السقي التكميلي يُنقذ فلاحي عين عبيد و ابن باديس لجأ مؤخرا عدد من الفلاحين في بلديتي عين عبيد و ابن باديس بولاية قسنطينة، إلى استخدام ما توفّر لديهم من موارد مائية في سقي المساحات المزروعة حبوبا شتوية، بعد تأخر تساقط الأمطار خلال الأيام الماضية و التخوف من احتمال تأثير ذلك على الموسم الفلاحي، رغم أن بعضهم يرى أن الحديث عن الجفاف سابق لأوانه. عملية الري التكميلي التي انطلقت خلال الأيام الماضية، لن تنقذ الموسم الفلاحي في حال تواصل انعدام التساقط إلى غاية منتصف أفريل، يقول السيد كمال عواشرية أحد الفلاحين الواقعة مساحته الزراعية في محيط الحاجز المائي « تويفزة « الذي جّف تماما، و هو ما جعله يطالب بتوجيه و استغلال نسبة من مياه سد بني هارون في السقي التكميلي و كذا تطوير الزراعة المسقية و إنجاز حواجز مائية، إلى جانب تنظيف سد «تويفزة» الذي انكمشت طاقة استيعابه جراء تراكم الطمي فيه، بعدما كان خلال السنوات الماضية، أكبر محيط للسقي و زراعة البطاطا في الولاية، لكنه تحوّل إلى مساحة جرداء جفت حولها كل المنابع التي كانت تصب فيها بسبب شح التساقط خلال فصل الشتاء، منذ سنوات. هذه الوضعية دفعت بالفلاحين إلى مسابقة الزمن، من أجل استغلال كل ما توفر لهم من موارد مائية في عملية السقي، التي لن تمس مساحات كبيرة لكنها سوف تنقذ ما يمكن إنقاذه في حال تواصل انعدام التساقط، بينما عرفت الكثير من الآبار بأنحاء عين عبيد، جفافا تاما و تراجعا كبيرا لمنسوبها و هو ما يُنذر بنزاعات مستقبلية حول هذه الموارد، في ظل انعدام مياه جوفية هامة في المنطقة، التي يشرب سكانها من عين آركو ببلدية تاملوكة التابعة لولاية قالمة، في انتظار دعمها بمياه سد بني هارون الجارية أشغال إنجاز شبكته. الأمين الولائي لاتحاد الفلاحين بقسنطينة قال من جهته، إن المساحات المستفيدة من السقي التكميلي لا تتجاوز 3000 هكتار، من بين 120 ألف هكتار صالحة للزراعة بالولاية، حيث طالب بتخصيص نسبة من مياه سد بني هارون للسقي و تطوير الفلاحة في قسنطينة، على غرار عدد من الولايات الشرقية المستفيدة منه، إضافة إلى العودة لاستغلال الأراضي المعطلة التي بإمكان تربتها مقاومة الجفاف.