صنع الجزائريون أجواء رائعة وحركية كبيرة لم تعتدها العاصمة السودانية حيث ملأوا الشوارع بالرايات الوطنية وكسروا هدوءها بأهازيجهم التشجيعية، وهو مالاقى ترحيبا كبيرا لدى المواطنين السودانيين الذين اختار أغلبهم مناصرة الجزائر عكس التوقعات المتفائلة للمسؤولين المصريين، وتهافتوا على الاعلام الجزائرية نساء ورجالا وحتى الاطفال، وقد نقلت عدة جرائد يومية سودانية أجواء الإقبال الكبير على الراية الوطنية الجزائرية من طرف السودانيين. كما ملأت صور المناصرين الجزائريين مع اخوانهم السودانيين حاملين العلم الجزائري مختلف المواقع الالكترونية. وقال الجزائريون الذين تنقلوا إلى الخرطوم أنهم لم يتوقعوا درجة الترحاب والاستقبال الكبير الذي خصهم به الشعب السوداني حيث استضافت بعض العائلات السودانية جزائريين في بيوتهم معبرين عن استعداد إطعام وايواء المناصريين حتى موعد المباراة. وتحولت مدينة الخرطوم الى مدينة جزائرية بكل المقاييس ولم يبق على أشبال رابح سعدان إلا الاستغلال هذه الأجواء المناسبة لإستدراك مباراة القاهرة للعودة بتأشيرة التأهل. يذكر ان انصار الخضر قد بدأوا في التوافد تباعا على مطار العاصمة السودانية بداية من أول أمس ومن مختلف الوجهات بدءا بالرحلات القادمة من الجزائر والتي شكلت جسرا جويا حقيقيا، حيث من المنتظر أن يصل عددها الى 30 رحلة من أجل نقل حوالي 9 آلاف مناصر قررت الدولة الجزائرية توفير كل الظروف المناسبة لنقلهم بداية بقرار تخفيض ثمن التذاكر الى مليوني سنتيم وكذا مجانية تذاكر اللقاء إضافة الى اصدار جوازات السفر في ظرف 24 ساعة، كما أن السلطات السودانية الشقيقة قررت في اجراء تضامني الغاء تأشيرة الدخول مادفع آلاف الجزائريين ليهبوا لنصرة منتخبهم والتضحية بمدخراتهم البسيطة وخاصة البطالون منهم الذين حاولوا جمع المبلغ اللازم للسفر بكل الوسائل وهذا بالاضافة الى الانصار المتواجدين والمقيمين خارج الجزائر والذين تنقلوا عن طريق مختلف الخطوط الجوية الدولية التي توصلهم الى الخرطوم، وخاصة الجزائريين المقيمين بدول أوربا سيما في فرنسا، ايطاليا، اسبانيا والمانيا اضافة الى الرحلات القادمة من دول الخليج العربي وعبر هؤلاء عن حرقتهم مما حدث في القاهرة وتضامنهم التام مع لاعبي الخضر في ظل السكوت المتواطىء للفيفا خاصة وانها عاقبت الجزائر في لقاء الذهاب شهر جوان الماضي لمجرد استعمال بعض الانصار للألعاب النارية كما قالوا، لكنهم عبروا عن أملهم الكبير وثقتهم في احراز النصر اليوم والعودة بتأشيرة المونديال التي ستنسيهم ماحدث وقد ضحى هؤلاء بكل شيء من أجل " البلاد" لانهم تأثروا كثيرا بما حدث في القاهرة وهم خارج الوطن.وهذا في حين لقي المناصرون المتواجدون بمصر صعوبات كبيرة للسفر تجاه العاصمة السودانية رغم مجهودات السفارة الجزائرية هناك التي نجحت رغم ذلك في نقل اكثر من 400 شخص بين صحفيين ومناصرين على متن طائرات الخطوط الجوية الجزائرية عبر رحلتين كما أنها تجري اتصالات مع شركات طيران أجنبية لنقل الراغبين في السفر الى السودان. ولم يكن الجو هو الطريق الوحيد الذي سلكه المناصرون فكل الطرق عندهم تؤدي الى السودان حيث عمد الكثير منهم الى تحمل مشاق وأخطار السفر عن طريق البرتجنبا للتعقيدات والاجراءات اللازمة للسفر جوا، وكل ذلك للوقوف بجنب رفقاء زياني ومساندتهم حتى آخر دقيقة من اللقاء حيث انطلق البعض منهم من منطقة الدبداب الحدودية بإليزي.