تمكنت الجزائر عبر المراحل التي مرت بها منذ الاستقلال، من تسخير مواطن القوة والإبداع في شبابها لتغذية الازدهار الاقتصادي. ويسعى المسؤولون في الوقت الراهن إلى تفعيل دور هذه الفئة أكثر في الحراك التنموي الذي تشهده البلاد في جميع المجالات، من أجل إحداث الطفرة الاقتصادية والاجتماعية المطلوبة . ولأن التحديات كبيرة والرهانات عديدة أعطت الدولة أهمية لهذه الفئة، من أجل تكوينها وتوعيتها وفتح المجال لها للتعبير عن أفكارها وانشغالاتها، بهدف الوصول إلى حلول ملموسة لمشاكلها، وتمكينها من وسائل الإبداع والابتكار، باعتبارها ثروة وخزان تسخر في المهام الاستراتيجية التي أضحت اليوم تشكل ركائز التوافقات الكبرى للبلد، الذي تبقى معركته الأولى حشد الظروف والإمكانيات لانطلاق تنموي يبنى على أساس خيار ما بعد البترول، الذي لا يمكن كما قال وزير الشباب عبد القادر مؤخرا التباطؤ فيه أو التكاسل في التعامل معه، وهو مسار مبني على الإنعاش والتطور . ولأجل كل هذا سهرت وزارة الشباب على فتح المجال للنقاش والتواصل مع هذه الفئة، للنظر في المشاكل التي تعانيها وطرح مختلف الانشغالات، كان أخرها الندوة الاقتصادية والاجتماعية للشباب التي انعقدت الثلاثاء والأربعاء الماضيين، خرج فيها المشاركون بتوصيات هامة. لذلك تفتح "الشعب" في ملفها هذا المجال لبعض ممن كانوا حاضرين في الندوة للتعبير عن أرائهم، حيث ثمنوا هذه المبادرة داعين إلى تجسيد التوصيات بتدرج في الميدان. المدير العام للوكالة الوطنية للتشغيل محمد الطاهر شعلال ل"الشعب": تنويع الاقتصاد وتطويره يساهم في خلق مناصب العمل الشعب: كنتم من بين المشاركين في الندوة الاقتصادية والاجتماعية للشباب، ماهي الاقتراحات التي قدمتموها؟ محمد الطاهر شعلال: شاركنا في الندوة الاقتصادية والاجتماعية مثل باقي أجهزة التشغيل التي وفرتها الدولة، لاحظنا خلالها أن التركيز كان واضحا على الجانب الاقتصادي، وبالخصوص كل يتعلق بتوفير مناصب العمل، فجل المداخلات كانت تصب في هذا الموضوع، على حساب قضايا أخرى تهم فئة الشباب، مثل مجال الترفيه والثقافة، فقضايا الشباب لا يمكن حصرها في الجانب الاقتصادي أو مشكل البطالة، لأن إنشغالات الشباب متعددة، وهناك مجالات أخرى يمكن معالجتها ودراساتها لها أهمية كبيرة في حياة الشباب والمجتمع ككل. حضورنا في هذه الندوة سمح لنا بالاستماع إلى مختلف الناشطين في الحقل الشباني وبالأخص المنخرطين في الحركة الجمعوية، استمعنا لانشغالاتهم وآرائهم واقتراحاتهم وسنأخذها بعين الاعتبار. شاركنا بفعالية في الورشات التي ضمتها الندوة الاقتصادية والاجتماعية، وكانت فرصة لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة التي يتداولها الشباب وحتى الرأي العام الوطني، الذي يرى أن أجهزة التشغيل التي وفرتها الدولة هي من تخلق مناصب عمل. ما يجب أن يعلمه هؤلاء هو أن هذه الأجهزة هي مجرد وسيط بين الشركات وطالبي العمل، ومن يوفر مناصب الشغل هو الاقتصاد. وأبوابها مفتوحة على جميع الاقتراحات والانتقادات البناءة من أجل تفعيل دورها سواء عبر مكاتبها بولايات الوطن أو بمقر وزارة العمل أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فنحن دائما في إصغاء واستماع للجميع. وزير الشباب دعا خلال الندوة إلى التفكير في مرحلة مابعد البترول وتفعيل دور الشباب في ميادين الفلاحة والسياحة والخدمات، فهل تصلكم طلبات عمل في هذه القطاعات؟ مرحلة ما بعد البترول هي قضية ومسؤولية الجميع، والحل يكمن في تنويع الاقتصاد وحث الشباب على التكوين في المجالات المطلوبة في سوق الشغل، مثل السياحة والفلاحة والأشغال العمومية وغيرها، وتنويع الاقتصاد فيه منفعة للبلاد ويعتبر الطريق الأنجع للقضاء على البطالة، حيث يساهم في فتح المجال للمنافسة وخلق الثروة، وبالتالي توفير مناصب شغل جديدة. أما فيما يخص الطلبات التي تصلنا في هذه القطاعات قليلة، على سبيل المثال هذا الأسبوع كانت هناك حاجة ماسة لبنائين في ورشة إنجاز مدرسة الضمان الاجتماعي ببن عكنون، ونظرا لعدم وجود طلبات اضطرنا جلب يد عاملة من الولايات المجاورة للعاصمة، بالتنسيق طبعا مع المدير العام للضمان الاجتماعي. فالاشكالية المطروحة حاليا هي في تكوين شباب متمكن من هذه الاختصاصات، ومهئ للولوج عالم الشغل بكل ثقة. لابد من معالجة ودراسة أسباب عدم وجود يد عاملة مؤهلة في هذه المجالات خاصة أن الاقتصاد يأخذ منحى تصاعديا كل سنة. ففي كل عام نسجل ارتفاعا بنسبة 15 في المئة في توفير مناصب العمل وهذا يجعلنا متفائلين بالمستقبل. هل للوكالة خطط معينة لتسهيل عملية تقريب طالبي العمل من الشركات والمؤسسات الاقتصادية؟ **إلى غاية 31 أكتوبر الماضي استطاع 281 ألف شاب الحصول على عمل في قطاع الصناعة والخدمات عبر وكالتنا، و90 ألف في جهاز المساعدة على الادماج. نحن الآن نعمل على عصرنة الوكالة الوطنية للتشغيل عن طريق مدونة الوظائف والمهن ستظهر في نهاية السنة، إلى جانب ذلك نقوم دوريا بعملية تكوين إطارات الوكالة الذي وصل عددهم إلى حوالي 3 آلاف إطار. أمضينا اتفاقية مع متعاملين للهاتف النقال لتمكين الشباب ابتداء أول جانفي من الاتصال بنا عبر الرقم الأخضر 30 05. أي رسالة تريدون ايصالها للشباب الذي يبحث عن عمل؟ أدعو الشباب إلى الاهتمام بالتكوين، فهو الطريق الأمثل لبلوغ الأهداف والنجاح في عالم الشغل. عطا الله مراح عضو المكتب الوطني لاتحاد الطلبة الجزائريين: خريجو الجامعات مستعدون للمساهمة في تعزيز التنمية الاقتصادية خارج المحروقات شارك عطا الله مراح، عضو المكتب الوطني للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، بالندوة الاقتصادية والاجتماعية للشباب في ورشة الشباب وتثمين المناطق الريفية والأقطاب الفلاحية، قدم خلالها اقتراحات تتعلق بأهمية استغلال الشباب المتخرج من الجامعات في مختلف المشاريع الفلاحية، خاصة منهم حاملو الشهادات من المعهد الوطني للفلاحة. وألح مراح في حديثه ل«الشعب"، على ضرورة فتح المجال للشباب في جميع القطاعات وتمكينه من تبوء مناصب عليا، مشيرا إلى أن المتخرجين من الجامعات الجزائرية يجدون أنفسهم أمام واقع صعب ومرير بلا آفاق في الحصول على وظيفة. وفي هذا الصدد ذكر أنه اقترح على مختلف الهيئات المعنية بقطاع التعليم توقيع اتفاقيات مع مؤسسات تسمح للطالب بالقيام بتربصات تكوينية، تمكنه من الحصول على خبرة وتجربة ميدانية، تجعله