هكذا واجه شهداء لحظة تنفيذ الإعدام على يد المستعمر دعا رئيس الجمعية الوطنية لقدماء المحكوم عليهم بالإعدام محمد بوذينة الشباب الجزائري إلى استلهام العبر من بطولات وتضحيات الشهداء و شجاعتهم في التصدي للاستعمار الفرنسي، خاصة أولئك الذين أعدموا في السجون الفرنسية فقد اقتيدوا إلى المقصلة وهم مشبعين بقوة الإيمان وحب الوطن، مضيفا بأن هؤلاء يمكن أن يشكلوا بقعة ضوء و أمل لشباب اليوم لكي يثقوا أكثر في تاريخ وطنهم الضارب في عمق التاريخ قبل قيام كيان الدولة الفرنسية، و يفتخروا ببطولات الشهداء والمجاهدين الذين صنعوا مجد الأمة الجزائرية. رئيس الجمعية الوطنية لقدماء المحكوم عليهم بالإعدام محمد بوذينة، طاف في نهاية الأسبوع بمتربصي التكوين المهني و إطارات المعهد و الأسرة الثورة، انطلاقا من قاعة المحاضرات بالمعهد المتخصص بالمسيلة، في جولة تاريخية في كتاب المجد والخلود الذي كتبه الشهداء الأبرار بدمائهم الزكية منذ أن وطأت أقدام المستعمر الفرنسي هذه الأرض المباركة ذات التاريخ العريق ، مرورا بمراحل عديدة عاشها الشعب الجزائري إلى غاية يومنا هذا، و ذلك ضمن محاضرة استمرت ساعتين. و دعا الشباب إلى الوقوف إلى جانب بلده من خلال المثابرة والعمل والتضحية حتى لا تغرق في جحيم المؤامرات والمخاطر التي تدبر من شتى الجهات، مشبها الجزائر بالباخرة التي توشك على الغرق ويجب على الشباب و الأجيال الصاعدة عموما أن تقاوم مختلف محاولات أعداء الأمس و اليوم لإنقاذها و الذود عنها، خصوصا وأننا نقف وسط حزام من النار،كما قال. و ركز بوذينة في محاضرته شجاعة وبسالة الشهداء، خصوصا أولئك الذين أعدموا في زنزانات فرنسا الاستعمارية التي ضربت بجميع القوانين والأعراف الدولية، عندما أعدمت الشهيد الشاب خليفي الذي قامت بتزوير شهادة ميلاده برفع سنه إلى 20 سنة، قصد تنفيذ حكم الإعدام عليه، رغم أنه كان في 17 من العمر، و ذلك لإخفاء حقيقتها و بشاعتها على المجتمع الدولي، حيث كان عدد من الرؤساء و زعماء الدول، قد طالبوا الإدارة الفرنسية وعلى رأسها الجنرال ديغول بالعفو عن الشاب خليفي، مرتكب عملية فدائية بمقر الشرطة الفرنسية آنذاك، لكنها لم تستمع لهذه النداءات والتحذيرات وأعدمته مطبقة القانون، على حد ادعاء المجرم ديغول. و دون ملل وكلل تفاعل عشرات الشباب والشابات مع المجاهد محمد بوذينة ، عندما سرد بطولات وشجاعة الشهيد شرشالي الذي قال للعقيد الذي كان يقوده إلى المقصلة وهو يستهزئ به «لا تفرح كثيرا فنحن مصيرنا اللقاء عند الله في الجنة وأنتم مصيركم نار جهنم «، واقتيد إلى مصيره مبتسما. نفس الأمر بالنسبة لآيت رابح الذي ينحدر من تيزي وزو، فقد اقتاده إلى حتفه العقيد مورال، محاولا التخفيف عنه بمنحه سيجارة أخيرة، لكن الشهيد كان يضحك و قال له بأن جبهة التحرير يمكنها أن توفر له علبتين من السجائر، ثم أضاف»لا تتعب نفسك بإعطائي السجائر»، و صفق الحضور طويلا للمحاضر و تفاعلوا معه و هو يردد الأغاني و الأناشيد الوطنية التي كان يؤديها المجاهدون و الشهداء خلال الثورة. و أضاف بوذينة في ختام محاضرته بأنه على الشباب الافتخار بهويتهم وأمتهم العظيمة التي لم تستطع كل الدول المعادية من محوها من الوجود منذ العهد الفينيقي إلى غاية الاستعمار الفرنسي.