كان المتوقع أننا، ونحن نتماثل للشفاء مما أصابنا، أننا سنعيد النظر الشامل في علاقاتنا مع محيطنا الداخلي والخارجي: المفروض أن تعاملنا مع الضفة الشمالية للمتوسط، بعد الحصار الذي مورس علينا من قبل أوروبا بقيادة فرنسا؛ المفروض أن يؤسس على معطيات جديدة تضع في الحسبان الابتزاز الذي مورس علينا ونحن في أحلك الظروف... لأن ما تعرضنا إليه ليس بالسهل الذي ينسى بسهولة: فقد اتضح أن الإرهاب كان مزوَّدا بعتاد فاق المتوفَر لدى أسلاكنا الأمنية... كما أقرّ مسؤولونا، الآن، أننا حرمنا من شراء خراطيش الصيد من أوروبا وأن العربات النصف متآكلة التي استخدمها الدرك، ومازال، في مفترق الطرق؛ أتتنا عبر وسيط ثالث، و"بالشيء الفلاني"!!!... توقعنا مسح الطاولة وإعادة ترتيب علاقاتنا وفق استراتيجية مغايرة تماما لسابقتها: استراتيجية تكسِّر النير الذي ثبّته "حركى" فرنسا في "الدزاير".. لكن الذي حصل هو ضجيج تمارسه السلطة كلما تلكأ الفرنسيون في إتمام ملف ما؛ بأن يحزم السلطان أمتعته مغرِّبا صوب "واشنطن" في استعراض لغضب مفتعل من جنس "تمانع و هي راغبة!!" كتكتيك يحاول أصحابه تدارك انعدام الاستراتيجية، تفتضح خيوطه ومراميه. وها هو نفس السيناريو المبتذل يطرح ك"تهديد"، (لفرنسا) لانضمام الجزائر للكومنولث، كبديل للفرانكوفونية.. سيناريو لا يملك عناصر إتمامه لافتقاره للإرادة السياسية الحقيقية وللتبّع، في "الدزاير"، الذين يضمنون له النجاح و يصححون مساره ويرعون تدرجه... الذين قلوبهم على الجزائر هم من نادوا بأولى خطوات تغيير هذه الاستراتيجية، لبنات إعطاء الفرصة للغة الإنجليزية... ولأن "الحركى" الساهرين على مصالح فرنسا في الجزائر يعلمون "خطورة" هذه الخطوة الاستراتيجية.