في موقع قوة للحصول على وظيفة عمل فيما بعد ودخول عالم الشغل بثقة. وذكر مراح أنه من غير المعقول أن يبقى الطالب سنوات بدون عمل أو وظيفة بعد التخرج، داعيا إلى القضاء على ظاهرة المحسوبية في عملية التوظيف والحصول على قروض التشغيل، مشددا على ضرورة منح المشاريع لمن يستحقها، ورفع العراقيل البيروقراطية التي تصادف الشباب عند محاولتهم تجسيد مشاريعهم الاقتصادية. وأضاف مراح أن شروط الحصول على الوظائف تعجيزية كالخبرة والتجربة التي لا تقل عن 3 سنوات، متسائلا كيف يحصل الشاب على هذه المدة من الخبرة والتجربة والأبواب موصدة في وجهه، حاثا المسؤولين على الإصغاء للشباب والاستماع لإنشغالاته. ويرى عطا الله مراح أن اليد العاملة موجودة، دليله في ذلك العدد الهائل من متخرجي الجامعات كل عام، مثمنا توجه الحكومة نحو الاهتمام بقطاعات مثل الفلاحة والسياحة، وهو أمر كما قال مشجع يسمح بتوفير مناصب عمل للشباب، معطيا مثالا بالطلبة المتخرجين من معهد الفلاحة الذين يتواجدون في بطالة. وأكد مراح أن التفكير في مرحلة ما بعد البترول ليست جديدة، فمنذ مدة والشباب يدعو إلى إيجاد حلول خارج ميدان المحروقات وعدم الاعتماد على هذه المادة الزائلة، داعيا إلى وضع خطة واضحة واستراتيجية ناجعة لدعم الفلاحة والصناعة وغيرها من القطاعات المنتجة للثروة ومناصب الشغل، مؤكدا أن شباب اليوم ليس له عقدة للعمل في ميدان الفلاحة أو غيره من الميادين مادام الهدف هو التنمية، وما على الحكومة إلا توفير الإمكانيات والوسائل لهؤلاء الشباب الطموح، الذي يسعى لتأدية واجبه ودوره على أكمل وجه في خدمة البلاد. أما فيما يخص مشاكل الطلبة، فأشار إلى أنها عديدة خاصة في الشق الاجتماعي كنقص الايواء والنقل وعدم توفر الاقامات الجامعية على شروط الراحة والمبيت، فهي توجد كما قال في وضعية يرثى لها وتفتقر لأدنى الضروريات، ووجبات الأكل في بعض الاقامات لا تستجيب للمعايير الصحية، أما المشاكل البيداغوجية فهي تتعلق أساسا بشهادات الماستر وعدم وجود تخصصات ببعض الجامعات، داعيا في هذا الشأن إلى اشراك التنظيمات الطلابية في مختلف القرارات، التي من دورها إيصال إنشغالات الطلبة. وثمن عطا الله مراح تنظيم الندوة الاقتصادية والاجتماعية للشباب، مؤكدا أن وزير الشباب مشكور على المبادرة التي ستعمق مجال الحوار بين كل المعنيين، وقال "وجدنا في وزير الشباب ذلك الشخص المحاور والقريب من مشاكل الشباب، يناقشهم في مختلف القضايا ولم يقصر أبدا في عمله لخدمة الشباب، من خلال اعتماده على التواصل والحوار"، مضيفا "هذه الندوة كانت فرصة للقاء المسؤولين الذي وعدونا بالنظر في كل الإنشغالات"، متمنيا تجسيد التوصيات ميدانيا في السنوات القادمة. ووجه مراح رسالة إلى المسؤولين، مشددا فيها على ضرورة المحافظة على الشباب "الذي يعد كنزا، العديد من الدول تحسدنا عليه"، مبرزا أهمية الاستثمار في هذه الشريحة وتوجيهها أحسن في جميع المجالات، قائلا "منح الشباب المشعل يتم بالتدريج فنحن لا نستعجل الأمر"، مضيفا "احتقار إمكانيات الشباب أو اعتباره غير ناضج وغير قادر على تحمل المسؤولية أمر يثبط العزائم. أقول لهؤلاء اعطوا الفرصة للشباب ووفروا