النيابة تلتمس الإعدام والمحكمة تدين الأول ب15 سنة وتبريء الثاني حكمت أمس محكمة الجنايات لمجلس قضاء سكيكدة بخمسة عشر سنة سجنا نافذا على المدعو (ن.م) المتهم بقتل شيخ في الثالثة والستين يدعى (ع.ح) في فيفري الماضي وحرقه داخل مسكنه الكائن بمدينة القل كما أصدرت المحكمة حكما بالبراءة لصالح المتهم الثاني في القضية (م.ك)، وكان ممثل الحق العام قد إلتمس الحكم على المتهمين بالاعدام.وقائع القضية تعود إلى يوم 27 فيفري الماضي حيث عثرت مصالح أمن دائرة القل على جثة الضحية ملقاة على الأرض داخل مسكنه الكائن بحي شاهولي مصطفى بالقل ووجود تسرب للغاز المنزلي وبعد نقل الجثة الى مستشفى القل تبين أن الضحية تلقى ضربات في أنحاء مختلفة من جسده وتعرض بعد ذلك لحروق قوية وانطلقت بعد ذلك التحريات القضائية، حيث توجهت الشكوك في البداية نحو (ن.م) الذي صرح للضبطية القضائية بأنه توجه في نفس اليوم الذي توفي فيه الضحية إلى مسكنه فوجد دخانا يخرج من النافذة المغلقة وبعد أن فتح باب المنزل الخارجي رأى النيران تشتعل في بطانية كانت مرمية بغرفة النوم فقام بإخمادها والضحية ملقاة على الأرض ولما خرج من المنزل أبلغ بعض الجيران عن الحريق الذي تعرض له الضحية كما توجه بعد ذلك للحماية المدنية، حيث أبلغ عن الحادثة وكشف لهيئة التحقيق القضائي بأنه متعود على التردد على مسكن الضحية ومساعدته في أشغال المنزل والمبيت معه وهذا منذ مدة زادت عن السنة غير أن (ن م) وعندما واجهته هيئة التحقيق القضائي بتقرير الخبرة الطبية الذي يشير إلى وجود آثار للعنف تعرض لها الضحية على مستوى الرقبة وكانت سببا في وفاته اعترف بارتكابه لجريمة قتل الضحية وهذا بعد أن أخذ منه مبلغ ماليا يقدر ب 5000 دينار كان قد سقط من جيب للضحية عند تغيير ملابسه ورفض أن يرجعه إليه فقام شجار بينهما إذ مسك المتهم الضحية من عنقه وأسقطه أرضا فأصيب بجروح خطيرة في رأسه نتيجة سقوطه إلا أن المتهم واصل توجيه ركلات الضحية وهو ساقط أرضا إلى أن أغمي عليه وبعد ذلك أحضر قارورة غاز بوتان وموقد – طابونة – وأدخلهما إلى غرفة نوم الضحية وأشعل الموقد بالقرب من أسفل رجليه ووضع بطانية على الموقد وقام بغلق باب الغرفة والنافذة بإحكام وغادر المكان. المتهم (ن م) قال أثناء التحقيق معه من طرف الضبطية القضائية بأنه كان رفقة صديق له يدعى (م ك) وأن هذا الأخير شارك في قتل الضحية معه وأنه ساعده في إشعال النار في منزل الضحية وفي الخروج بسرعة من المكان، فيما نفى صديقه أية مشاركة له في هذه الجريمة مكذبا ادعاءات المتهم، المتهم (ن م) كان حسب لائحة الاتهام التي وجهت له من طرف غرفة الاتهام قد اخبر أمه وأخته وزوجة أخيه بما ارتكبه ضد الضحية في يوم 28 فيفري الماضي وأنه توجه بعد ذلك الى نزل الريف بالقل أين قضى ليلة هناك. أم المتهم (م ز) وأخته (ن خ) وزوجة أخيه (ب و) وأخوه (ن ع) صرحوا جميعا بأن المتهم ذو سلوك منحرف وأخبرهم فعلا بقتله الضحية وقام بتسليم مبلغ 4000 لأمه في تلك الليلة من يوم 22 فيفري وغادر الى فندق الريف أين قضى ليلة هناك.