أكد رئيس وفاق القل كمال لعجيمي، على أن نجاح فريقه في المحافظة على مكانته في وطني الهواة، لا يختلف كثيرا عن تحقيق الصعود ، مرجعا سبب ذلك إلى الظروف القاسية التي مر بها الفريق، والتي جعلته يعيش المرحلة الأصعب منذ تأسيسه، كما تحدث لعجيمي في حوار خص به النصر، عن الدوافع التي كانت وراء تحمله مسؤولية تسيير النادي، ومخطط النجاة بأعجوبة من شبح السقوط إلى قسم ما بين الرابطات. ما تعليقكم على نجاح الفريق في تفادي السقوط في آخر جولة من البطولة؟ النجاح في ضمان البقاء في وطني الهواة لموسم آخر، يبقى بالنسبة لي عبارة عن معجزة تحققت، بفضل تظافر جهود الجميع، ومن حقنا أن نفرح كثيرا بهذا الانجاز، وكأننا حققنا الصعود، كيف لا والوفاق كان قد سقط حسابيا في مرحلة الذهاب، لكننا في النصف الثاني من البطولة تداركنا الوضع، ونجحنا في ترتيب البيت، ووضع القطار على السكة، فكانت ثمرة ذلك الخروج من عنق الزجاجة، وتجنب قسم ما بين الرابطات، بمعجزة كروية، تجسدت بعد سلسلة من الحسابات المعقدة. لكن الجميع ينوه بالعمل المنجز منذ توليكم رئاسة النادي، والنجاح في حصد 28 نقطة؟ موافقتي على رئاسة النادي في منتصف الموسم، كانت بمثابة مغامرة غير مضمونة العواقب، لأنه من غير المعقول أن يتحمل أي شخص، مسؤولية قيادة فريق يعاني في مؤخرة الترتيب، ولم يحصد سوى 5 نقاط في 13 مباراة، وكل المتتبعين سارعوا إلى الجزم بأن وفاق القل، سيكون أول المتدحرجين من وطني الهواة، وقبولي المهمة في مثل هذه الظروف، كان نزولا عن رغبة الأنصار، وكذا السلطات المحلية، بنية المساهمة في انقاذ "الدلافين" من الغرق، رغم إدراكي المسبق بأن المهمة جد صعبة، إن لم نقل مستحيلة، لكنني اعتبرت ذلك واحدا من التحديات الواجب رفعها، وذلك بالمراهنة على العلاقة الوطيدة التي تربطني بالمحيط، وكذا الخبرة التي أمتلكها في التسيير، سيما وأنني كنت قد توليت رئاسة فرع كرة القدم وكذا رئاسة النادي في العديد من المرات، وهو واحد من العوامل التي ساعدتني على الوصول إلى المبتغى. الأكيد أن المهمة لم تكن سهلة، بدليل التلويح بالاستقالة في العديد من المناسبات، مع طفو مشكل المستحقات على السطح ؟ عند استلامنا المهام، كان من الصعب إقناع أعضاء المكتب المسير، بالعمل على إنقاذ الفريق من شبح السقوط، لأن الحسابات كانت شبه مستحيلة، والوضعية المزرية للنادي من الناحية المادية زادت الطين بلة، لكنني حاولت استنفار كامل المحيط، خاصة الأنصار للوقوف إلى جانب التشكيلة في تلك الفترة الحرجة، مع النجاح في شحن بطاريات اللاعبين تحسبا لمرحلة استثنائية، وذلك بتنصيب مصلحة الفريق فوق كل اعتبار، ووضع مشكل المستحقات المالية جانبا، ولو أن هذه الإستراتيجية لم تأخذ طريقها إلى التجسيد الميداني إلا بصعوبة كبيرة، لأنه من الصعب إقناع اللاعب بالدفاع عن ألوان الفريق، دون تلقي شطر من مستحقاته، الأمر الذي أجبرنا على دق كل الأبواب، بحثا عن مصادر تمويل تلبي حاجيات النادي، في تلك الفترة العصيبة. وماذا عن الدعم المادي الذي تحصلتم عليه؟ شروعي في العمل على رأس النادي، تزامن مع نهاية سنة 2017، وهي الفترة التي تكون فيها المجالس البلدية، بصدد التحضير لمشروع الميزانية الخاص بالسنة الجديدة، الأمر الذي حال دون حصول النادي على أي إعانة مالية من السلطات المحلية، رغم أن «المير»، كان قد وعد بتخصيص اعانة مالية للفريق، وكان قد حفزني على تولي رئاسة النادي، لكن هذه الوعود لم تجد طريقها إلى التجسيد الفعلي بعد، لأجد نفسي، مجبرا على الاستعانة بالمال الخاص لترتيب البيت، ووضع القطار على السكة الصحيحة، لتكون مصاريف الفترة التي تولينا في رئاسة الوفاق قرابة 350 مليون سنتيم، وجهت بالأساس لتغطية مصاريف التسيير، وكذا علاوات المباريات، في انتظار ضخ اعانات البلدية، وفي مقدمتها حصة النادي من الميزانية الأولية للسنة الجارية. وما هي الخطوة الموالية بعد ضمان البقاء؟ الحديث عن مستقبلي على رأس النادي سابق لأوانه، لأنني أفضل أخذ قسط من الراحة لاسترجاع الأنفاس بعد ضغط رهيب عشت على وقعه طيلة 3 أشهر متتالية، كما أنني اعتزم عقد جمعية عامة بعد شهر رمضان المعظم، وهي الفرصة الموتية لتوضيح الرؤية أكثر حول الكيفية التي تولينا بها تسيير الفريق، والنجاح في انقاذه من السقوط، وفكرة مواصلة المهام تبقى قائمة، لكن مع بعض الشروط التي سيتم طرحها على أعضاء الجمعية العامة، لأن المسؤولية يجب أن تكون مشتركة، وقطع الطريق أمام من لا تتوفر فيه روح المسؤولية أمر حتمي، لأن هذا الموسم كان درسا قاسيا، ويجب أن نستخلص منه الدروس والعبر.