قال الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، بأن 2017 هي سنة استثنائية و مصيرية للأمازيغية إداريا و وطنيا، حيث يجري إعداد وثائق مرجعية و من بينها قاموس مصغر لتوظيف مصطلحات بالأمازيغية في المؤسسات و الإدارات، حتى يتم التواصل بها مع المواطنين، كما سطرت خريطة عمل جديدة لمواكبة تحديات دسترتها، خصوصا في ما يتعلق بالجانب الإعلامي، كونه الأقرب إلى جمهور كبير من المتلقين، كما أكد عصاد في حوار للنصرخلال زيارته لجيجل على رأس القافلة الأدبية مولود معمري ، مثمنا جهود وزارة الاتصال في توظيف الأمازيغية و استعمالها في قناة إذاعية و أخرى تليفزيونية و عبر وكالة الأنباء الجزائرية، مشيرا إلى أن المحافظة تسعى لإنشاء جريدة عمومية بالأمازيغية. سنة 2017 استثنائية و مصيرية للأمازيغية . النصر: ماهي أهم المشاريع المبرمجة من قبل المحافظة السامية للأمازيغية؟ سي الهاشمي عصاد: تعتبر سنة 2017، استثنائية للغة الأمازيغية، خصوصا بعدما أقرها الدستور الجزائري، و هناك تحديات لابد من رفعها، تتطلب اجتهادا و تجنيدا، و استراتيجية عمل مع مختلف الشركاء، على غرار الوزارات، من أجل تدارك التأخر الحاصل منذ 22 سنة من تأسيس المحافظة السامية للأمازيغية، و أعتبر المرحلة الحالية مصيرية و مهمة، تحمل في طياتها منعرجا خطيرا، يتطلب أن يكون هناك بعد نظر، وطرق لتعميم توظيف اللغة الأمازيغية عبر مختلف مؤسسات الدولة، و ستشهد السنة الحالية، عمليات تحسيسية، و محاولة لتجسيد التزام مختلف الدوائر الوزارية، بما تم الاتفاق عليه، كما سيتم جرد مختلف القوانين و إعادة النظر فيها، و يتطلب قليلا من الوقت و التنسيق الفعلي ما بين مختلف الجهات، خصوصا التي لا تواكب المرجعية في الدستور، مثل القانون التوجيهي للمدرسة، و القانون التوجيهي للبحث العلمي، قانون الإعلام، و أسماء الأماكن، و إدراجها في سياق التعديلات المقبلة. و من المنتظر أن يتم تجسيد ذلك في شكل مشروع قانون عضوي لتتم مناقشته في البرنامج، لأن الدستور أعطى مكانة للغة الأمازيغية، و سيعمل القانون على تحديد علاقة المحافظة و مجمع اللغة و الثقافة الأمازيغية، و التي يفترض أن تكون علاقة تكاملية، و التكفل بإشكالية اللغة، و المحافظة ستعمل على تجسيد هاته العلاقة، و تحقيق هدف الأمازيغية لكل الجزائريين. نحن بصدد العمل على إصدار قاموس مصغر و وثائق مرجعية . هل تم الشروع في تنفيذ مشروع تسمية مقرات الإدارات العمومية باللغة الأمازيغية؟ في الحقيقة نحن في مهمة إعداد وثائق مرجعية تكون في متناول مستخدمي اللغة، بما فيها المؤسسات، ويتم في الوقت الحالي، العمل على إصدار قاموس مصغر، تستطيع من خلاله المؤسسات استخدام و توظيف اللغة الأمازيغية بطريقة سليمة، و الجدير الإشارة إليه، أننا سجلنا محاولات فردية و غير مقننة لجهات و مؤسسات لتدوين اللغة الأمازيغية في الواجهات، و التي وجدنا فيها خللا في طريقة كتابتها بلغة سليمة تحقق الطموح القيام