تجاوزنا أكبر عائق برفع التجميد عن حساب النادي اعتبر رئيس اتحاد تبسة العمري خليف نجاح فريقه، في المحافظة على مكانته في وطني الهواة بمثابة الإنجاز الذي يستحق الإشادة والتنويه، وأكد في هذا الصدد بأن الظروف الصعبة، التي مر بها «الكناري» قبل انطلاق الموسم، جعلته من أكبر المهددين بالسقوط، لكن إلتفاف كل الأطراف حول الفريق، ساهم بصورة مباشرة في تفادي السقوط إلى قسم ما بين الرابطات. خليف، وفي حوار خص به النصر، اعترف بأن إشكالية اتحاد تبسة، كانت تكمن في الديون التي ظلت متراكمة منذ عدة مواسم، وما انجر عنها، بعد إقدام الدائنين على تجميد الرصيد البنكي للنادي، من أجل تحصيل مستحقاتهم، لكن تسوية هذه الوضعية حال دون استغلال الطاقم المسير لحصة معتبرة من الإعانات المالية الموجهة للنادي طيلة هذه الفترة، ولو أن خليف أبدى الكثير من التفاؤل بخصوص المستقبل القريب، إلا أنه اشترط تسريح شطر من دعم السلطات العمومية في أقرب الآجال، كما تحدث عن قضية انعدام الاستقرار على مستوى العارضة الفنية، وقضايا أخرى نقف عليها بالتفصيل في رحلة الأسئلة والأجوبة التي كانت على النحو التالي: في البداية، ما تقييمكم لمشوار الفريق طيلة الموسم الفارط، والنجاح في ضمان البقاء؟ الحقيقة أن الظروف الصعبة، التي مر بها اتحاد تبسة قبل انطلاق الموسم تجعل من النجاح في تفادي السقوط إلى قسم ما بين الرابطات انجازا، لأن الفريق كان مهددا بالشطب النهائي، وعدم الادراج إطلاقا في الرزنامة، على خلفية الفراغ الإداري الذي تخبط فيه، على اعتبار أننا كنا قد وجدنا أنفسنا مجبرين على التدخل في آخر لحظة، ووضع القطار على السكة في آخر 48 ساعة من الآجال القانونية التي كانت مخصصة لانخراط وكذا إيداع ملفات تأهيل اللاعبين، وهي الفترة التي كانت فيها باقي الأندية بصدد التحضير الميداني الجيد لدخول المنافسة، بينما كنا نحن منشغلين بكيفية الخروج من الدوامة التي اصطدمنا بها، سيما بعد إقدام بعض الطراف على تشكيل لجنة انقاذ جماعية، عادت بالاتحاد إلى نقطة الصفر، وكادت أن تدفع به إلى الانسحاب النهائي. لكن انطلاقتكم في البطولة كانت موفقة إلى حد بعيد، فما سر ذلك؟ الجولات الأولى من الموسم ليست المقياس، الذي يمكن أن نأخذه بعين الاعتبار للوقوف على جاهزية أي فريق لتأدية مشوار ناجح، ولو أننا سجلنا في المباريات الأولى انتصارا وحيدا داخل الديار، كان على حساب نادي تقرت، مع سلسلة من التعادلات، لتكون الهزيمة في القل كافية لتفجير أزمة داخلية، نتجت بالأساس عن قلة التحضير، رغم أن المدرب بلشطر كان قد بذل مجهودات جد معتبرة، لتجاوز هذا المشكل، لكن لم يكن من السهل تعويد اللاعبين على العمل الميداني المكثف في محاولة لتغطية الضعف المسجل من الناحية البدنية بصورة تدريجية، ليعلن عن استقالته من على رأس العارضة الفنية، بعد توصله إلى قناعة شخصية تتمثل في عجزه عن إيجاد حلول ناجعة، بعد تجريبه الكثير من الخيارات على مستوى التشكيلة الأساسية، وهنا بودي أن أوضح شيئا مهما. فضل .. ما هو؟ انسحاب بلشطر، كان بقرار شخصي منه، وقد حاولنا إقناعه بالعدول عن الاستقالة إلا أنه رفض، لأننا كنا على دراية بأنه ليس المسؤول على النتائج السلبية المسجلة في تلك الفترة، لكن ضغط المحيط الخارجي عجل برحيله، على اعتبار أن المكتب المسير، كان قد سطر ضمان البقاء كهدف رئيسي، وذلك بالنظر إلى الوضعية التي انطلق منها الفريق، في حين أن الأنصار كانوا ينظرون إلى الصعود كهدف بالامكان تجسيده، الأمر الذي ألقى بظلاله على مستقبل المدرب بلشطر، نتيجة تصاعد الضغط، ولو أنه لم يكن يملك العصا السحرية التي تسمح له بتحسين مردود اللاعبين بين عشية وضحاها، وفترة الفراغ التي عشناها كانت من عواقب انعدام التحضيرات، لأننا دخلنا أجواء المنافسة الرسمية بعد أسبوعين فقط من الشروع في التحضير، والمباريات الأولى من الموسم، كانت عبارة عن مرحلة أخيرة من استعدادات الفريق، خاصة من الجانب البدني. وماذا عن مراد كعروف والفترة التي قضاها مع اتحاد تبسة كمدرب؟ التغيير الذي قمنا به على مستوى العارضة الفنية كانت حتميا، بعد إصرار بلشطر على الرحيل، واستقدام كعروف، تزامن مع مباراة الدور الجهوي الأخير لتصفيات كأس الجمهورية، حيث تجرعنا مرارة الإقصاء على يد مولودية برحال من جهوي عنابة، وهو الاقصاء الذي زاد الطين بلة، وجعلنا ندق ناقوس الخطر بشأن مستقبل الفريق، في ظل استمرار سلسلة النتائج السلبية، وتقهقر الاتحاد إلى المراكز الأخيرة في الترتيب، لكن رد فعل التشكيلة مع التغيير كان إيجابيا، باستعادة نشوة الانتصارات، إثر الفوز على اتحاد الشاوية، ثم حمراء عنابة، غير أن فترة الراحة بعد نهاية مرحلة الذهاب، أعادت بعض المشاكل الداخلية إلى الواجهة، فكان لها تأثير على النتائج، بتلقي هزيمة داخل الديار أمام هلال شلغوم العيد، وذلك في آخر لقاء لكعروف مع الفريق، لأن العرض الذي تلقاه في تلك الفترة من شبيبة القبائل جعلنا نوافق على تسريحه، والسماح له بالعمل مع فريق من الرابطة المحترفة الأولى، نقاطعه... لكن الفريق بقي يصارع من أجل تفادي السقوط إلى الجولات الأخيرة لم يكن من السهل على أي مدرب إخراج اتحاد تبسة من دوامة النتائج السلبية، لأن هذه الوضعية نتجت عن قلة التحضيرات، وكذا المشاكل التي تخبط فيها النادي قبل انطلاق الموسم، ولو أن عودة فلاح إلى العارضة الفنية في الجولات العشر الأخيرة، مكنت من وضع البصمة بصورة جلية، خاصة بعد إقدامنا على احتواء بعض الصراعات الداخلية، التي كان لها تأثير كبير على النتائج الميدانية، لأننا كنا جد متخوفين على مستقبل الفريق في حظيرة الهواة، بحكم أن دائرة المههدين بالسقوط اتسعت، والرزنامة كانت صعبة للغاية، لكن استراتيجية العمل التي انتهجناها سمحت لنا بالخروج من عنق الزجاجة، وذلك باللجوء إلى تحفيز اللاعبين من الناحية المادية، بتسوية شطر من مستحقاتهم، مع تحسيسهم بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، فكان التعادل داخل الديار مع اتحاد عنابة، الدليل الميداني على قدرة فريقنا على ضمان البقاء بكل أريحية، لأننا أدينا مباراة في المستوى، والأنصار اقتنعوا بمردود التشكيلة، حيث كنا قادرين على الفوز بنتيجة عريضة، ولم نندم على التعادل، لأنه أعطى اللاعبين دفعا معنويا كبيرا، ليكون رد فعلهم باحراز انتصار عريض في قسنطينة أمام أواسط الموك، ثم ترسيم البقاء بالفوز على أمل شلغوم العيد، لندخل في عطلة قبل جولتين من نهاية الموسم. تحدثتم عن التحفيزات المالية، رغم أنكم تشتكون دائما من قضية الرصيد البنكي والتجميد؟ إطلاق صفارات الإنذار، كان ناتج بالأساس عن التخوف من تكرار «سيناريو» 2014، لما سقط الفريق إلى قسم ما بين الرابطات بطريقة ساذجة في الجولة الأخيرة من البطولة، بتواطؤ بين بعض الفرق في «الكواليس»، كما أن الأزمة المالية الخانقة التي نتخبط فيها جعلتنا نخشى كثيرا على مستقبل «الكناري»، لأن الوضعية المادية تبقى نقطة جوهرية في التسيير، كوننا نعاني من هذا الجانب منذ عدة سنوات، والكل في تبسة على دراية بقضية الديون السابقة ورزنامة تسديدها، وإشكالية الرصيد البنكي الذي كان مجمدا، حيث سددنا مبلغ 4,2 مليار سنتيم كديون على مدار 4 مواسم، للتخلص نهائيا من هذه القضية، لكن هذا الإجراء حرمنا من استغلال الاعانات الموجهة للنادي، رغم أننا لم نتلق سوى 1,5 مليار سنتيم فقط هذا الموسم، الأمر الذي رفع من مؤشر الديون إلى عتبة 3 ملايير سنتيم، لأنني وجدت نفسي مجبرا على تغطية مصاريف التسيير من مالي الخاص، في غياب دعم السلطات، وهذا كله من أجل تمكين الفريق من المحافظة على مكانته في وطني الهواة، لأن التجارب السابقة علمتنا الكثير من الدروس. ما هي طموحاتكم المستقبلية، في ظل تفاؤل الأنصار بالقدرة على لعب ورقة الصعود؟ الحديث عن الموسم القادم سابق لأوانه، لأننا ننتظر تجسيد الوعود التي كنا قد تلقيناها من السلطات المحلية بخصوص الاعانات المالية، حيث أن المجلس البلدي كان قد رصد إعانة بقيمة 3 ملايير سنتيم، من الميزانية الإضافية للسنة الجارية، لكن اشكالا إداريا طفا على السطح، وحال دون تسريح هذا الدعم وضخه في رصيد النادي دفعة واحدة، رغم أننا كمكتب مسير، كنا قد ضبطنا حساباتنا الأولية على هذه الاعانة، بغية تسديد شطر من الديون، مع تسوية الجزء المتبقي من مستحقات اللاعبين، لأننا ملزمون بالوفاء بالوعود التي قدمناها لهم، سيما بعد النجاح في تحقيق الهدف المسطر، ولو أنني من زاوية أخرى اعتبر تفاؤل الأنصار بقدرة فريقهم على لعب الأدوار الأولى طموحا مشروعا، لأن اتحاد تبسة يستوفي كافة الشروط الكفيلة بتواجده في الرابطة المحترفة الثانية، خاصة بعد التخلص من مشكل التجميد الذي طال الرصيد البنكي، لكن الشرط الرئيسي والوحيد هو ترتيب البيت بسرعة، في ظل كشف السلطات الولائية عن نواياها الجادة في تقديم المساعدات المادية الكافية للفريق.