الأنصار من ولايات الشرق تمسكوا بالسفر إلى آخر لحظة بقي مئات الأنصار للفريق الوطني حتى غروب شمس أمس ينتظرون برمجة الرحلة الثانية إلى الخرطوم لحضور المقابلة الفاصلة بين الفريق الوطني و نظيره المصري من مطار قسنطينة. الأنصار بالأعلام و الرايات الوطنية ملأوا بهو مطار محمد بوضياف و طالبوا السلطات بتوفير طائرة مدنية أو عسكرية لنقلهم إلى السودان وعبر عدد منهم عن البقاء بالمطار إلى حين إنطلاقة المقابلة اليوم على السادسة و النصف مساء. الأنصار بمطار قسنطينة جاؤوا من مختلف الولايات بشرق البلاد من أم البواقي و عين مليلة وباتنة و ميلة و من قسنطينة طبعا و قد قضوا ليلتين بعاصمة الشرق الجزائري التي لم يغادرها بإتجاه العاصمة السودانية سوى 260 مناصرا في رحلة جوية مباشرة على متن طائرة "إيرباص" تم توفيرها تحت ضغط كبير على الساعة الثانية من صباح أمس بحضور والي قسنطينة حسب سلطات المطار، التي قال تأن الاستجابة لمطالب جمهور الأنصار ليس بين يديها بعد قرار مركزية الرحلات المتجهة إلى السودان. قال أحد الشبان من ولاية باتنة أنه "يريد من الجزائر شيئا واحدا : الذهاب إلى السودان و لن يطلب سكنا و لا عملا كل ما أريد من بلادي هو حقي في الدفاع عن كرامتي التي مسها المصريون و الرد عليها في السودان". مناصر من ولاية ميلة قال أنه اشترى التذكرة مثلما فرضت وكالة السفر المعينة للمهمة وقد قام مسؤولوها حسبه بالبزنسة في الموضوع و بدل المليوني سنتيم تم دفع أربعة ملايين سنتيم، و بعد يوم كامل من الإنتظار على قارعة الطريق أمام مقر الوكالة بحي القصبة "ردوا لنا دراهمنا" و أخذوا من يعرفونهم مكاننا، رغم ذلك سأبقى هنا و أذهب للسودان للتعبير عن حبي لوطني. توجه العشرات من المناصرين طيلة نهار أمس من قسنطينة إلى العاصمة للطيران منها إلى الخرطوم وقد قلصت الرحلات القليلة و المحدودة بين قسنطينة و الجزائر العاصمة من حظوظ الأنصار في السير على تلك الطريقة و مع ذلك فإن أحد المناصرين المتحمسين للفريق الوطني قال أن ذهابه إلى العاصمة كان متعبا و لا طائل من ورائه لذلك يصر الأنصار بمطار قسنطينة على السفر رأسا إلى السودان. لقد ذهبنا إلى العاصمة و منها إلى 05 جويلية لتحضير سفرنا إلى السودان على متن طائرات عسكرية تطير من بوفاريك و تم نقلنا إلى المطار العسكري، و لكننا عدنا إلى قسنطينة. يقول محدثنا أنه بقي على اتصال بمناصرين كانوا في قسنطينة و لذلك رغب في الذهاب برفقتهم. المحامي شوقي قال أنه علم أن طائرة عسكرية ستطير من قسنطينة ليلا، و سينتظرها مهما أخذ ذلك من وقته "لقد ذهب الذين باتوا ليلة أمس بالمطار و اليوم جاء دورنا". حكايات الأنصار من مطار قسنطينة لا تكاد تنتهي و قد روى المتجمهرون بانتظار الطائرة المرجوة أن الوالي تدخل لنقل مناصر قال أنه لا يملك شيئا سوى 40 سنة من عمره قضاها في مناصرة الفريق الوطني لكرة القدم ، أو حكاية المحامية التي جاءت مع إبنها ليلا للسفر إلى السودان و صادفت مصريا فاشتبكت معه و كادت تقضي عليه لولا تدخل رجال الشرطة، وحتى قصة الشاب الذي كان يحمل معه مهر عروسه و لما ضاقت به الحيل للتوجه إلى السودان قام بشراء تذكرة بمبلغ المهر و أجل الزواج إلى حين. ازداد توافد الأنصار مع المساء و تجمعوا أمام المدخلين المدني و العسكري آملين في الإعلان عن رحلة ثانية قالوا جميعا أن قسنطينة تحتاجها لنقل مناصري العديد من مدن الشرق الجزائري، و قد تزامن تنظيم رحلة للحجاج أمس مع وصول الأنصار و تحولت هتافات المناصرين إلى طلب دعوات و تضرعات من الحجاج لكي ينتصر الفريق الوطني في مقابلة اليوم و يقتطع تذكرة الذهاب إلى جنوب إفريقيا، و لو أن التذكرة إلى الخرطوم كانت أصعب.