أفتتحت أمس بجامعة تبسة فعاليات المؤتمر الدولي حول العنف المدرسي والجامعي، وذلك بحضور عدد من الأساتذة الجامعيين بالجزائر وعدد من الدول العربية، وتأتي هذه التظاهرة العلمية بعد إستفحال العنف وخروجه من قمقمه إلى العديد من الفضاءات، فلم يعد حضوره مقتصرا على الشارع و الملعب، بل تعداهما إلى الأسرة والمدرسة والجامعة، مما يجعل تدارس هذه الظاهرة وإستشراف الحلول من الأولويات القادرة على محاصرة هذه الظاهرة غير المرغوب فيها. المؤتمر في نسخته الأولى يسلط الضوء على موضوع الساعة، وفضل القائمون على هذه التظاهرة العلمية التي دعي لها كذلك عدد من ممثلي المجتمع المدني، تنظيمها تحت شعار العنف في البيئة المدرسية والجامعية، وقد حضرها كذلك طلاب و تلاميذ بعض المؤسسات ومؤطريهم. الفعاليات التي تتواصل على مدار يومين كاملين من تنظيم قسم علم الاجتماع بكلية العلوم الانسانية بجامعة تبسة، وقدمت خلال اليوم الأول عدة محاضرات ومداخلات بقاعة المحاضرات الكبرى مالك بن نبي. رئيس الملتقى الدكتور بلغيث سلطاني أوضح أن الهدف من المؤتمر هو رصد أهم أبعاد و دلالات ظاهرة العنف في مختلف الفضاءات، والأسباب والدوافع الكامنة وراء إنتشارها، وكذا الآثار المترتبة عنها ، كما يرصد ويستشرف بعض الرؤى المستقبلية في معالجة هذه الظاهرة المقلقة في الوسطين المدرسي والجامعي، ولما لا تفعيلها وتوسيعها لجميع القطاعات ذات الصلة، على غرار قطاع الشباب والاعلام والتربية والشؤون الدينية. و تتناول المحاضرات التي تزيد عن الخمسين، العامل المفجر لسلوك العنف ومجموعة العوامل المهيأة له، و إنتاج العنف و إعادة إنتاج العنف الوالدي، و كذا العنف كذلك في قاعة الدرس والإحباط ، كما ركزت مداخلات أخرى حول أسباب العنف و كذا الإحباط الذي يؤدي إلى العدوان، وكيفية التقليل منه و تجفيف منابعه. الطلبة الحاضرون من الثانويات والجامعات ثمنوا مثل هذه الملتقيات، وأكدوا أن ظاهرة العنف باتت مخيفة خاصة في الوسطين المدرسي والجامعي، داعين إلى تكرار مثل هذه المبادرات ومشاركة ممثلي الأحياء والمجتمع المدني لتعميم الفائدة، و من ثم استخلاص الطرق والرؤى لإماطة اللثام عن العنف الذي دخل كل الفضاءات و محاربته.