له الإمكانيات والوسائل وسترون النتيجة، من حقنا المشاركة في تنمية البلاد ومن الضروري الاكثار من مثل هذه الندوات والمشاورات". وذكر مراح أنه اقترح سابقا تأسيس مجلس أعلى للشباب يكون هيئة تنظر في مشاكل وإنشغالات هذه الفئة، ويكون همزة وصل بين الشباب والمسؤولين. الخبيرة في المقاولاتية زفيرة بابا أوارتسي: إنشاء الشباب للمؤسسات يتطلب عملا تحليليا معمقا لمحيط الأعمال أكدت الخبيرة في المقاولاتية، زفيرة بابا أوارتسي، أن إنجاح المشروع المقاولاتي يتطلب إعدادا وتفكيرا مسبقا وعملا تحليليا معمقا لعوامل المحيط التي تؤثر على المؤسسة، سواء كانت خارجية أو داخلية، فتجسيد الفكرة يعتمد على خطة مدروسة يضعها الشاب لتحقيق الهدف الذي يريد بلوغه في مجال الاستثمار، أي أن تكون له قاعدة معرفية وتحليلية لجميع الجوانب المتعلقة بالمشروع.
أشارت الخبيرة إلى أن توفر صاحب المشروع على الإمكانيات اللوجيستية والمادية عامل مساعد على إنشاء المؤسسة ونجاحها مستقبلا، مؤكدة أن شروط ولوج عالم المقاولاتية تتشابه في جميع القطاعات. وفي ما يخص جو الاستثمار ببلادنا أوضحت بابا أوارتسي أن هناك تحولا وتطورا كبيرا تعرفه الجزائر في المجال الاقتصادي، وهو ما عاد بالايجاب على الشباب الطموح لإنشاء مؤسسات صغيرة أو متوسطة، مؤكدة أن الأجهزة والآليات التي وفرتها الدولة من شأنها تشجيع الشباب على الاستثمار. معتبرة أن هذه التسهيلات الكبيرة تسمح بخلق تنافسية في السوق وتعطي لأصحاب المشاريع فرصا للنجاح وولوج ميدان المقاولاتية بقوة، وبالتالي المساهمة في تأسيس مؤسسات منتجة للثروة توفر مناصب شغل، داعية الشباب الذين انطلقوا في تجسيد مشاريعهم إلى مواصلة الجهد والعمل وعدم الاستسلام والفشل. واعتبرت بابا أوارتسي، أن التحفيزات تلعب دورا مهما في إنجاح أي مشروع اقتصادي، موضحة أن الشاب هو المسؤول المباشر على خلق ذلك المحفز المادي والمعنوي الذي يبحث عنه، مضيفة أن مراحل إنشاء المؤسسات الصغيرة أو المتوسطة تتطلب جهدا وعملا متواصلين والتكيف مع كل الظروف الصعبة التي يمر بها، وتعتقد بابا أوارتسي أن اقبال الشاب على إنشاء مؤسسة هو في حد ذاته محفز. وفي ردها عن سؤال حول إن كان الشاب الراغب في إنشاء مؤسسة لابد أن يكون من أهل الميدان والتخصص، قالت أن ذلك ليس ضروريا لأن الأساس في ولوج الشاب عالم المقاولاتية هو حمله لفكرة جيدة يريد تجسيدها، وخطة عمل ناجحة مع وجود أشخاص أكفاء من حوله. وحول واقع المقاولاتية في الجزائر، ذكرت بابا أوارتسي أن البلاد مرت بمرحلة صعبة سابقا أثرت كثيرا على ميدان الاستثمار، وهي الآن تحاول العودة رويدا رويدا إلى الواجهة الاقتصادية مع وجود استثمارات ضخمة وانفتاح اقتصادي، ومنذ سنتين ونصف تقريبا هناك توجه نحو تحريك الأمور ودفع الشباب نحو العمل المقاولاتي الناجح، وأضافت "صحيح أن مناخ الأعمال في الجزائر ليس جيدا بوجود تعقيدات إدارية تؤثر على مبادرات الشباب المختلفة، لكن مع مرور الوقت ستتغير الأمور نحو الأفضل، خاصة أن هناك إرادة سياسية قوية للانطلاق نحو تشجيع المستثمرين الشباب وتحقيق القفزة التي يتمناها الجميع". وبحكم إشرافها على مؤسسة صناعية ثقافية سألنا زفيرة بابا