ندمت كثيرا لرفضي دعوة المنتخب الوطني في عهد مزيان إيغيل يشق القائد السابق للسنافر زهر الدين بوريدان، طريقه في عالم التدريب بنجاح، حيث أثرى سجله بلقب جديد، بقيادته قبل أسابيع شباب قايس إلى تحقيق حلم التواجد في حظيرة الهواة. بوريدان الذي يحتفظ في سجله بلقب البطولة الوطنية رفقة السنافر قبل عشرين سنة، ما يزال يتحسر إلى اليوم على رفضه تلبية دعوة الناخب الوطني مزيان إيغيل في نهاية التسعينيات، كما تطرق في حوار مطول إلى الحملة الشرسة التي يتعرض لها المنتخب الوطني من طرف بعض المحللين. حاوره: نورالدين - ت بداية كيف تعيش نشوة الصعود المحقق مع شباب قايس؟ اعتبر صعود هذا العام الأحلى والأفضل في مشواري كمدرب، رغم تحقيقي الصعود في مناسبات سابقة، وتكمن خصوصية هذا الصعود، في كونه مفاجأة وإنجاز لم يراهن عليه المتتبعون. كنا نتأخر بتسع نقاط عن الرائد، وعرفنا كيف نعود بقوة ونحقق إنجازا يحمل طعما خاصا، ولأنني ترددت عندما تلقيت عرض تدريب الشباب، لكن هدف الإدارة المتمثل في الصعود حفزني على قبول المهمة، التي لم تكن بدايتها موفقة، فبعد فوز خارج الديار تراجعت النتائج وتأخرنا لنعود بأكثر قوة مع نهاية مرحلة الذهاب، أين لم نتذوق طعم الخسارة على مدار 18 مباراة متتالية، بتحقيقنا 16 فوزا وتعادلين، حيث أنهينا الذهاب بثلاثة انتصارات، وفي العودة أدينا مشوار بطل بتعادلنا مرتين وفوزنا في 13 لقاء. الخضر ضحية حملة يقودها بعض الصحفيين و اللاعبين القدامى وما الذي حفزك على رفع التحدي، رغم استلامك المهام في ظروف صعبة؟ قبل الإشراف على قايس، تلقيت عديد العروض من أندية تنشط في قسم الهواة، رفضتها جميعا، لأن هدفها يتمثل في اللعب لأجل البقاء، في حين كان الرئيس الربيعي قيدوم صريحا ومصرا على لعب الصعود لثالث موسم على التوالي، ورغم الظروف التي مر بها الفريق وتسببت في رحيل المدرب سفيان قرام، قبلت المهمة في ظروف استثنائية، نتيجة كثرة الإصابات وتوقف بعض اللاعبين عن التدريبات، وكذا تأخرنا عن الرائد بتسع نقاط، كلها عوامل جعلتنا نعتبر الصعود مفاجأة من العيار الثقيل. سيما والمقابلات الأخيرة لم تكن سهلة في التلاغمة والحجار وحتى رمضان جمال. حققتم الانجاز في مجموعة صعبة، فكيف تم ذلك؟ ما زاد من حلاوة التتويج، أنه تحقق في مجموعة تضم أندية عريقة، وأخرى تملك إمكانات تسمح لها بالتنافس على اللقب، منها تضامن سوف الذي سطر الصعود كهدف منذ البداية، ويملك إمكانات بشرية ومادية، ومولودية باتنة الذي كان إلى وقت قريب في الرابطة المحترفة، ونجم التلاغمة الذي أدى مشوار بطل طيلة الذهاب. ويعود الفضل في إنجازنا للرئيس قيدوم الذي زاد إيمانه بإمكانية النجاح بعد التعادل أمام تضامن سوف. ومن أهم المحطات فوزنا في الحجار أمام فريق ممتاز ويلعب فوق العشب الطبيعي، وأخيرا الفوز أمام الورد الذي كان الأصعب والأهم، سيما وأن المنافس كان محفزا للغاية. كيف تقرأ نجاحات الجيل الجديد من المدربين؟ تشهد مهنة التدريب حاليا ثورة في ظل انتهاج سياسة التكوين، كما أن اللاعبين القدامى، عادة ما ينهلون من ماضيهم وتجاربهم لتأطير الفرق واللاعبين، ما سمح للجيل الحالي من معانقة النجاح، وليس بإمكان كل لاعب أن يصبح مدربا، وليس كل من يحصل على ديبلوم يضمن النجاح، فلا بد من توفر عوامل كثيرة لتحقيق النجاح. وما الفرق بين ممارسة الكرة والاشتغال في مجال التدريب؟ الفرق يكمن في المسؤولية الكبيرة، التي تقع على عاتق المدرب، لأن اللاعب جزء من مجموعة تتقاسم المسؤولية فيما بينها، أما المدرب الرئيس فمسؤوليته أكبر بكثير، سواء من ناحية الخيارات الفنية والتكتيكية وإعداد المجموعة من جميع النواحي، وصولا إلى تحمله مسؤولية النتائج الفنية. أيهما أحلى بالنسبة إليك مكاسبك كلاعب أم كمدرب؟ دون تردد كمدرب. فقد حققت إنجازات عديدة كلاعب، منها الصعود مع شباب جيجل وتتويجي بلقب البطولة مع شباب قسنطينة، وكمدرب أملك عدة ألقاب كانت مسؤوليتي فيها أكبر، من حيث اختيار اللاعبين وتحضير الفريق قبل انطلاق الموسم، كما أنني كل أسبوع مطالب بحسن اختيار عناصر التشكيلة، والنهج التكتيكي، وكلها عوامل تجعل التتويج أحلى. تضييعي مع السنافر في أسبوع تذكرة النهائي و الصعود أسوء ذكرى في مشواري قررت الرابطة الوطنية إجراء اللقاءات الأخيرة في شهر رمضان قبل الإفطار، فكيف تجد هذا التوقيت ؟ كنا في السابق نخوض المقابلات نهارا خلال شهر رمضان، ولم يكن المدربون يملكون فكرة جيدة على طريقة تحضير اللاعبين، ولا حتى اللعب قبل الإفطار، لكنهم الآن وجدوا الوصفات المناسبة. شخصيا أرى أن الإرهاق الذي يصيب اللاعبين ليس نتيجة اللعب خلال شهر رمضان، وإنما لامتداد الموسم الكروي لأكثر من عشرة أشهر، ما يجعل اللاعبين يتدربون كثيرا و يلعبون قليلا، عكس ما هو ملاحظ في أوروبا، أين تلعب الفرق أكثر مما تتدرب. كيف يقضي زهير يومه في رمضان؟ أقضي أغلب أوقات يومي رفقة أصدقائي، كما أن يومي يبدأ على الساعة التاسعة والنصف صباحا، بالحرص على قضاء حاجيات العائلة، وأداء الصلوات في وقتها. و هل أنت من هواة السهر؟ لا، كما أن الليل بالنسبة لي قصير، حيث اكتفي خلاله بأداء الصلاة، وبعدها أخلد إلى النوم. هل أنت مداوم على صلاة التراويح؟ في السابق نعم، لكن حاليا لا يمكنني أداءها لمعاناتي من إصابة على مستوى الركبة، ما يجبرني على أداء الصلاة جالسا فوق كرسي. أكثر ما يزعجني في رمضان كثرة الحديث عن الطبخ و الأطباق وما هو طبقك المفضل؟ ليس لي طبق مفضل، لأنني عادة ما أتناول كل ما يتم تحضيره، مع حرصي على تواجد طبق الشربة. عشت فترة طويلة في قسنطينة، ما هو الطبق القسنطيني المفضل لديك؟ لقد أمضيت 13 سنة في قسنطينة، وحظيت بدعوات الإفطار لدى العديد من اللاعبين والمناصرين والأصدقاء، ودون تردد أقول أن « شباح الصفرة» طبقي القسنطيني المفضل. وهل أنت من هواة التسوق؟ شخصيا لست من النوع الذي يستهويه التسوق في رمضان، حيث اكتفي باقتناء الضروريات . وماذا عن البرامج التلفزيونية؟ أداوم على متابعة الكاميرا الخفية، ومسلسل عاشور العاشر، الذي أجد أن نسخة السنة السابقة كانت أفضل من الحالية. ما هي العادات والسلوكات التي تنبذها في رمضان؟ ما يزعجني أكثر خلال الشهر الفضيل، مبالغة البعض في الحديث عن الأكل والتفنن في وصف الأطباق وكيفية تحضيرها، فيصبح الأكل محور الحديث، في وقت أن العبادة والتقرب إلى الله أهم ما في رمضان. ما هي أحسن ذكرى تحتفظ بها كمدرب وكلاعب طيلة مشوارك الرياضي؟ أحسن ذكرى في مشواري كلاعب تتويجي بلقب البطولة الوطنية رفقة شباب قسنطينة عام 1997، وكمدرب تتويجي قبل أيام وقيادة شباب قايس إلى قسم الهواة. توقفت عن أداء صلاة التراويح و أصبحت أصلي جالسا فوق كرسي وماذا عن أسوء ذكرى تحتفظ بها كمدرب وكلاعب؟ على مدار مشواري الطويل، تبقى مباراة نصف نهائي كأس الجزائر التي خسرناها (شباب قسنطينة) عام 1992 بضربات الترجيح أمام جمعية الشلف أسوء ذكرى، لأننا كنا حينها الأقرب والأحق بالتأهل إلى النهائي، وبعدها بأسبوع ضيعنا الصعود إلى القسم الأول بتعادلنا في خنشلة. أما كمدرب فتتمثل في تضييعي الصعود من قسم الهواة رفقة شباب جيجل، حيث أنهينا الموسم في الوصافة وصعدت مولودية بجاية، وبعد نهاية الموسم انتخب بودودة رئيسا جديدا للنمرة، وجدد الثقة في نفس الطاقم ووعد بمنح الدعم اللازم، وفي خضم التحضير للموسم تم جلب مدرب جديد، فاضطررت لتقديم استقالتي، لأن الرئيس أراد فرض إبن مدير شركته فرفضت، كما تم جلب لاعبين من قالمة ونتيجة عدم تلقيهما مستحقاتهما قاطعا التدريبات، فتم اتهامي بالوقوف وراء الحركة الاحتجاجية. ما هو الفريق الذي حلمت بحمل ألوانه؟ كنت على وشك الانتقال إلى شبيبة القبائل بإلحاح من الرئيس حناشي والمدرب كمال مواسة الذي يعرفني جيدا، ورغم أن الكناري فريق كبير، وكان يحصد الألقاب الوطنية والقارية، ويعتبر بوابة الاحتراف في أوروبا، إلا أنني فضلت البقاء في صفوف شباب قسنطينة. مهنة التدريب تشهد ثورة و التكوين سر نجاح الجيل الحالي لماذا لم تتقمص الألوان الوطنية خلال التسعينيات، رغم تمتعك حينها بقدرات هائلة؟ أتذكر جيدا أن مدرب السنافر رابح سعدان، أخبرني بأنه سيتم استدعائي إلى المنتخب الوطني تحت قيادة إيغيل مزيان، وطلب مني تحضير نفسي، غير أنني رفضت تلبية الدعوة، لأنني اعتبرت بلوغي 29 سنة، يجعلني أكتفي بالتواجد في المنتخب للمشاركة في بعض المباريات وليس لأداء مشوار طويل. صدقني لم أندم على شيء طيلة مشواري، كما ندمت على عدم حمل القميص الوطني، لأن بعض اللاعبين الذين شاركوا في مباراة واحدة استفادوا من امتيازات كثيرة، ومع ذلك اعتبر حمل قميص المنتخب الوطني العسكري فخر كبير، حيث ضم حينها لاعبين ممتازين في صورة زغدود ومفتاح وبوغرارة وعلي موسى وبختي وعرامة وفنازي و زواني وباجي، وهي تقريبا نفس تركيبة المنتخب الأول. تتويجي بلقب البطولة مع السنافر والصعود مع قايس أحسن ذكرياتي وكيف ترى المنتخب الوطني الحالي؟ الكثير من المتتبعين أثروا سلبا على المنتخب، من خلال انتقادات بعض الصحفيين أو اللاعبين القدامى، وشخصيا أشعر أحيانا بأن الأمر يتعلق بتصفية حسابات، والأخطر أن هذه الحملة جعلت المنتخب يعرف بروز تكتلات لا تخدم مصلحة المنتخب.