كأنّهم ذعر التاريخ كأنّهم غفلة الجحيم كأنني أندلع في كتبهم لعنة كأنّني أريد أن أنسى.. هاهم يتسعون للنار يتناسلون في الفقه والفتاوى يبتكرون تمائم لليل يتنامون في الحشيش والضغينة يتمجدون في النحر كأنّني أريد أنسى.. نالوا من أحشاء الجبل من أزهار الحبّ من صباح الأطفال في رواحهم الباسل نحو المدرسة نالوا من عشبة تطلع من شقوق الحيطان المتآكلة كالقلب نالوا من يباس الرّوح نالوا من النسيان وأنا هنا على رأس «الدزاير» كأنّني أريد أن أنسى نحن الذين لم تَعِدل معنا الشجرة والحجرة، والفصول والأمكنة والجنازات نحن الذين أشاعت الوحشة والكوابيس أسرارها فينا نحن الذين كلما أنتهكنا رائحة الدم هببنا للحياة كان بعيدا عنا، كان يرقب العاصفة لا يسعف حرقتنا لفرط ما تصدأت الخطوة وتجعدت اللوعة تكسر سيد القمم على صدري كأنّني أريد أن أنسى.. أعالج ما تبقى مني بالأرجوحة.