أسدل الستار مساء يوم الإثنين بولاية تمنراست على فعاليات مهرجان الجمل "أمني " التي تواصلت لمدة ثلاثة أيام في أجواء طبعها التفاؤل بترقية وضعية هذه الثروة الحيوانية الهامة بهذه المنطقة من أقصى الجنوب. وتميزت وقائع اختتام هذه التظاهرة الفلاحية التي جرت فعالياتها بوادي "أمدد" ببلدية أبالسة (170 كلم من مقر الولاية) بتنظيم لقاء موسع بين السلطات الولائية والمربين حيث تم التطرق فيه بصفة خاصة إلى سبل تطوير نشاط تربية الإبل وحماية هذه الثروة الحيوانية المتوارثة من الأجداد. وقد توج هذا اللقاء الذي جرى تحت إشراف والي الولاية وبحضور مسؤولي قطاعات الفلاحة والغابات والري والمنتخبين المحليين باتخاذ جملة من القرارات من بينها إنجاز 46 بئرا رعويا وإعادة تهيئة 16 بئرا آخرا وتقديم مساعدات مجانية لمربي المواشي تخص الإستفادة من كميات من مادة الشعير إلى جانب إعداد خريطة تحدد المناطق التي ينتشر بها مربو الإبل على مستوى إقليم ولاية تمنراست. وبالمناسبة، أكد والي الولاية في هذا اللقاء على أهمية هيكلة المربين ضمن جمعيات مهنية مما سيساعد بشكل منظم في حصر انشغالاتهم و إيجاد الحلول الملائمة لها ودعاهم أيضا إلى التقرب من مصالح التأمين لاتخاذ الإجراءات التي تسمح لهم بتأمين ممتلكاتهم من المواشي. كما وجه مسؤول الهيئة التنفيذية تعليمات إلى المسؤولين المعنيين للتكفل بكافة الإنشغالات المطروحة من قبل المربين بما يسمح لهم بتجاوز الصعوبات التي تعترض نشاطهم. ومن جهتهم، أعرب المشاركون في هذه التظاهرة الفلاحية من مربي الإبل عن ارتياحهم للنتائج التي تمخض عنها هذا اللقاء واستحسنوا حضورهم في هذا المهرجان الذي سمح لهم بالإلتقاء فيما بينهم وتبادل الأفكار حول مختلف المسائل المتعلقة بسبل ترقية نشاط تربية الإبل وهذا إلى جانب حرصهم على نقل هذا النشاط الفلاحي إلى الشباب الناشيء. وقد وزعت في ختام هذه التظاهرة جوائز تشجيعية على الفائزين في سباق المهاري وشهادات شرفية على المشاركين. للإشارة، فإن مهرجان الجمل " أمني" في طبعته الأولى قد شهد مشاركة للعديد من مربي الإبل بمختلف بلديات ولاية تمنراست إلى جانب حضور مربين مدعوين من ولايات مجاورة (ورقلة و إيليزي و أدرار). وقد كانت فعاليات هذا الحدث قد انطلقت أول أمس السبت تحت إشراف الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية السيد فروخي سيد أحمد الذي اعتبر المهرجان بمثابة فرصة لإعطاء دفعا قويا لنشاط تربية الإبل والنهوض بهذا النشاط الفلاحي الهام بهذه المنطقة من أقصى الجنوب. وعلى هامش فعاليات مهرجان الجمل " أمني " قام ذات المسؤول المركزي يوم الأحد في اليوم الثاني والأخير لزيارته لولاية تمنراست بزيارة ميدانية إلى دائرة إن صالح التي تفقد بها وضعية النشاط الفلاحي بهذه الجماعة المحلية الواقعة على مسافة 700 كلم شمال عاصمة الولاية. وخلال هذه الجولة التفقدية عاين وفد الوزارة منطقة "المالح " الفلاحية حيث قدمت للمسؤول المركزي والوفد المرافق له شروحا وافية حول طبيعة النشاط الفلاحي بهذه المنطقة وكذا جهود الدولة في دعم الفلاحة بها من خلال الصندوق الوطني لدعم التنمية الفلاحية وذلك برصد غلاف مالي قدره 19 مليون دج لتطوير هذه المنطقة الفلاحية. كما عاين الوفد واقع بعض المستثمرات الفلاحية بمنطقة اينغر مطلعا بطريقة السقي بنظام الفقارة بقرية مليانة، حيث أكد ذات المسؤول بالمناسبة على ضرورة العمل من أجل المحافظة على هذا النظام التقليدي للسقي وذلك في إطار برنامج تطوير الموارد المائية قبل أن يتوقف بالمنطقة الفلاحية "البركة " الفلاحية التي اطلع بها على طريقة السقي باستعمال تقنية الرش. ولدى تحاوره مع الفلاحين أبرز الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية مجددا أهمية العمل الجماعي ووعد بالنظر بخصوص تقديم المزيد من الدعم لحماية البساتين وتطوير النشاط الفلاحي الممارس بواحات المنطقة بما يسمح بتجاوز الصعوبات ويمكن أيضا من إعادة بعث النشاط الفلاحي بأراضي البور بالجهة.