731 حالة عنف في مدارس تبسة خلال الثلاثي الأول دق المتدخلون في فعاليات اليوم الدراسي حول ظاهرة العنف ناقوس الخطر بشأن ظاهرة العنف ، التي رسمت وجودها في المجتمع التبسي، وأشار غالبيتهم إلى أن العنف لم يعد حكرا على الشارع أو الحافلة والأماكن العامة، بل توسع كالنار في الهشيم، إلى قطاعات أخرى كانت إلى وقت بعيد بمنأى عن هذه التداعيات، كالمدرسة والمسجد والجامعة وغيرها. يرى المتدخلون بأن معالجة هذه الظاهرة المقلقة والمزعجة في آن، لا تتطلب استصدار حزمة من القوانين والتشريعات، و تبني خيارات ردعية وأمنية، بل تتطلب تفاعل كل أطياف المجتمع ، من خلال الوقوف على مسبباتها وتشريح دوافعها لتجفيف منابع تكاثرها. والي تبسة عطا الله مولاتي، أكد لدى افتتاحه فعاليات هذا اليوم الدراسي الذي نظمته مصالح الولاية أول أمس بقاعة المؤتمرات بتبسة، بأن العنف صار يستوقف الأفراد والمؤسسات و المسؤولين المحليين بتبسة، بسبب زيادة مؤشر تناميه خصوصا في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن الظاهرة لم تعد شأنا خاصا بالقطاعات الأمنية فقط، بل صارت كل القطاعات معنية بها وتتأثر بتداعياتها. و شدد المسؤول بأن معالجة هذه العنف لا تتطلب يوما دراسيا بل عدة أيام، وأن التراكمات المختلفة لا يمكن الإتيان عليها في سويعات، ولهذا الغرض تم تشكيل ورشات عمل لتشريح ظاهرة العنف في المجتمع التبسي، على أمل الخروج بمقاربات قابلة للتجسيد والتقليل من هذا المارد الذي خرج من قمقمه، و دعا إلى فتح جسور التواصل بين الأجيال لتجاوز الصراع بينها، فللعنف أسبابه وهو نتيجة لظواهر أخرى قد تبدو لا مرئية أو بعيدة عن أعين المجتمع. و أوضح مدير النشاط الاجتماعي كريم بن جديد من جهته ، بأن العنف قد سجل زيادة بنحو 30 بالمائة، استنادا للحالات التي تستقبلها المؤسسات المنضوية تحت إدارته، كدار العجزة والطفولة المسعفة وخلايا الإصغاء، فقد رصدت ارتفاعا في مؤشرات العنف وحاولت بتدخلاتها المختلفة، إيجاد حلول، خاصة للأطفال الموجودين في ظروف صعبة بسبب الانفصال بين الزوجين. أما مدير التربية عبد المجيد منصر ، فقد عرج في تدخله على حصيلة ما سجلته إدارته من عنف في الوسط المدرسي خلال الثلاثي الأول من السنة الدراسية الحالية، حيث أكد أنه تم تسجيل 335 حالة شتم و إهانة بالمؤسسات التعليمية ، و253 حالة تهديد و85 حالة ضرب و21 حالة حمل سلاح أبيض و37 حالة سرقة، و أقر بأن نسبة العنف وإن كانت بسيطة، حسبه، إلا أنها تستوجب متابعة الجميع. و أوضح المسؤول في السياق ذاته ، بأنه تمت معالجة أغلب حالات العنف بالتوصل إلى الصلح باستثناء 02 بالمائة من القضايا المسجلة، التي تم تحويلها إلى الجهات القضائية، مذكرا بأنه خلال الثلاث سنوات الأخيرة، تم إنشاء خلايا للإصغاء والمتابعة تتكون من أساتذة و عدد من أولياء التلاميذ ،مهمتها متابعة هذا الأمر. و عرج مدير الشبيبة والرياضة إلى هاجس العنف بالملاعب ، داعيا إلى تأطير الفرق وتخصيص جوائز للمتحلين بالروح الرياضية، لتحفيز الآخرين حتى تكون ملاعبنا فضاءات للفرجة والتعاون والتآخي. أما ممثل الدرك الوطني الرائد محمد أودير، فقد تطرق في تدخله للعنف في الطرقات، مشيرا إلى أن مصالح الدرك، سجلت غلق الطريق 31 مرة بالولاية، موضحا أن أكثر من 10 آلاف مخالفة تتعلق بالقانون المروري ومضاعفة السرعة. و أوضح من جهته ممثل الأمن الوطني ، محافظ الشرطة نبيل خراز، بأن مصالح الشرطة لم تسجل اية تجاوزات أو عنف خلال السنة الجارية في الملاعب، غير أنها سجلت 213 حالة اعتداء أثناء تأمين 356 مقابلة في العام الماضي، وترتبت عن هذه التدخلات ، 324 إصابة متفاوتة، أغلبها في صفوف الشرطة. في حين تعرض الأستاذ المحاضر بجامعة تبسة طلال جديدي، في مداخلته إلى ظاهرة العنف من الزاوية القانونية ومفهوم العنف ومسبباته. للتذكير نظمت ولاية تبسة اليوم الدراسي حول العنف، تحت شعار "يد بيد ضد العنف"، وشارك فيها طلبة إلى جانب مديري المؤسسات التربوية ومختلف القطاعات الأخرى، كما عرض روبورتاج حول العنف من إعداد ورشة السمعي البصري، التابعة لدار الثقافة محمد الشبوكي بتبسة. الجموعي ساكر