمتنا عليهم للاستفادة من خبرتنا النظرية لتفادي التسممات والتعقيدات الصحية بسبب توقع تفاعل المواد المستعملة في صنع القارورة والمياه المعدنية». وعبّر عزالدين شنافة، رئيس جمعية حماية المستهلك، عن استيائه من رفض مخابر الجودة وقمع الغش، فحص عينات قدمتها الجمعية ، مشددا على أهمية نشر نتائج التحاليل بعد إجرائها لتوعية المستهلكين حول خطورة تعريض قارورات المياه لأشعة الشمس، وطالب بإجراء تحاليل مخبرية حول المواد البلاستيكية، ودعا المستهلكين للتفريق بين المياه المعدنية ومياه الينابيع، كون الأخيرة أقل فائدة وليست ذات جودة وتتغير مقارنة بالأولى، كما أنها خالية من الفليور، المتوفرة في مياه الحنفيات. و كشف زعباط مسعود، رئيس دائرة التحاليل الدقيقة، بالمخبر الجهوي بقسنطينة، بأن مصالحه لم تسجل تجاوزات بخصوص تعبئة المياه المعدنية مضيفا «تعبئة المياه المعدنية تحسنت كثيرا مقارنة بالسنة الفارطة، خاصة من حيث التقيد بمطابقة المعايير والشروط واحترام مكونات المياه، لكي تكون غير سامة» مدير مخبر المعاينة والتحليل والمراقبة التابع لوزارة التجارة رمضان بوسناجي، أوضح أن استهلاك الجزائريين للمياه المعدنية، ارتفع من نصف لتر في السنة خلال سنة 2003 إلى 37.5 لتر سنويا، يستهلكون 41 علامة تجارية تقوم بتعبئة 25 نوعا من المياه المعدنية و17 نوعا من مياه الينابيع.