أكد الإتحاد الولائي للفلاحين بقسنطينة، بأن الموسم الزراعي للعام الجاري قد دخل مرحلة الإنعاش و توقّع نسبة إنتاج منخفضة جدا، بسبب انعدام التساقط و شح السماء منذ أزيد من شهر و نصف، و هي ظاهرة قال إن البلاد لم تشهدها منذ أزيد من عقدين من الزمن، في الوقت الذي يهدد فيه شبح الإفلاس ألفي فلاح، اقترضوا 200 مليار من بنك الفلاحة. و ذكر الأمين الولائي للإتحاد الفلاحين، عوان سليمان في اتصال بالنصر، بأن الموسم الزراعي للسنة الحالية بأنه و في حال استمرار الوضع الحالي إلى غاية العاشر من شهر أفريل المقبل، فإن مديرية الفلاحة مطالبة بالتدخل و تشكيل لجنة لتقصي الحقائق و من ثم الإعلان عن حالة جفاف من طرف الوالي، بعد اتباع الإجراءات القانونية المعمول بها، مشيرا إلى أن نجاح أي موسم فلاحي مرهون بكمية التساقط في شهري مارس و أفريل. و تابع عوان، بأن أزيد من ألفي فلاح مهددون بالإفلاس في حال استمرار الوضع القائم، بعد أن اقترضوا مبالغ مالية من بنك الفلاحية و التنمية الريفية وصلت إلى 200 مليار سنتيم، كما أشار إلى أن نسبة الإنتاج ستكون منخفضة جدا حتى لو جادت السماء بالأمطار، كون البذور لم تتشبع بالمياه خلال الشهرين الفارطين ما تسبب في عدم إنتاشها، على حد قوله. و عاد الأمين الولائي إلى الحديث عن الإعتماد المطلق على الزراعة المطرية و ما تخلفه من آثار سلبية على الإنتاج الزراعي، حيث ذكر بأن عدد المساحات المسقية بالولاية لا تتعدى الألفي هكتار من مجمل أزيد من 120 ألف صالحة للزراعة، و هو رقم وصفه بالضئيل جدا مقارنة بالموقع الجغرافي للولاية المحاذي لأكبر سد في الجزائر، مطالبا السلطات الولائية بضرورة تغيير الإستراتيجية المنتهجة والتوجه نحو توسيع الأراضي المسقية، مستغربا استفادة ولايات بعيدة كباتنة و أم البواقي من مياه السد و إقصاء فلاحي المنطقة الذين يعتمدون على الحواجز المائية التابعة لبلدياتهم على قلتها. و وصف عوان التعليمة التي تقضي بضرورة استغلال جميع الأراضي البور، بأكبر خطأ اتخذته السلطات المعنية، حيث أوضح بأن عدم إخضاع الأراضي إلى الراحة الدورية و استغلالها سنويا، سيكون له انعكاسات جد سلبية على الإنتاج، مشيرا إلى أن نسبة استغلال الأراضي الزراعية خلال السنة الجارية، قد ارتفعت إلى 90 بالمئة من المساحة الإجمالية، كما تساءل عن كيفية إلغاء تعليمة لنص قانوني وتهديد الفلاحين بسحب الأراضي منهم في حال عدم خدمتها، على حد قوله. وأوضح مدير الفلاحة ياسين اغديري، في اتصال بنا، بأن الأمل بإنقاذ الموسم سيبقى قائما إلى غاية منتصف الشهر المقبل، كما ذكر بأن انخفاض درجة الحرارة و الرطوبة خلال الفترة الليلية، قد ساهما في نمو البذور، مشيرا إلى أن مديرية الموارد المائية تقوم بإنجاز سد على مستوى بلدية بني حميدان، للاستفادة من مياه سد بني هارون، بحسب تأكيده. وتتوفر ولاية قسنطينة على إمكانيات كبرى في جميع الشعب الفلاحية، حيث تعد رائدة في مجال إنتاج الحليب و زراعة الحبوب، و قد سجلت خلال الموسم الفارط إنتاجا فاق 1 مليون و 800 ألف قنطار، بالرغم من عدم ملاءمة الظروف المناخية التي عرفتها المنطقة، كما احتلت بلدية عين عبيد المرتبة الأولى وطنيا فيما يخص إنتاج الحبوب، في حين تراهن مديرية المصالح الفلاحية على تطوير عملية السقي التكميلي، إلى جانب العمل على تجاوز معدل إنتاج 24 قنطارا في الهكتار الواحد، خلال الموسم الجاري.