مصر توجه ضربات جوية لمواقع في مدينة درنة الليبية واصل الطيران المصري أمس توجيه ضربات جوية لمواقع في درنة الليبية قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إنها استهدفت معسكرات تدريب مجموعات إرهابية شاركت في التخطيط و الهجوم الذي استهدف أول أمس حافلة للأقباط بمدنية المنيا، والذي خلف 29 قتيلا و العشرات من الجرحى. وكانت الطائرات المصرية قد شرعت في تنفيذ ضربات جوية ضد مجموعات مسلحة في مدينة درنة الليبية مساء الجمعة الماضي، مباشرة بعد الهجوم الذي استهدف في ذات اليوم حافلة لنقل الاقباط في مدينة المنياجنوب مصر، والذي خلف العشرات من القتلى والجرحى. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي في وقت سابق بعد اجتماع أمني « وأنا اتحدث إليكم تم توجيه ضربة قوية جدا» دون أن يحدد في ذلك الوقت مكان الضربة، لكنه أضاف بعد ذلك أن «بلاده نفذت ضربات ضد معسكرات تدريب انطلقت منها هجمات إرهابية» ، مشددا على أن مصر لن تتردد في ضرب معسكرات الإرهاب في اي مكان، داعيا في ذات السياق إلى معاقبة الدول التي تدعم الإرهاب دون مجاملة أو مصالحة. وفي ذات السياق قال التلفزيون المصري بشكل عاجل إن القوات الجوية المصرية «نفذت ست طلعات جوية لاستهداف ستة مراكز لعناصر إرهابية في مدينة درنة الليبية»، كما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية نقلا عن مصدر عسكري رفيع بأن «القوات الجوية المصرية دمرت بشكل كامل المركز الرئيسي لمجلس شورى مجاهدي درنة بليبيا». كما أعلن من جانبه الجيش المصري تنفيذ ضربات جوية ضد تجمعات متشددين في ليبيا تأكدت مشاركتهم في تخطيط وتنفيذ هجوم المنيا بصعيد مصر، مضيفا أن العملية العسكرية لا تزال مستمرة. وأظهر التلفزيون المصري عددا من الطيارين وهم يستعدون للإقلاع بطائراتهم في إحدى القواعد الجوية، وقال إنها وجهت ضربات لما اسماها قواعد إرهابية في ليبيا. كما نقلت عدة مصادر إعلامية مشاركة طائرات الجيش الليبي الموالية لحفتر في الضربات التي شنتها الطائرات المصرية ضد قواعد لمجموعات في مدينة درنة، وقال المركز الإعلامي للقوات الجوية لشرق ليبيا في بيان له إن الغارات استهدفت قوات مرتبطة بتنظيم القاعدة في عدد من المواقع وستتبعها عملية برية. ونقلت تقارير إعلامية متواترة عن مصادر عسكرية بمجلس مجاهدي مدينة درنا إن الغارات المصرية استهدفت منطقة الفتايح شرق درنة ومنطقة جبيلة في وسطها، وأدعت أنها مست مراكز سكنية مدنية، ولم يعرف حتى الآن حجم الخسائر البشرية والمادية التي خلفتها هذه الضربات، كما نفى المجلس علاقته بما حدث في مدينة المنيا بمصر. وفي أول رد فعل له على هذه الضربات رفض المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني هذه الغارات، وانتهاك سيادة البلاد واستهجن ما قام به الطيران المصري من قصف داخل الأراضي لليبية، دون التنسيق مع السلطات الشرعية المعترف بها دوليا المتمثلة في حكومة الوفاق الوطني.وكان ما يسمى تنظيم الدولة قد تبنى في بيان له نشر عبر موقعه المعروف « وكالة أعماق» العملية الإرهابية التي استهدفت الجمعة الماضي حافلة كانت تقل اقباطا بمدينة المنياجنوب مصر والذي خلف 29 قتيلا و العديد من الجرحى. وليست هذه هي المرة الأولى التي يستهدف فيها الطيران المصري بالقصف أماكن في ليبيا، فقد سبق له في سنة 2015 أن شن ضربات مشابهة عقب إعلان تنظيم الدولة الإرهابي ذبح 22 مصريا في ذلك الوقت. واعتبر ناشطون ومراقبون أن الضربات التي يقوم بها طيران السيسي في ليبيا إنما الهدف منها استغلال الهجوم الذي استهدف حافلة للأقباط في مصر لتقديم دعم واضح ومبرر للجنرال خليفة حفتر، أكبر حليف لمصر على الخارطة الليبية في الوقت الحالي، ويحظى حفتر بدعم سياسي وعسكري كبير من عبد الفتاح السياسي. كما يجدر التذكير في هذا المقام أيضا أن القوات الموالية لحفتر تحاصر منذ مدة مدينة درنة الليبية من عدة جهات، وقد شن الطيران التابع له عدة غارات على المدينة، في محاولة منه لانتزاعها من مجلس مجاهدي درنة. وللإشارة فإن مجلس شورى مجاهدي درنة يتكون من كتائب إسلامية مسلحة شاركت في الإطاحة بالعقيد معمر القذافي سنة 2011 و هي من أهم المجموعات المعارضة للجنرال خليفة حفتر، والتي تواجه طموحاته في السيطرة على كامل التراب الليبي. إ-ب/ وكالات