علمت "النصر" أن والي باتنة قد أمر مؤخرا بفتح تحقيق حول نشاط مربي الدواجن بقرية حرقالة الواقعة بإقليم بلدية لمسان دائرة أولاد سي سليمان ،حيث طلب من مدير أملاك الدولة وكذا مدير المصالح الفلاحية بفتح تحقيق حول الطريقة التي ينشط بها المربون بهذه المنطقة . واستنادا لمصادرنا فإن الوالي طلب من الجهات المعنية بإيجاد صيغة لتسوية وثائق المربين بعد أن باشروا نشاطهم وهذا ما أكده رئيس الدائرة الذي قال بأنه من غير المعقول أن يتم توقيف نشاط هؤلاء وإحالتهم على البطالة مضيفا بأنه فيما تعلق بالثلوث الناجم عن هذا النشاط لن يمس السكان لأن منازلهم بعيدة عنه ،مؤكدا بأن أطرافا تسعى لإحداث البلبلة بحجة أن المستودعات مصدر للتلوث والرائحة الكريهة. بعض السكان ممن تحدثنا إليهم أكدوا لنا بأن انتشار المستودعات الخاصة بتربية الدواجن بات هاجسا يؤرق جميع سكان القرية إلا أن غالبيتهم ليس بإمكانهم نقل الشكوى للسلطات وهذا بحكم أن مربي الدواجن من أهل المنطقة ،حيث تربطهم علاقة قرابة وينتمون لعرش واحد وهي الحجة التي يقابلها بهم مربو الدواجن دائما حتى لا يقدم أحد شكوى ضدهم . وأكد لنا من تحدثنا إليهم أيضا أن المصالح المعنية رفضت التحرك لوضع حد للانتشار الفوضوي للوحدات الخاصة بتربية الدواجن خاصة أن بعضها شيد بجوار السكنات حيث تضم القرية أزيد من 70 مسكنا تحاصرها مستودعات الدواجن من كل الجهات وتختلف درجة الضرر التي تسببها لهم بحسب قربها من كل مسكن وإن كانت رائحة الدواجن الكريهة ستستقبلك بمجرد دخولك للقرية التي تنقلنا إليها للوقوف ميدانيا عما قيل لنا . أحد السكان بقرية حرقالة راح يسرد لنا معاناته جراء الروائح الكريهة التي تنبعث من المستودعات وقال بأنه يعاني وعائلته داخل مسكنهم لدرجة أصبح ليس بمقدورهم فتح النافذة خلال فصل الصيف مفضلا أن يصبر على الحرارة بدل الرائحة الكريهة التي ستقتحم المسكن لأنه لم يعد بإمكان أي فرد من العائلة حسبه أن يجلس هادئا ومستقرا داخل المنزل ،ناهيك عن انتشار الذباب والحشرات يقول محدثنا التي ألفوا رؤيتها حتى في فصل الشتاء،ولقد عجز عن القيام بأي تحرك مؤكدا لنا بأنه لن يستطيع تغيير الواقع بمفرده وأجزم لنا في ذات السياق بأن المسؤولين بالبلدية سوف لن يقوموا بدورهم بأي شيء حيال مربي الدواجن أو حتى وضع حد لعدم استمرار بناء هذه المرآب . من جهتهما رئيسا البلدية و الدائرة أكدا لنا بأن من أثار هذه "الشوشرة" حول مربي الدواجن بقرية حرقالة هي أطراف لها مآربها الخاصة وتسعى للتحدث باسم سكان القرية لتحقيق ما تسعى إليه ،غير أن ذات المسؤولين لم ينفيا بأن من يقوموا بهذا النشاط قد اعتدوا على أملاك عمومية بحيث لا يملكون رخصة بناء وشيدوا هذه المستودعات دون استشارة أية جهة . وأوضح رئيس البلدية بأنه سبق له وأن اتخذ إجراءات ضد من يقوم ببناء بيوت خاصة بتربية الدواجن دون رخصة حيث أكد محدثنا بأنه أبلغ مصالح الدرك التي فتحت من جهتها تحقيقا واتخذت التدابير اللازمة التي تم على إثرها إحالة ملفات عدد من المربين على العدالة. للإشارة معظم المربين ليسوا من سكان المنطقة فهم يأتون لمزاولة هذا النشاط في الصباح ثم يعودون إلى بيوتهم في الحواضر مساء.