لو أكتب سيناريو تاريخي سأعطيه لعمار العسكري بدأت حياتها رياضية مع نادي (إيرماط) لعين طاية بالعاصمة حيث برزت في كرة السلة ورياضة فولكو فطاكط، وكانت في نفس الوقت تهوى المسرح الذي جذبها إلى ركحه لتجسد بإبداع ما تعلمته على البساط الأخضر، وفتح المسرح أمامها أفقا آخر لتجد نفسها ولوعة بكتابة السيناريوهات فأقتحمت مجال السينما،، إنها الكاتبة حنصل فضيلة مؤسسة جمعية " ثيزيري" التي تعني بالعربية – ضوء القمر- حيث خلقت من فضائها إمارة للإبداع في الشعر الشعبي والمسرح والسينما التقيناها في المسرح الجهوي لمدينة قسنطينة رفقة أعضاء من جمعيتها، فكان معها هذا الحوار. حاورها: عبد الرحيم مرزوق تصوير : ع. عمور هل لنا أن نعرف أولا كيف هذا التحول من الرياضة الى ممارسة الكتابة والتمثيل والإخراج للسينما؟ - حكايتي مع المسرح ترجع إلى سنوات الطفولة في المدرسة حيث كنت أنشط ضمن الفرقة المدرسية وكان أساتذتي يشجعونني على الاستمرار في النشاط الفني وفي نفس الوقت كنت متواجدة ضمن فريق كرة السلة والرياضة القتالية ( فول كوفطاكط) ولم أجد أي صعوبة في التوفيق بين هذه الهوايات التي فتحت أمامي أفاقا واسعة لاقتحام مجال الكتابة وأيضا الإهتمام بالشعر بنوعيه الفصيح والملحون. البداية تأسيس جمعية ثيزيري كيف جاءت فكرة إنشاء جمعية ثيزيري؟ - عندما تفرغت للكتابة بعد التحاقي بوزارة الشباب والرياضة وجدت نفسي في حاجة الى وسيلة لتجسيد مشاريعي المتعددة والكثيرة، وكنت أطمح دائما الى الإعتناء بالمواهب الشابة على اعتبار أنني مررت بهذه التجربة وأحس بأنني مدانة لهؤلاء الشباب لأكون الى جانبهم أساعدهم في تحقيق طموحاتهم، وقد دعمني الممثل المعروف عبد الحميد رابيا في إنشاء جمعية لاحتضان هؤلاء المواهب فكانت جمعية " ثيزيرى" وهي كلمة بالأمازيغية وتسميتها بالعربية ضوء القمر للثقافة فكانت سنة 2006 هي الانطلاق في النشاط الفعلي. مسرح الطفل يجذبني لأني أتوسم في فضائه البراءة مسرح الطفل يسرق جل وقتك في الكتابة لماذا كل هذا الإهتمام؟ - عالم الطفولة يجذبني إليه لأني أتوسم في فضائه البراءة والنقاء، لذلك خصصت ضمن ورشات الجمعية ورشة لمسرح الطفل وقد نجحنا في فرض أسلوبنا وتوجت مشاركات الجمعية بجوائز في عدة تظاهرات، وأني أتفرغ حاليا لكتابة نص مسرحي خاص بالاطفال للمشاركة في المهرجان الوطني لمسرح الطفل وسنكون حاضرين في كل التظاهرات. لو أنجز سيناريو تاريخي أفضل إعطاءه للمخرج عمار العسكري ما نوع السيناريوات التي تكتبينها؟ - لو تتاح لي الفرصة لكتابة سيناريو تاريخي لن أختار على المخرج عمار العسكري الذي أرى بأنه جدير بالأعمال الثورية التي تروي عن تاريخ الجزائر، وتجذ بني في المسرح أعمال الراحل عبد القادر علولة الذي تعلمت الكثير منه خاصة في مجال التمثيل أداءه الجيد وإتقانه للأدوار المسرحية أعطى للركح ميزة لا نجدها في مكان آخر، وأنا الآن أحاول استنباط أسلوب لهذا الفنان لإعادة بعثه على الخشبة. جمعية ثيزيري هل هي منفتحة على العالم الخارجي؟ - كل ما نقوم به هو ليس بمعزل عن المحيط الثقافي، إننا منفتحين على كل الشرائح لنكون حلقة وصل بين الفنانين والمتعطشين للثقافة، وهذا ما جعلنا نركز على نشاط الورشات التي تهتم بتكوين الراهب، وكذلك التعاون مع الفنانين والأدباء لأن الجمعية هي الفضاء الأرحب لهؤلاء لتقديم إبداعاتهم والمساهمة في تفعيل النشاط الثقافي داخل العاصمة أو عبر الولايات وهذا من خلال التظاهرات التي تنظم دون انتظار المناسبة وهذا حتى نتجاوز النظرة الضيقة لمفهوم البعض للفعل الثقافي، الذي يبقى في نظرنا هو المحرك للحياة على كل الأصعدة، أقول هذا لأن التجربة أعطتني خبرة في كيفية التعاطي مع هذا القطاع الحساس والمهم في نفس الوقت إن التنسيق جاري مع كل الجهات المعنية بالشأن الثقافي ونريد أن نخلق أجواء ديناميكية لا تسمح للركود يتسلل الى مواقعنا، والدليل أن ورشاتنا تستقطب الفاعلين من أدباء قصاصين، شعراء كتاب سينمائيين مسرحيين..الخ.