مهنيون يدعون الطلبة إلى اقتحام مجال رسكلة النفايات دعا، أمس الأحد، أساتذة ومهنيون، الشباب الجامعي إلى ضرورة وضع خطط دقيقة قبل إنشاء أي مؤسسة و اقتحام المجالات الإقتصادية الخصبة التي لا تعرف تشبعا، كما أكدوا بأن الدولة وفرت جميع الإمكانيات لتسهيل ولوج الطلبة إلى عالم الشغل، وسط مطالب بتحسين علاقة الجامعة بمحيطها الخارجي. و نظمت جامعة عبد الحميد مهري بالمدينة الجديدة علي منجلي، بالشراكة مع دار المقاولاتية، يوما دراسيا حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و مدى مساهمتها في الاقتصاد الوطني، حيث ذكرت مديرية الوكالة الوطنية لتطوير الإستثمار بقسنطينة، بأن الدولة لا تملك الإمكانيات لمرافقة و تمويل جميع المجالات، باعتبار أنها ترافق و تولي اهتماما أكثر للمستثمرين الذين تتماشى مشاريعهم مع السياسة الإقتصادية للبلاد، و ذلك في قطاعات الصناعة و الفلاحة و السياحة، فيما رافع أساتذة من أجل إزالة العراقيل أمام المستثمرين الشباب و وضع رزنامة زمنية للاستفادة من القروض و الموافقة على المشاريع، في الوقت الذي طالب فيه طلبة بضرورة تطوير و تحسين علاقة الجامعة بمحيطها الخارجي أكثر، لتمكينهم من ولوج عالم الشغل بمرونة و سهولة. وذكر ممثل البنك الوطني الجزائري، بأنه تم تمويل أزيد من 6700 ملف منذ سنة 2008 بقيمة مالية تجاوزت سقف 20 مليار دينار، في كل من مجالات النقل والصناعة و كذا الخدمات، مشيرا إلى تراجع مستوى الإستثمارات في مجالات البناء و الخدمات، بسبب الأزمة المالية التي تعرفها البلاد، داعيا الطلبة إلى ضرورة التخطيط و التفكير في مشاريعهم قبل التخرج من الجامعة، و ربط علاقات بالمحيط الخارجي، من أجل التعرف على مختلف الفاعلين في إنشاء مؤسسة اقتصادية، لتفادي حدوث أي صعوبات بعد التخرج، بحسب قوله. و أوضح الخبير و المدرب العالمي في مجال المقاولاتية، حسين كابوس في تدخله، بأن التسهيلات و الإمكانيات التي تقدمها الدولة الجزائرية للشباب المقاول تعد فريدة من نوعها في العالم، حيث أنه و على سبيل المثال، يُعفى المستفيدون من القروض من دفع الضرائب لمدة تزيد عن 3 سنوات، كما أنهم لا يدفعون أي شيئ للبنوك خلال الخمس سنوات الأولى، في حين أن الرقم المخصص لتنظيم و تأهيل المؤسسات يتجاوز 4 ملايير دولار، داعيا الطلبة إلى ضرورة معرفة ماهية المقاولاتية و تأهيل أنفسهم تقنيا و علميا، و اقتحام المجالات التي لا تعرف تشبعا على غرار رسكلة النفايات، و التي أكد بأنها ستذر على المستثمرين فيها أرباحا طائلة. و تابع المتحدث بأنه على الطالب و قبل ولوجه إلى عالم المقاولاتية، أن يحدد أهدافه و يكوّن نفسه اقتصاديا، باعتبار أن غالبية الطلبة لا يضعون أهدافا معينة، فضلا عن وضع مخططات دقيقة، و الإلمام بجميع الجوانب المتداخلة في التخصص الذي اختاره، و كذا عدم التخوف من الخسارة باعتبار أن ولوج أي مشروع يتطلب درجة معينة من المغامرة و عدم التسرع، مشيرا إلى أن دولا متقدمة كألمانيا، تولي عناية كبيرة للمؤسسات الصغيرة كقاعدة أساسية لتطوير الاقتصاد، إذ أنها تتطور تدريجيا إلى مؤسسات ذات طابع و مستوى عالمي، بحسب قوله.