وضع المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان، تحت المراقبة المشددة لمنعه من الانتحار، في ظل انهيار معنوياته و حالة الإحباط التي يشعر بها بعد اتهامه بالاعتداء جنسيا على خادمة داخل فندق كان يقيم به في نيويورك . وذكرت محطة "إن بي سي" الأمريكية أمس أن ذلك يعني تفقد المعتقل كل 15 إلى 30 دقيقة، وعدم ترك أي شيء يمكن استخدامه للانتحار معه. ورفضت إدارة السجن التعليق على هذا النبأ. وفي حال وجهت هيئة المحلفين الاتهام رسميا إلى مدير صندوق النقد الدولي ستروس-كان (62 عاما)، فسيتعين عليه المثول أمام محكمة نيويورك العليا لإطلاعه على التهم. وتحددت جلسة لهذه المحكمة الجمعة المقبل. وسيتعين عليه أن يقرر، في حال اتهامه، إن كان سيدفع ببراءته أو يقر بذنبه. ونفى ستروس-كان كافة التهم الموجهة إليه، كما يقول محاموه الذين يعتزمون استئناف قرار اعتقاله ورفض الإفراج عنه بكفالة. وقال أستاذ القانون راندولف جوناكيه إن المتهم "ليس لديه الآن شهود لدحض التهم، وفي حال توجيه التهمة، تبدأ المحاكمة عادة خلال ثلاثة أشهر إلى سنة". واقتيد ستروس-كان مساء الاثنين الماضي إلى سجن جزيرة رايكرز ايلاند الكبير في نيويورك، شمال شرق مانهاتن، حيث وضع في زنزانة انفرادية. وأوضح المتحدث باسم السجن أن ستروس-كان "ليس على اتصال مع السجناء الآخرين. هذا ليس معناه أنه سيظل دائما داخل الزنزانة بل إنه سيكون برفقة حارس كلما خرج منها". ورفضت القاضية مليسا جاكسون الإفراج عن ستروس-كان بكفالة قيمتها مليون دولار بعد يومين على توقيفه بينما كان على متن طائرة متوجهة إلى باريس في مطار كينيدي بنيويورك. واتخذت القاضية قرارها بعد أن أعلن الادعاء أن ستروس-كان، تورط في "قضية سابقة على الأقل"، وأن "هناك معلومات بأنه قام بسلوك مماثل". كما أشارت إلى احتمال فراره كدافع لإبقائه قيد الاعتقال. ويواجه ستروس-كان سبع تهم من بينها فعل جنسي إجرامي ومحاولة اغتصاب وذلك بعد الاتهامات التي تقدمت بها عاملة تنظيف (32 عاما) في فندق سوفيتل بنيويورك. و رغم خروج السلطات الفرنسية عن تحفظها أول أمس حينما لم يتردد الوزير الأول فرانسوا فيون في الإعلان بأن بلاده لن تعذر مواطنها الذي كان إلى وقت قريب يعد المرشح الأقوى للرئيس نيكولا ساركوزي في رئاسيات 2012، في حال ثبوت الاتهامات الموجهة إليه،و رغم الجدل الذي أثارته هذه الحادثة في أوساط الطبقة السياسية و الارتباك الكبير في بيت الاشتراكيين، فإن الرأي العام الفرنسي يبدو متعاطفا مع ستروس كان و غير مصدق للتهم المنسوبة إليه، إذ يعتقد أغلب الفرنسيين ( 57 بالمائة ) أن ستروس-كان "ضحية مؤامرة"، حسب ما اظهر استطلاع للرأي نشره معهد "سي أس أي" أمس وبالمقابل، اعتبر 32% منهم أن الاشتراكي الفرنسي الذي كان الأوفر حظا حتى الآن للفوز بالرئاسة الفرنسية عام 2012 "ليس ضحية مؤامرة". ولم يدل 11% بأي رأي، حسب ذات الاستطلاع الذي أجري لحساب عدد من وسائل الإعلام. ويعتقد 70% من الاشتراكيين بوجود مؤامرة ضد المدير العام لصندوق النقد الدولي مقابل 23% لا يعتقدون بذلك ولم يعط 7% أي رأي. من جهة أخرى، اعتبر 52% من الأشخاص الذي شاركوا في الاستطلاع أن السياسيين تصرفوا بصورة مسؤولة تجاه القضية، في حين قال 38% العكس. واعتبر 57% أن قادة الحزب الاشتراكي هم "بالأحرى مسؤولون" مقابل 31% قالوا العكس. من جهة أخرى، نفى شقيق الخادمة أن تكون شقيقته أعدت فخا للمسئول الكبير. وقال بليك ديالو في مقابلة مع صحيفة (لوبارزيان) الفرنسية الصادرة أمس "هي لا تعرفه من الأصل فشقيقتي غير قادرة على اختلاق مثل هذه القصة. هي مسلمة ملتزمة وترتدي الحجاب". وأضاف ديالو أن شقيقته ليس لديها أدنى فكرة عن السياسة وقال: "هي لا تعرف حتى من هو عمدة نيويورك،و أنها امرأة شريفة وملتزمة تعمل بجد من أجل تربية ابنتها وعندما تعود للبيت تشاهد مسلسلات تليفزيونية أفريقية". وقال ديالو إن شقيقته وتدعى نافيساتو موجودة الآن في مكان سري تحت حماية الشرطة مؤكدا أنها "تبكي كثيرا وتعاني من أثر الصدمة". ووفقا لمعلومات صحيفة (لوبارزيان) فإن نافيساتو تربي ابنتها البالغة من العمر تسعة أعوام أما شقيقها بليك فهو يدير مطعما للمأكولات الأفريقية في أحد أحياء نيويورك حيث جاء إلى أمريكا بعد أن أقام 16 عاما في فرنسا.