خرج رئيس اللجنة المركزية للتحكيم، خليل حموم، عن صمته بعدما بلغ الهجوم غير المسبوق على أصحاب البذلة السوداء ذروته، حيث رافع عن حكامه الذين يقومون بدورهم على أكمل وجه، واصفا الأخطاء المرتكبة في بعض المباريات بالعادية تحدث في أقوى البطولات الأوروبية. أوضح حموم في تصريح للتلفزيون الجزائري، بأن الأخطاء التحكيمية التي حدثت في الجولات الفارطة هي جزء من اللعبة، وأن على جميع الفاعلين في كرة القدم الجزائرية من رؤساء ومدربين ولاعبين ووسائل إعلام، تثمين الإيجابيات المسجلة في هذا القطاع منذ توليه المسؤولية، لافتا إلى أن هيئته تراقب بجدية كبيرة مستويات الحكام ومردودهم خلال اللقاءات. كما أنها تقوم بالإجراءات اللازمة في حال تكررت الأخطاء، داعيا إلى ضرورة تحلي الجميع بثقافة الفوز والخسارة، حتى يتم تفادي الجدل الكبير الواقع حاليا بسبب قضية التحكيم. من جهة أخرى، دافع حموم عن سياسة هيئته والمتعلقة بتعيين حكام المباريات، وهي تتم حاليا عبر الرسائل النصية القصيرة، بدلا من الكشف عن الأسماء في الموقع الرسمي للرابطة المحترفة لكرة القدم، كما كان معمولا به في فترة سابقة. وبرر حموم ذلك بالقول: «اخترنا هذه الطريقة حتى نبعد الحكام عن الضغط، فالتجربة السابقة أثبتت أن الكشف عن أسماء الحكام مبكرا، كان يزيد من حدة الضغط عليهم، خاصة من خلال تصريحات مسؤولي الفرق المعنية». وأضاف بأن استناد هيئته إلى هذه السياسة لا يعني تماما بأنها لا تثق في حكامها، بل الأمر مجرد محاولة لوضع الحكام في أحسن الظروف الممكنة، لكنه في المقابل اعترف بوجود بعض التسريبات، حيث تعرف بعض الأندية حكام مبارياتها قبل موعد إجرائها، نافيا أن يكون مصدر التسريبات الحكام المعنيون وأطراف من اللجنة المركزية للتحكيم، مرجعا إياها إلى ما أسماه الخبرة في توقع الأسماء المعنية، بالنسبة للعارفين بكواليس التحكيم أو الصدفة في بعض الأحيان، عندما يتنقل الحكام المعنيون إلى الولايات التي أرسلوا للتحكيم فيها ويلتقون خلالها بأنصار يتعرفون عليهم ويطلعون مسؤولي أنديتهم بذلك. وفي سياق آخر، نفى خليل حموم أن يكون قد عمد إلى سياسة إقصاء الحكام القدامى من لجنته أو في التكوين، وأكد بأنه يعتمد فعلا على الحكام القدامى في صورة زكريني وولد الحاج، مشيرا إلى عدم إمكانية فتح المجال للجميع، لكنه اعترف في المقابل بوجود مشكل في التكوين، وبأن اللجنة المركزية للتحكيم كثفت من الدورات التحكيمية حتى تتدارك هذا النقص. وقال حموم بهذا الشأن: «لقد كثفنا من البرامج التكوينية، ولا يجب أن تنسوا بأننا جئنا في توقيت صعب، حيث خسرنا حكام دوليين معروفين على غرار بيشاري، حواسنية، أمالو وحيمودي وبنوزة، وهذا ليس سهلا.. الآن نملك حكاما شبابا ونحن نثق في قدراتهم»، مضيفا أن نوعية الحكام في تطور مستمر، على اعتبار أن 80 بالمائة من التعداد التحكيمي الحالي يملك مستوى جامعيا. وشدد حموم على ضرورة التوجه إلى خيار الاحتراف في التحكيم، مذكرا بالمشاكل التي يعاني منها الحكام الجزائريون من هذه الناحية. وقال: «الحكام في الجزائر غير محترفين وللبعض منهم منصب عمل، ومنهم من يعرض نفسه في بعض الأحيان لخسارة منصب عمله.. نحن ندرك جيدا أن تطوير التحكيم يمر عبر المرور إلى خيار الاحتراف، وقد نتوجه مستقبلا نحو هذا الخيار، من خلال الاستثمار في بعض الأسماء». كما أشاد بالإمكانات التي وضعتها «الفاف» تحت تصرف الحكام، مبرزا قيام الأخيرة بتوفير اللوازم الرياضية لحوالي 6000 حكم، وهو ما أدهش حسبه ممثلي «الفيفا» المتعلقين بالتحكيم والذين زاروا الجزائر في الآونة الأخيرة.