أوارتسي عن مستوى الاستثمار في هذا الميدان المربح ببلادنا، فقالت "لم نصل بعد إلى المستوى المطلوب. هناك عمل كبير ينتظرنا في ميادين السينما والسمعي البصري. صحيح أن هناك شبابا انطلق في تجسيد مشاريع لكنها تبقى مبادرات محدودة، ولم تصل مستوى الصناعة الثقافية الحقيقية. هناك أمل كبير في تحسن الأمور مع وجود كفاءات رفعت التحدي تستحق التشجيع والدعم". وأوضحت بابا أوارتسي، أن تحقيق هدف تصدير صناعة ثقافية وطنية للخارج أمرا ليس مستحيلا، وهي مسؤولية تقع على كل الجزائريين. من المهم القيام بخطوات لإنتاج أعمال تتماشى مع المعايير العالمية أو على الأقل بلوغ مستوى بعض البلدان العربية التي تطورت كثيرا في الصناعة الثقافية، التي تقوم بتصدير منتوجاتها للخارج وتحقق أرباحا طائلة، مشيرة أن وضع أرضية صلبة لصناعة ثقافية يمر عبر مراحل أهمها تشجيع الشباب الذي له رغبة في الاستثمار في المجال الثقافي وتكوينهم حتى يتم تأهيل جيل قادر على ولوج عالم المقاولاتية الثقافية بنجاح، لتأتي بعدها مرحلة إنجاز أعمال نوعية جيدة والمشاركة بها في المسابقات الدولية الذي يسمح بالاحتكاك مع الأجانب والاستفادة من تجاربهم، وهي شروط كما قالت ليست صعبة التحقيق، يكفي فقط وضع الثقة في الشباب وتركهم يعملون بحرية. الطالب محمد أمين بن ونيس: تعزيز التواصل بين الشباب ومسؤوليه لمعالجة المشاكل شارك محمد أمين بن ونيس بالندوة الاقتصادية والاجتماعية للشباب في ورشتين، هما التنوع الاقتصادي والاستغلال المكاني، والشباب وتكافؤ الفرص بين الجنسين. ذكر بن ونيس ل«الشعب" أن المشاورات في الندوة كانت عميقة، تم فيها التطرق إلى أهم القضايا والإنشغالات التي تساهم في تفعيل مشاركة الشباب في عمل المجالس المحلية والنيابية، مشيرا إلى أنه تطرق في احدى الورشات إلى موضوع الأسواق الجوارية، حيث دعا إلى فتحها أمام الشباب الذين كانوا ينشطون في الأسواق الفوضوية للقيام بنشاطاتهم على أكمل وجه. وأضاف بن ونيس أنه دعا إلى تبني التسيير الذي يجمع بين المركزي واللامركزي، الذي أثبت نجاعته في بعض الدول، خاصة أن الجزائر مقبلة على تقسيم إداري جديد. وفي سياق أخر، أكد بن ونيس أنه أبرز في الورشات أهمية الانخراط في التنظيمات الطلابية، معتبرا النشاط داخلها مدرسة حقيقية تساعد على ولوج الشباب عالم السياسة وتحمل المسؤوليات بثقة. وتساءل كيف يمكن الوصول إلى مجالس منتخبة قوية إذا لم يكن المنتخبين لهم خبرة ميدانية، مؤكدا أن هناك عزوفا للنساء عن الاقبال على النشاط في الحركات الطلابية. وأكد بن ونيس أن توصيات الندوة كانت في صلب مواضيع النقاشات، مشيرا إلى أن تطبيق التوصيات يمر على مراحل بشكل تدريجي لا استعجالي، لأنه من المستحيل تطبيقها كلية على دفعة واحدة، مضيفا أن أولوية الأولويات فتح جسر تواصل بين المسؤولين والشباب، ومراجعة القوانين والآليات التي تسمح بذلك، لأن غياب الحوار أدى في بعض الأحيان إلى حصول تشنجات، وقال أن هذه الندوة مبادرة طيبة فتحت المجال للشباب للتحاور مع أطراف فاعلة في المشهد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، داعيا الإعلام إلى الانفتاح على مشاكل الطلبة البيداغوجية والاجتماعية.