قمّاط يحوّل صفحته الفايسبوكية إلى ورشة لتلقين الموسيقى بادر الموسيقار الجزائري عبد الرحمان قماط إلى تقديم دروس مفصلة في المجال الموسيقي، عرفت تجاوبا ملفتا للمهتمين من داخل و خارج الوطن، كما يعكف المؤلف و الملحن على إعداد إصدارين جديدين، وقع تقديم أحدهما الأديب و المترجم سعيد بوطاجين. الملحن قال في اتصال بالنصر، بأن الفكرة فرضتها المغالطات الناجمة عن عدم إلمام الكثيرين، حتى من الوسط الفني بالمجال الموسيقي و عدم معرفتهم لسر اختلاف أسماء المقامات من منطقة إلى أخرى و من بلد إلى ثان. محدثنا تحدث أيضا عما اعتبره خلطا و سوء فهم لأصول المدارس الأندلسية، وكيفية العمل بالمقام الأندلسي و مصدره و تاريخه و غيرها من النقاط التي لا يزال الكثيرون حتى من محترفي الفن، يجهلونها أو تعلموا أشياء خاطئة بشأنها، و هو ما حاول توضيحه أكثر في أحد المؤلفين اللذين سيريا النور في الشهرين القادمين و الذي وقع الأديب و المترجم سعيد بوطاجين مقدمة أحدهما و الموسوم»جولة في رحاب الموسيقى العربية «، الذي تناول فيه تاريخ الموسيقى العربية منذ القرن الثامن عشر إلى يومنا هذا، و أرفقه بقرص مضغوط»سي دي» لتبسيط ودعم المادة العلمية المكثفة التي يحتويها الكتاب. محدثنا قال بأن أحد الدوافع التي شجعته على إصدار هذه الكتب المبنية على دراسات معمقة في المجال الموسيقي و استغرقت مدة بحث طويلة، فرضه الشح المسجل على مستوى المكتبات العربية و الأندلسية أيضا في هذا المجال، مما دفعه إلى استغلال خبرته الطويلة و رصيده المعرفي في المجال الموسيقي، بدل ترك نتائج أبحاثه المهمة حبيسة الأدراج، فبادر إلى تقديم دراسات حول المقامات و تبسيطها للمتلقي من خلال صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، مع التوجه نحو التدوين، من خلال كتابه الثاني الذي هو عبارة عن دراسة مقسمة عبر ثلاثة أجزاء. شمل الجزء الأول منه معلومات حول الموسيقى و التدوين، اختلفت ،حسبه، عن تلك التي تناولتها مدونات «جورج فرح» وغيرها من المدونات اللبنانية القديمة، من حيث كثافة المعلومات و الشروحات المبسطة، فيما اعتمد في الجزء الثاني على النظرة الجديدة للمقامات الموجودة و الأسماء المختلفة لها، مع محاولة ضبطها في إطار جديد، موضحا بأنه تحدث عن نحو 320 مقاما موسيقيا، و حرص على تقديم ملاحظاته الخاصة في آخر الكتاب، مع تبسيط المعلومة لتسهيل الفهم على الطالب. الجزء الثالث للمؤلف الجديد خصصه الباحث، مثلما قال، للمقامات الأندلسية التي كانت موجودة قبل الحضارة الأندلسية، و الممتدة إلى العهد الإغريقي، مع تقديم لمحة عن مشتقات تلك الموسيقى و كيفية انتقالها عبر الأزمنة و العصور، إلى غاية وصولها إلى ما أصبحت عليه اليوم، مستندا إلى أبحاث و دراسات علمية مكثفة، تكشف عن الكثير من الحقائق المهمة عن أصول هذه الموسيقى التي تم نقلها عن طريق التواتر من شخص إلى آخر، و ليس انطلاقا من سند علمي دقيق و أدلة و مدونات تاريخية مضبوطة، مبيّنا حرصه على عدم الوثوق بشكل تام في مدونات المستشرقين، معلّقا «لا يمكن للغرب أن يؤرخ لتاريخنا بنظرة موضوعية، و قد وقفنا على مغالطات كثيرة بدوافع ذاتية». وذكر محدثنا بأن الملتقيات الموسيقية العربية التي شاركت فيها الجزائر على مر السنين، لم تفلح في ضبط الأمور بطريقة جدية، و لم تقدم شيئا للموسيقى. و بخصوص صفحته المتخصصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قال بأنه يحرص على تقديم دروس منتظمة مع تقديم شروحات ومعلومات ثرية حول أصل المقام و الأجناس الموسيقية و توضيحها بكتابة موسيقية بسيطة و واضحة و هي الطريقة التي شهدت تفاعلا ملفتا من قبل الموسيقيين، حتى من خارج الجزائر، كما تحدث عن بعض الدروس التي عرفت تجاوبا كبيرا من قبل المهتمين لأهمية المحاور التي تمت مناقشتها و ثراء المعلومات التي تضمنتها، من حيث تباحث أصل و سر اختلاف أسماء المقامات و المدارس الموسيقية من منطقة إلى أخرى، و من بلد إلى آخر، مع محاولة تحديد أهم المغالطات المسجلة بطريقة علمية محضة، للمساهمة في الارتقاء بالذوق الفني وجعل المادة الإبداعية تؤسس لرؤى فنية واضحة.