نتائج المونديال بعيون السلاحف والأرانب والدلافين.. من غرائب مونديال جنوب افريقيا ما أثارته الحيوانات من اهتمام وسائل الاعلام، خاصة بعد دخولها بورصة الرهان على نتائج المقابلات، واحتدام الحرب بين المتنافسين، باستعمال لغتها واشاراتها لترجيح الكفة لصالحهم قبل الاحتكام الى نتيجتها فوق المستطيل الأخضر. فبعد الأخبار المثيرة التي تزامنت مع انطلاق عرس القارة السمراء، حول الحيوانات الجالبة للحظ أو التبرك بها للفوز في هذا الامتحان العالمي، والاستعانة بالمنجمين والمشعوذين لمعرفة مصير منتخباتهم أو للتأثير على نتيجة المقابلات والتقاط الكاميرات صورة "حمامة السلام" التي فضلت حراسة شباك مبولحي واعتبرت "هدية السماء" للخضرا، تصدر الأخطبوط العراف "بول" الأخبار في أهم وكالات الأنباء العالمية، خاصة بعد أن صدقت جميع تنبؤاته التي قدمها الى حد الآنن حيث تتجه الأنظار الى الحديقة المائية تانيا مونزيج بألمانيا، لمعرفة نتيجة المقابلات القادمة ولم يشفع للانجليز التي ولد بها "بول" قبل أن ينتقل الى ألمانيا، وهو يختار الفوز لهذه الأخيرة في مباراة الدور ال 16 حيث فضل الأخطبوط الصغير الذي قدم له الطعام في حوضه المائي الوعاء الذي يحمل علم ألمانيا. وقال المشرفون على الحديقة المائية "الحياة" بأن بول أثبت قدرة مذهلة على التنبؤ بجميع مباريات منتخب بلادهم في جنوب افريقيا، ولم يخطئ في أي واحدة منها الى غاية مقابلته مع الأرجنتين وجميع التوقعات التي قدمها حول حظوظه في دورة كأس أوروبا التي جرت في 2008 كانت صحيحة بنسبة 80%، تمكن فيها من توقع نتائج أربع مقابلات من مجموع 6مباريات خاضها في هذه الدورة. وتحول الأخطبوط الى شخصية مشهورة بألمانيا، بعد أن توقع أن يفوز المنتخب الألماني على استراليا في مباراته الأولى، ويخسر مع صربيا، ويفوز على غانا، ويحسم النصر لدفة "الماكينات" في مواجهة "التانغو" وبنتيجة ثقيلة وصفها مارادونا المصدوم ب "الضربة القاتلة للملاك كلاي" وكانت توقعاات "بول" حول الحاق الهزيمة بالأرجنتين في دور الثمانية قد دفعت بأنصاره الى الاستعانة بنفس اللغة للرد على الحماس الذي أثاره هذا التنبؤ في أوساط المناصرين واللاعبين الألمان، وذلك من خلال توقعات الدلفين "سايكو" بالحديقة المائية لمدينة ماربيل بلاتا الأرجنتينية الذي فسرت حركته على أنها فوز ساحق لمنتخبهم، وهو يقفز اربعة أمتار على حافة المياه ليضرب برأسه كرة تحمل علمهم، كانت نتيجتها اربعة أهداف في شباكهم، ويبدو أن هذا ما كان يريد ايصاله لزوار الحديقة. وخذلهم الدلفين أيضا عندما رد بالايجاب حول سؤال يتعلق باحراز نجمهم ميسي لهدف انتظروه بلهفة كبيرة منذ انطلاق المونديال، ولم يكن "سايكو" الحيوان الوحيد الذي استعان به الأرجنتنيون للرد على الأخطبوط الألماني ونفي ما حملته توقعاته عبر وسائل الاعلام المختلفة حيث دخلت اللعبة السلحفاة "خورخي" والييغاء "بيبي" والأرنب "بابلو" الذين قالوا جميعا بأن فريق مارادونا سيفوز. وقد سبق للأرنب "بابلو" أن توقع فوز غانا على الأوروغواي، لكن "يد الله" أبطلت تنبؤه. ويؤمن عدد كبير من الأشخاص بقدرة الحيوانات على التنبؤ بالمستقبل على غرار تنبؤها الطبيعي بوقوع الزلازل والكوارث قبل موعدها، حيث يحرص المناصرون على تقديم الهدايا والقرابين لها مقابل الحصول منها على اشارات يقرأون بها طالعهم وطالع الفرق التي يشجعونها. وقد أظهرت بعض الأخبار الطريفة حول هذه الحرب المعلنة على هامش المونديال باستعمال الحيوانات أن قردا يدعى "انطون" بحديقة حيوانات بألمانيا فضل منتخب النجوم السوداء بعد اغرائه من قبل مشجع غاني ببعض الحلوى، وأن الأخطبوط بول فضل تشجيع الماكينات بعد وجبة من المقبلات التي قدمها له الزوار، فيما أخفق الأسد الذي تنبأ بخسارة ألمانيا أمام استراليا، وفرس النهر الذي توقع فوزها على صربيا التي خسرتها بهدف نظيف. وبعد أن خرجت الديوك الفرنسية من المونديال تجر ذيل الخيبة والعار الذي لحق بوصيف الدورة السابقة، صنعت الديوك الصينية الفرجة في أحد شوارع وشنيانغ، وهي تظهر مهارة فائقة في اللعب بكرة قدم تدربت عليها لمدة ثلاثة اعوام، تحسد عليها من طرف نجوم لم يتركوا اي بصمة لهم في مونديال 2010، فلجأ مناصرون مهوسون بالساحرة الى الحيوانات بحثا عن فرجة واثارة غابت عن الملاعب.