كرهت الغناء و ألبومي الغنائي الجديد يبحث عن منتج نزيه يرى الفنان نبيل مساحل الذي اشتهر في مجال الغناء باسم الشاب نبيل، بأن تقنية «روبوتيك» جذبت الدخلاء و أشباه المغنيين إلى مجال الغناء، فعاثوا في الساحة فسادا، بترويجهم للأغاني الهابطة، إلى جانب جشع المنتجين الذين أصبحوا المستفيدين الوحيدين من طرح ألبومات غنائية جديدة، في مقدمة العوامل التي جعلته يكره الغناء و يفضل التمثيل، مشيرا إلى أن تتويجه كأفضل ممثل عن دوره في مسرحية «الخياط» في المهرجان الوطني لمسرح الطفل في أكتوبر الماضي، حفّزه أكثر على مواصلة مساره كممثل مسرحي و تليفزيوني، عن انتقاله من الغناء إلى التمثيل و مشاريعه و آرائه تحدث إلى النصر في هذا الحوار... . لنتحدث قبل كل شيء عن المغني الشاب نبيل الذي لم نعد نشاهده كثيرا و هو يغني في حفلات و سهرات قسنطينة ... ماذا حدث ؟ أنا حاليا بصدد مواصلة جولاتي الغنائية الصيفية في بجاية و جيجل و عنابة ، كما سجلت منذ شهور ألبوما جديدا، لم أجد بعد منتجا مناسبا لا يهضم جهدي و حقوقي، ليطرحه في السوق. بصراحة ما يحدث في الساحة الغنائية، جعلني أكره حقا الغناء و قد بدأت في الانسحاب تدريجيا من ساحة الغناء منذ حوالي ثلاث سنوات. . هل يمكنك أن تشرح لنا أكثر ما تقصده؟ بعد انتشار تقنية «روبوتيك»، أصبح أشخاص لا علاقة لهم بالغناء و الفن، يعتمدون عليها لتسجيل أغنيات أغلبها ذات كلمات هابطة، لا يمكن للمرء أن يسمعها في إطار عائلي، ثم يدفعون المال من جيوبهم للمنتج، لكي يتكفل بطرحها و توزيعها و الترويج لها و يجني الأرباح لنفسه، أما أصحابها فيتفرجون و ما يهمهم هو التفاخر بتسجيل ألبوم و طرحه عند فلان، و ما يحققونه من شهرة وراء ذلك. أنا شخصيا لا يمكنني أن أوافق على ذلك، لقد سجلت ألبوما جديدا و هو جاهز بنسبة مائة بالمائة للإصدار، لكنه يبحث عن منتج، لم أجد لحد اليوم المنتج النزيه الذي لا يهضم جهدي و حقوقي. للأسف الغالبية العظمى من المنتجين يفكرون بمنطق التجارة و الربح لا غير، فطغت الرداءة، و اشتهر أشباه الفنانين. . مع من تعاملت من الملحنين و كتاب الكلمات في ألبومك الجديد؟ الألبوم يصنف في خانة الطابع الصراوي و يتناول مواضيع عاطفية و اجتماعية، إلى جانب مواضيع خاصة بالأفراح و الأعراس و يضم 10 أغنيات، كتبت و لحنت بنفسي 7 أغنيات منها ، في حين تكفل الفنان مالك طيارة بكتابة كلمات و تلحين أغنيتين. أما الأغنية العاشرة فهي عبارة عن إعادة لأغنية «ما يعجبك زين الطفلة» لرائد الصراوي الشاب عزيز رحمه الله. . هل هذا يعني أنك قررت اعتزال الغناء للتفرغ لكتابة كلمات الأغاني؟ أنا أحب المطالعة و الكتابة، لهذا خضت تجربة كتابة الأغاني، و خضت أيضا تجربة كتابة السيناريو، الفن ليس جزءا من كل، و لا يعني الغناء أو التمثيل أو الكتابة فكل مجال يكمل الآخر. كرهت الغناء منذ ظهور ال «روبوتيك»، لكنني لم أعتزله نهائيا لحد اليوم، بدليل أنني أقوم بجولات غنائية، لكنني بدأت أنسحب منذ ثلاث سنوات، لأرتمي بين أحضان المسرح مدرستي الفنية الأولى. . هل كتبت سيناريو فيلم أم مسلسل أو نصا لمسرحية؟ كان أخي الفنان المسرحي الراحل مراد مساحل قد بدأ كتابة سيناريو مسلسل اجتماعي عنوانه «السويقة» في بداية التسعينات، كتب 5 حلقات منه، قبل أن توافيه المنية، اطلعت عليها عدة مرات بعد رحيله، ثم قررت مؤخرا أن أكمل المشروع. إنه يتحدث عن عائلة كانت تقيم بحي السويقة بقسنطينة العتيقة، تعرض أحد أفرادها لأطماع و مكائد و مؤامرات أدخلته إلى السجن، و بعد انقضاء مدة العقوبة، بدأ رحلة الانتقام لاسترجاع الحق المسلوب. يتكون المسلسل من 20 حلقة، و أتمنى أن أجد المنتج الذي يجسده عن قريب. . شاهدنا نبيل مساحل في مسرحية «حضرة النائب المحترم» و فيلم «البوغي» و قبل ذلك في العديد من الأعمال المسرحية و التليفزيونية، و حصد جائزة كأفضل ممثل في العام الماضي، كيف تم انتقالك من الغناء إلى التمثيل؟ أنا لم أنتقل أو أتحول إلى التمثيل، بل أواصل مساري كممثل قديم . أول احتكاك مباشر لي مع التمثيل كان في 1988، عندما رافقت أخي مراد رحمه الله إلى مهرجان مسرح الهواة في مستغانم لعرض مسرحية «عودة الحلاج» مع فرقة أهل المسرح، و تأثرت بالعرض و بقيت أتابع المسرحيات التي تعرض بمسرح قسنطينة و أتعلم من أخي و أعمدة التمثيل آنذاك أدوات و قواعد التمثيل، على أمل أن أصبح ممثلا. و عندما توفي أخي في 1992ابتعدت عن هذا المجال، و كانت بداياتي مع الغناء في 1995و عمري 24عاما ، لكن عندما اتصل بي المخرج عمار محسن مثلت في «باب الراي» مع الشابة يامينة و علاوة زرماني، ثم في مسرحية للأطفال، و بقيت في مد و جزر مع بحر التمثيل و الغناء، فبعد تفرغ تام للغناء طيلة 8 سنوات، شاركت في مسلسل "نحس و نص " لعمار محسن في 2014 و أعمال أخرى . و قررت التشبث أكثر بالتمثيل عندما حصلت على جائزة أفضل دور رجالي عن دوري في مسرحية «الخياط» في المهرجان الوطني لمسرح الطفل. و كذا عندما شاركت في أعمال قدمت في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية و هي فيلم «البوغي»لعلي عيساوي، فيلم «الحناشية» لبوعلام عيساوي و مسرحية «حضرة النائب المحترم» . . كرهت الغناء، كما قلت، بسبب الروبوتيك ألا توجد مشاكل في عالم التمثيل؟ بلى...أكبر مشكل هو أن العديد من المنتجين و المخرجين»يحقروا بالعين»، يعني أنهم ينظرون إلى شكل الممثل و المنطقة التي أتى منها و لا يمنحون له الفرصة للإبراز مواهبه و قدراته، و عمليات الكاستينغ التي تنظم هنا و هناك شكلية في الغالب، حيث يتم إسناد الأدوار مسبقا في معظم الحالات، لنفس الممثلين بدافع العاطفة و «المعريفة» و أمور أخرى لا علاقة لها بالقدرات و المواهب أو التكوين. إن قسنطينة تزخر بالطاقات الفنية و لو تضافرت جهود الجميع لحققنا نجاحات هائلة على الصعيدين الوطني و العربي. . مشاريعك سأصور هذه الأيام دوري في مسلسل «ابن باديس» لعمار محسن و لدي مشروع مونولوغ مع الكاتبة ليندة غنام، كما سأشارك معها في أفريل القادم في مهرجان مسرح العرائس بمصر بعمل جديد. حاورته إلهام.ط