الأطباء ينقلون احتجاجهم إلى البرلمان و بوحجة يعدهم بنقل مطالبهم استقبل أمس، رئيس المجلس الشعبي الوطني، السعيد بوحجة، وفدا عن الأطباء المقيمين الذين نظموا تجمعا احتجاجيا أمام مبنى البرلمان لنقل انشغالاتهم إلى النواب، فيما تجمع آخرون قبالة مبنى البريد المركزي، رغم الطوق الأمني الذي فرضته قوات مكافحة الشغب، حيث وعد رئيس المجلس بدراسة المطالب ونقلها إلى الحكومة في محاولة لإيجاد حل لإضراب الأطباء الذي دخل شهره الثالث. منعت قوات الأمن، أمس، تجمعا للأطباء المقيمين بساحة البريد المركزي، ورغم الطوق الأمني الذي فرضته قوات مكافحة الشغب، إلا أن العشرات منهم تمكنوا من التسلل حيث تجمعوا بداية من الساعة العاشرة صباحا، قبالة البريد المركزي في العاصمة، استجابة للدعوة التي وجهتها التنسيقية الوطنية في بيان لها منذ أيام. بعد فشل اللقاءات التي عقدها الأطباء مع الوصاية. وعلى غير العادة اختار المحتجون ساحة البريد المركزي بدل مستشفى مصطفى باشا، الذي احتضن كل الاحتجاجات السابقة التي شنها الأطباء، حيث تجمع المئات منهم رغم الطوق الأمني الكثيف، كما تم إجلاء الكثير منهم على متن حافلات. ونجح المئات من الأطباء المقيمين في نقل احتجاجهم من ساحة البريد المركزي نحو المجلس الشعبي الوطني بُغية إيصال مطالبهم إلى الجهات العليا، وسط تطويق مشدّد من عناصر الشرطة التي اكتفت بتأطير المسيرة. وكانت مصالح الأمن وقوات مكافحة الشغب قد قامت منذ ساعات الصباح الأولى على تطويق ساحة البريد المركزي. بالإضافة إلى أعوان الأمن بالزى المدني انتشروا عبر الشوارع المؤدية إلى ساحة البريد المركزي. من أجل منع الأطباء المقيمين من التجمع بساحة البريد المركزي. وقامت قوات الأمن بإبعاد البعض منهم من عين المكان ونقلهم على متن حافلات تابعة لشركة النقل الحضري بالعاصمة. وهي العملية التي تمت دون أي صدامات بعد تعليمات وجهت لأعوان الأمن بعدم استعمال القوة لتفريق المحتجين. وأمام مبنى البرلمان تجمع عشرات الأطباء وسط طوق أمني، وعبر برلمانيون شاركوا في التجمع عن مساندتهم للأطباء المقيمين مع تغليب الحوار بين مختلف الأطراف قصد التوصل إلى حل لهذا الإضراب المستمر منذ قرابة 3 أشهر، وقال عضو في تنسيقية الأطباء، أن الخطوة الاحتجاجية التي قاموا بها كانت بغرض لفت انتباه السلطات العليا لمطالبهم «المشروعة»، ونقل انشغالاتهم إلى السلطات العليا. بوحجة يستقبل المحتجين ويعدهم بنقل انشغالاتهم وبعدما تمكن الأطباء من نقل احتجاجهم قبالة مبنى البرلمان، قرر رئيس المجلس الشعبي الوطني، سعيد بوحجة، استقبال وفد يمثلهم للاستماع لانشغالاتهم، وقال عضو في التنسيقية المستقلة للأطباء المقيمين الجزائريين، أن رئيس البرلمان وعدهم بنقل انشغالاتهم إلى الوزير الأول كما طلب بوحجة المقيمين بإعداد تقرير شامل حول انشغالاتهم والمطالب المرفوعة، وكذا العمل الذي تم على مستوى اللجنة القطاعية، على أن يلتقي بهم مرة ثانية يوم الخميس المقبل. و تخص مطالب الأطباء المقيمين أساسا إلغاء شرط الخدمة المدنية و استبداله بنظام تغطية صحية أخر لصالح المريض و الرقي الاجتماعي و المهني للطبيب المختص و الحق في الإعفاء من الخدمة العسكرية و الحق في تكوين نوعي و مراجعة القانون الأساسي العام للطبيب المقيم والحق في الخدمات الاجتماعية و مناقشة مطالب المختصين في البيولوجيا العيادية فيما يخص الاعتماد للعمل لحسابهم الخاص. وقال وزير الصحة، مختار حسبلاوي، مؤخرا، أن الوضع الاقتصادي الراهن يحول دون إمكانية رفع أجور الأطباء المقيمين، وترك المسؤول الأول الباب مفتوحا لدراسة باقي المطالب. وذلك خلال لقاء بين ممثلي الأطباء المقيمين وممثلي القطاعات المعنية، وحث المضربين على العودة إلى العمل وترك اللجنة تقوم بعملها لدراسة كل المطالب. وأشار الوزير أنه في ما يخص رفع الأجور، فإن الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد لا يسمح بفتح هذا الملف. وكشف وزير الصحة أن الوزير الأول أحمد أويحيى اقترح «منحة تنصيب لفائدة الأطباء المقيمين» تخصصها الجماعات المحلية في إطار الخدمة المدنية حسب المناطق التي يرسلون إليها، وذلك بعد وضع الأطر القانونية اللازمة لتسيير هذه المنحة. ع . سمير