الحظ يرفع البراغواي لأول مرة إلى ربع النهائي حقق منتخب البراغواي عشية أمس إنجازا تاريخيا غير مسبوق في نهائيات كأس العالم، وذلك باقتطاعه تأشيرة المرور إلى الدور ربع النهائي لأول مرة، وكان ذلك على حساب المنتخب الياباني الذي خرج من رواق السباق مرفوع الرأس، ليكن بذلك آخر ممثل للقارة الأسيوية يخرج من المونديال الإفريقي. منتخب البراغواي الذي فشل في مشاركاته السبع السابقة في تخطي عتبة الدور ثمن النهائي، ابتسم له الحظ أخيرا ورفعه إلى هذا الدور ليحقق بذلك ما عجز عن تحقيقه السابقون. وقد كان الإنجاز ذو نكهة مميزة، أولا بالنظر إلى الإثارة و"السيسبانس" الذي امتد إلى غاية نهاية الشوطين الإضافيين، ثم الاحتكام إلى ضربات الترجيح لأول مرة في نهائيات النسخة ال 19 والأولى على الأراضي الإفريقية.أما بخصوص مجريات اللقاء فقد كان حسب أهل الاختصاص الأضعف منذ انطلاق المونديال الإفريقي، وذلك في أعقاب اعتماد الفريقين الياباني والبراغواياني خطة دفاعية بحتة، لتغيب العروض الفنية والمحاولات الهجومية باستثناء بعض الهجمات المعاكسة خاصة من جانب تشكيلة "الساموراي"، التي فضلت الدفاع بأكبر عدد ممكن من اللاعبين والاعتماد على سرعة هوندا وفنياته، كما كان الرهان على الكرات الثابتة التي لم تصنع الفارق في هذه المباراة.وبالنظر إلى المجهودات المبذولة طيلة التسعين دقيقة، لم يكن بإمكان أي من الفريقين أن يغامر أكثر في الهجوم خلال شوطي الوقت الإضافي، خاصة من جانب البراغواي الذي يفضل مدربه جيراردو مارتينو الأسلوب الدفاعي رغم امتلاكه للاعبين مهرة في صورة كاردوزو، وهو نفس الرسم التكتيكي الذي فضله- على غير العادة- تاكيشي أوكادا، الذي تألق فريقه في الدور الأول باللعب الهجومي والسرعة الفائقة في التنفيذ.وبعد 120 دقيقة من التنافس احتكم الفريقان إلى سلسلة الضربات الترجيحية، والتي أدار الحظ فيها ظهره للفريق الأصفر، بعد أن أخفق "الساموراي" أوتشي كومانو في تجسيد الضربة الرابعة، بعد أن ارتطمت الصاروخية التي أطلقها بالعارضة الأفقية، مقابل نجاح الخماسي الذي اختاره مارتينو في تجسيد كل الضربات.وأمام هذا الانجاز التاريخي لم يتمالك مدرب منتخب البراغواي نفسه، ولم يجد من وسيلة للتعبير عن فرحته سوى ذرف الدموع.