الذي ننشده ، و نحن من باب المسؤولية كمحافظة، أردنا أن نقدم التزاما بالاجتهاد مع أهل الاختصاص لتقديم كل مصطلح باللغة الأمازيغية، و لاحظنا بأن بعض الأحزاب قامت بتوظيف اللغة الأمازيغية في حملتها الانتخابية، وقمنا بإعداد وثيقة تضم أسماء الأحزاب المعتمدة حتى لا يكون هناك خلط و سوء فهم. . كيف تقيمون عمل الجهات التربوية مع مشروع تعليم اللغة الأمازيغية التي تسعى إليه المحافظة ؟ فيما يخص قطاع التربية، هناك ديناميكية تم خلقها مع وزارة التربية الوطنية منذ سنتين، وهناك نتائج محققة بامتياز من خلال تظافر الجهود، أين تم تنصيب لجنة مشتركة منذ فيفري 2015 اجتهدت للتكفل بالمشاكل البيداغوجية، و إضفاء مكانة لائقة للغة الأمازيغية في منظومة التربية الوطنية، لكن للأسف، تم تجميد عمل هاته اللجنة المشتركة مند سنة تقريبا، جمدت من قبل وزارة التربية الوطنية دون سابق إنذار و بدون وجود مبرر موضوعي. نحن مصرون على إعادة تفعيل هاته اللجنة، وفق ما يقره الدستور الجزائري و استراتيجية الدولة، لأنها الوسيلة الناجعة حتى لا يكون تعليم اللغة الأمازيغية محصورا في بعض الولايات، بل نتوجه ليكون موجودا في ربوع الوطن، و أؤكد بأنه رغم ذلك، فإنه يوجد مخطط توافقي على مدار ثلاث سنوات، حتى تعمم في الطور الابتدائي، إذ نلاحظ عدم وجود انسجام في عملية تعليم اللغة الأمازيغية، تصور بأنك تجد اللغة في أقسام الطور الابتدائي، و عندما ينتقل التلميذ إلى الطور التكميلي لا يجد اللغة الأمازيغية التي شرع في تعلمها منذ سنوات، هنا يجد التلميذ نفسه أمام خلل خطير، و أظن بأنه يجب أن نعيد النظر في الخطة التي انتهجتها الوزارة الوصية، لذلك نصر على إعادة تفعيل عمل اللجنة المشتركة. الأمازيغية موجودة في 32 ولاية و مشكل التأطير غير موجود . كم بلغ عدد الولايات التي تدرس بها اللغة الأمازيغية؟ أنا جد متفائل بطبيعتي، توجد حوالي 32 ولاية تتواجد بها اللغة الأمازيغية، و يعتبر ذلك وثبة نوعية، لكنها غير كافية، و يجب إكمال المشروع المسطر، و إعادة النظر في القانون التوجيهي للمدرسة الذي لا يسمح بتحقيق التغطية الشاملة، و يجب أن نعمل على إعادة النظر في جعل اللغة الأمازيغية اختيارية من قبل التلميذ، لا بد أن تكون مادة مفروضة كالمواد الأخرى، خصوصا في الطور التحضيري و الابتدائي لتعميمها، كما أنه يجب أن نخصص مناصب مالية أكثر، لتوظيف الأساتذة في اللغة و الثقافة الأمازيغية. بهذا الصدد أشير بأنه يوجد أكثر من 3 آلاف متخرج ينتظرون التوظيف، كما أنه في السنة المقبلة ستتخرج أول دفعة من الأساتذة من المدرسة العليا للأساتذة في بوزريعة في اللغة الأمازيغية، و بالتالي أؤكد بأن مشكل التأطير غير مطروح، فهناك كفاءات يجب أن توظف، كما أننا سجلنا أسفنا الشديد لفتح عدد محتشم من المناصب خلال العام الحالي في مسابقات التوظيف للأساتذة و المعلمين، الأمر الذي يخلق نوعا من الخلل في الالتزام بترقية اللغة الأمازيغية في المدرسة، و لذلك أصر على أن يتم تفعيل اللجنة المشتركة. فتحنا 110 فروع عبر 25 ولاية لتعليم الأمازيغية للكبار . هل هناك صدى للإستراتيجية التي وضعتموها في المجال التعليمي؟ بالنسبة إلينا يوجد شقان في تعليم اللغة الأمازيغية، الشق المتعلق بالتعليم في المدرسة و هو من صلاحيات وزارة التربية الوطنية، و يعتبر من بين المهام التي سعت له المحافظة منذ سنوات، و قد تحقق المبتغى، بإدراج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية، لكونه الفضاء الطبيعي لاحتواء اللغة، لكن في الوقت الراهن، نتجه إلى مرحلة تثبيت اللغة الأمازيغية، و تخصيصها لفئة الكبار، و إيجاد صيغ لتوصيل الأمازيغية لكل الجزائريين، سواء كانوا ناطقين أو غير ناطقين للغة، و عملنا بالشراكة مع الجمعية الوطنية لمحو الأمية "اقرأ" لفتح فروع لتعليم اللغة الأمازيغية، و توصلنا إلى فتح 110 فروع عبر 25 ولاية، بسبب وجود طلب من قبل الجزائريين، و قد تم تحقيق ذلك بفضل الشراكة مع الجمعية و المركز الوطني لمحو الأمية و المحافظة، و تم إنشاء مقرر رسمي لتدريس اللغة الأمازيغية و تطبيقات آلية، التجربة سنعمل على إكمالها. أنشأنا أول لجنة للترجمة و الدبلجة من العربية إلى الأمازيغية بجيجل . كثر الحديث عن وجود مشروع في مجال الإعلام و الاتصال و إنشاء قنوات اتصال باللغة الأمازيغية؟ في الشق المتعلق بمنظومة الاتصال، نحن نثمن عمل وزارة الاتصال و المؤسسات التابعة لها، إذ تعتبر الرائدة في توظيف اللغة الأمازيغية، عبر القناة الثانية، و التلفزيون، و عبر وكالة الأنباء الجزائرية و إنشاء الاختيار الثلاثي للكتابة ومن بينها اللغة الأمازيغية، و هناك إمكانية لإنشاء جريدة باللغة الأمازيغية، فالمادة الخام موجودة عبر البرقيات الموجودة بالوكالة، و أريد أن أوضح بأننا تحصلنا على طلبات لإنشاء جرائد، لكننا في الوقت الراهن نطالب بإنشاء جريدة عمومية باللغة الأمازيغية، على غرار باقي الجرائد العمومية، و توسيع المقروئية في ظل وجود طلب من قبل القراء، وسنضع خبرة المحافظة تحت تصرف الوزارة الوصية، حيث تم تأسيس أول لجنة للترجمة و الدبلجة من العربية إلى الأمازيغية بولاية جيجل، نظرا لوجود طلب من قبل مؤسسات الدولة، و من بينها المجلس الشعبي الذي يريد أن يجد صيغا لتوظيف اللغة الأمازيغية في الترجمات الآنية، حيث تمت تهيئة الظروف، و تكوين فريق عمل في تقنيات الدبلجة. . كيف ترى واقع الأمازيغية في ولاية جيجل؟ بصراحة أتأسف لعدم تدريس اللغة الأمازيغية في المدرسة، و بالإمكان تدارك هذا التأخر، و لا أقبل أن تكون جيجل على الهامش، خصوصا و أننا وصلنا إلى 32 ولاية، في ظل توفر الطلب الاجتماعي، و تحوز المنطقة على تقاليد تنصهر مع اللغة الأمازيغية، و لابد من تهيئة الظروف لإدراج اللغة في الطور الابتدائي، و على مديرية التربية أن توجه طلبات لفتح مناصب مالية لتعليم اللغة الأمازيغية، خصوصا و أن الوزارة الوصية تشجع على فتح أقسام لتدريس اللغة الأمازيغية.