لجنة التفتيش الفيدرالية تكتشف تناقضا كبيرا في ملف عقوبة وداد بيضاء برج قررت رابطة قسنطينة الجهوية أمس رفع العقوبة التي كانت مسلطة على وداد بيضاء برج، بعد التحريات التي قامت بها لجنة التفتيش الفيدرالية في الملف الخاص بمباراة الوداد ضد الضيف اتحاد بن زياد، والتي كشفت عن وجود تناقض صارخ في تقارير الرسميين بخصوص الوقائع التي عرفتها نهاية هذه المواجهة، ولو أن لجنة الانضباط أصدرت عقوبة حرمان هذا الفريق من أنصاره في لقائين دون الأخذ في الحسبان محتوى التقرير المختصر للحكم على ورقة اللقاء، بل بالاستناد إلى التقرير التكميلي للمحافظ. هذه القضية التي كانت بمثابة الشرارة التي فجرت الوضع داخل الرابطة، بعد الشكوى التي تقدمت بها إدارة وداد بيضاء برج إلى الفاف، كانت محل تحقيق معمق من طرف لجنة التفتيش الفيدرالية صبيحة أمس، إذ تم الاستماع إلى عضو مكتب الرابطة حكيم بلعوط، على اعتبار أنه كان محافظا لتلك المباراة، إضافة إلى مسيري الوداد، وقد أظهرت الدراسة الأولية للملف بأن ورقة التحكيم لم تتضمن سوى حادثة رشق الحكم المساعد بقارورة ماء من المدرجات بعد نهاية المباراة، وهو نفس الحادث الذي أشار إليه الحكم الرئيسي طاميزة في تقريره المفصل، لكن التناقض كان في تقرير المحافظ، الذي أكد فيه على إصابة الحكم المساعد توهامي على مستوى الرأس بعد رشقه بقارورة من المدرجات. الفصل الثاني في هذه القضية تمحور حول «كرونولوجيا» إصدار العقوبة، لأن اللجنة كانت قد درست الملف يوم 31 أكتوبر الفارط، واصدرت عقوبتها، والنشرية صدرت في الموقع الرسمي للرابطة بعد 48 ساعة، و إدارة وداد بيضاء برج كانت قد تقدمت بطعن إلى الاتحادية في شكل تظلم، مع المطالبة بفتح تحقيق في الثالث نوفمبر، لكن لجنة التفتيش في عملها الرقابي أمس اكتشفت بأن التقرير التكميلي للمحافظ وصل إلى الرابطة يوم 6 نوفمبر، أي بعد أزيد من اسبوع من صدور العقوبة، الأمر الذي أبقى العديد من علامات الاستفهام مطروحة. من هذا المنطلق أصدرت لجنة التفتيش الفيدرالية أمرا استعجاليا، يقضي بتعليق العقوبة التي كانت مسلطة على وداد بيضاء برج، ومواصلة التحري في دوافع هذه العقوبة، والأسس التي استندت إليها لجنة الانضباط بالرابطة الجهوية من أجل معاقبة فريق بالحرمان من أنصاره في لقائين، على خلفية رمي قارورة ماء واحدة من المدرجات، من دون أن تلمس أي أحد من الرسميين، سيما وأن هذه الملاحظة الهامة كانت من النقاط الأساسية التي ركز عليها الحكم طاميزة في تقريره المفصل. وفي سياق متصل، استمعت اللجنة الفيدرالية في جسلتها أمس إلى رؤساء نادي التلاغمة، اتحاد تالة إيفاسن، جيل رجاص، ترجي تاجنانت، محطة أولاد رحمون وشباب الطاهير، بخصوص القضايا التي فجروها مؤخرا، والتي كانت عبارة عن اتهامات موجهة أساسا إلى الرئيس المستقيل محمد دهامشي. إلى ذلك فقد أكد مصدر جد مقرب من اللجنة الفيدرالية للنصر بأن عملية التفتيش على مستوى رابطة قسنطينة الجهوية مست جميع الجوانب، بالعودة إلى تسيير الرابطة إلى منتصف العشرية الماضية، خاصة ما يتعلق بجرد العتاد والتجهيزات التابعة للرابطة، وكذا عملية بيع بعض المركبات في المزاد، على أن يتم إعداد تقرير مفصل سيطرح للدراسة على طاولة المكتب الفيدرالي في اجتماعه المقرر منتصف الأسبوع المقبل، سيما وأن دهامشي كان قد أرسل استقالته إلى الاتحادية منذ أسبوع، ودخولها حيز التنفيذ سيكون بداية من السبت القادم، في انتظار رد الفاف عليها.