باشرت أمس لجنة من المكتب الفيدرالي، تحريات معمقة في قضية اللاعب أحمد بادني، الذي أمضى الموسم الفارط على عقد احترافي في جمعية الشلف، ثم تم إلغاؤه بالإستناد إلى ملف طبي، قبل تأهيله في «الميركاتو» الشتوي في شباب عين وسارة (بطولة ما بين الجهات)، الذي حقق الصعود إلى وطني الهواة، والذي تحفظت عليه إدارة شباب وادي سلي بمراسلة الفاف. مصدر جد موثوق أكد للنصر، بأن زطشي كلف بهذا الملف لجنة تضم 3 أعضاء من المكتب الفيدرالي، ويتعلق الأمر بكل من عمار بهلول، محمد غوتي و العربي أومعمر، بعد الثغرات القانونية التي تم التطرق لها خلال الإجتماع الأخير لأعضاء الفاف، لأن الوثائق التي تضمنها تحفظ شباب وادي سلي، على الطريقة التي تم بها تأهيل اللاعب بادني في شباب عين وسارة، كشفت عن تواطؤ عديد الأطراف في هذه القضية. واستنادا إلى مصدرنا، أعطى رئيس الفاف تعليمات صارمة لأعضاء اللجنة، تقضي بمراجعة كامل حيثيات هذه القضية، وتكييف الخطوات المتخذة مع القوانين المعمول بها، وهذا بغية تحديد مسؤولية كل طرف في الخروقات التي تم تسجيلها، والتي أدت إلى طرح ملف ثقيل على طاولة الفاف، لأن منطلق القضية كان من جمعية الشلف، حيث كان اللاعب أحمد بادني قد أمضى على عقد إحترافي لمدة سنتين، لكن بقاء هذا اللاعب خارج نطاق المنافسة ، جعل إدارة «الشلفاوة» تخطط للتخلص منه، فلجأت إلى حيلة إعداد ملف طبي، لأن بادني كان يعاني من آلام على مستوى الركبة، وكان قد أجرى عملية جراحية قبيل انطلاق الموسم. مصدر النصر أوضح بأن إدارة جمعية الشلف أحالت الملف الطبي للاعب بادني على اللجنة الطبية للفاف، وتقدمت بالموازاة مع ذلك، بطلب إلغاء الإجازة الخاصة بهذا اللاعب والسماح بتعويضها بأخرى، حجتها في ذلك الشهادة الطبية المرفقة بالملف، والتي أكد من خلالها الطاقم الطبي الذي أجرى العملية الجراحية، بأنه لن يكون باستطاعة بادني أحمد ممارسة النشاط الكروي مستقبلا، وهي الشهادة أضاف مصدرنا التي أخذتها اللجنة الطبية الفيدرالية بعين الإعتبار، بعد إخضاع اللاعب بادني لمراقبة طبية على مستوى مركز سيدي موسى، ليتقرر على ضوء ذلك تعليق تأهيل بادني في جمعية الشلف. وحسب ذات المصدر فإن الفصل الثاني من هذه القضية، كان على مستوى رابطة ما بين الجهات، لأن إدارة شباب عين وسارة استغلت القرار الصادر، عن اللجنة الطبية الفيدرالية في شقه المتعلق بالتأهيل الإداري لتودع ملفا موازيا تطلب فيه إصدار إجازة للاعب بادني أحمد في «الميركاتو» الشتوي، سيما وأن تعدادها كان منقوصا من رخصة، لكن هذا الإجراء كان مرهونا بوثيقة فسخ عقد اللاعب مع جمعية الشلف، لأن تأهيل الهواة في النصف الثاني من البطولة، يكون حكرا على العناصر الحائزة على عقود احترافية، ما أعاد للاعب بادني صفة المحترف رغم أنه مشطوب قانونا بناء على قرار اللجنة الطبية. وانطلاقا من هذه المعطيات، استأنف بادني النشاط بعد أسبوعين فقط من صدور قرار الإعفاء النهائي من طرف اللجنة الطبية الفيدرالية، ليشارك بصورة عادية مع شباب عين وسارة خلال مرحلة الإياب لبطولة ما بين الجهات، ويحقق الصعود مع هذا الفريق، لكن ملف تأهيله كان محل تحفظ من شباب وادي سلي. على هذا الأساس أمر رئيس الفاف بفتح تحقيق معمق في القضية، بالتحري في الكيفية التي تم اتباعها لإلغاء إجازة اللاعب في جمعية الشلف، رغم أن القوانين العامة لا تسمح بشطب أية رخصة بعد صدورها، إلا في حالة الوفاة (شريطة تقدم الفريق المعني بطلب رسمي)، وكذا في الدوافع التي جعلت الطاقم الطبي لمركز سيدي موسى يقرر تعليق النشاط الكروي للاعب بناء على شهادة طبية، من دون إخضاعه لمراقبة طبية دقيقة، وصولا إلى الملف الذي تم بموجبه تأهيل بادني في شباب عين وسارة، في غياب كلي للتنسيق بين الهيئات الكروية الوطنية، رغم أن الرابطة المحترفة و كذا رابطة ما بين الجهات تتواجدان في نفس البناية، على مستوى دار الرابطات بالعاصمة. وخلص مصدر النصر إلى التأكيد على أن زطشي قرر فتح سلسلة من التحقيقات الميدانية المعمقة المتعلقة بخروقات قانونية تم تسجيلها في أقسام الهواة، لأن الإجتماع الأخير للمكتب الفيدرالي عرف إثارة العديد من الملفات الساخنة و طرحها على طاولة النقاش، بعد التقرير الذي قدمته اللجنة الفيدرالية المكلفة بالتنسيق مع الرابطات بخصوص حصيلة الجلسات التي عقدتها مع رؤساء جميع الرابطات الولائية و الجهوية، و من بين القضايا الحساسة يستطرد مصدرنا الاشتباه في تورط أعضاء من رابطة خنشلة الولائية في تزوير أوراق مباريات، و ذلك باعتماد نتائج لقاءات لم تجر، و إدراج أوراق المقابلات على أساس أنها لعبت فوق الميدان، لتكون عواقب ذلك طرح ملف ثقيل بخصوص بطل هذه الرابطة، إثر الشكوى التي تقدم بها هلال بابار ضد الرابطة، و التي قد تجرد نجم بوحمامة من تأشيرة الصعود إلى الجهوي الثاني، لأن لجنة تفتيش من الفاف ستحل بخنشلة في غضون الأيام القليلة القادمة.