تعرف النشاطات الثقافية بولاية البليدة خلال السهرات الرمضانية نقصا كبيرا، فباستثناء بعض السهرات الفنية التي تحييها بعض الجمعيات الفنية بقاعات الحفلات والمراكز الثقافية، لا أثر للنشاط الثقافي بمدينة البليدة و باقي البلديات خلال السهرات الرمضانية. و بذلك لم تجد العائلات لقضاء سهراتها سوى الساحات العمومية الكبرى التي تكتظ بالوافدين كساحة التوت بوسط المدينة، وساحة الحرية بباب السبت، أين تحولت هذه الساحات إلى فضاءات للعائلات لقضاء أوقاتهم في السهرات الرمضانية، في ظل النقص المسجل في الحدائق العمومية التي تفتح أبوابها للجمهور ليلا، إلى جانب غياب الأنشطة الثقافية التي يمكن أن تستقطب هذه العائلات في السهرات الرمضانية. من أهم العوامل التي أثرت سلبا على الأنشطة الثقافية بمدينة البليدة نقص المرافق المتخصصة، حيث أحصت مديرية الثقافة للولاية 11 قاعة سينما، أغلبها مغلقة وغير مستغلة، أو حولت إلى نشاطات أخرى، منها 05 قاعات سينما ببلدية البليدة و04 أخرى ببوفاريك، إلى جانب قاعتين بكل من وادي العلايق و العفرون، ورغم مساعي مديرية الثقافة والسلطات المحلية لاسترجاعها، إلا أنها لا تزال غير مستغلة وبعضها تم الاستيلاء عليها من طرف خواص. في نفس الوقت تتواجد قاعة محمد التوري المخصصة للمسرح قيد الترميم، و أثر غلقها سلبا على الأنشطة الثقافية، خاصة خلال شهر رمضان، نظرا لموقعها الذي يتواجد بمحاذاة ساحة التوت، و بذلك كل النشاطات التي كانت تنظم فيها تستقطب الجمهور، خاصة منها الأنشطة المسرحية. و الملاحظ أن أغلب الجمعيات الثقافية بالولاية غير نشطة، و لا تساهم بشكل كبير في تنشيط الفعل الثقافي، حيث أحصت مديرية الثقافة 105جمعيات ثقافية منها 69 جمعية مطابقة، أما الجمعيات النشطة فتعد على أصابع اليد الواحدة. من جانب آخر شدد والي الولاية خلال جلسة الاستماع لمدير الثقافة مؤخرا، على ضرورة إعادة بعث الحركية الثقافية بالولاية، من خلال التنسيق مع كل الجمعيات النشطة و الفنانين بالولاية ومديرية الشباب والرياضة واستغلال الهياكل الثقافية المتواجدة. نورالدين-ع