تمكنت فصيلة البحث و التحري التابعة للمجموعة الولائية للدرك الوطني بعنابة أول أمس من وضع حد لشبكة خطيرة متخصصة في سرقة السيارات ، تلجأ عناصرها إلى التزوير واستعمال المزور في وثائق ومحررات رسمية وتقليد الأختام من أجل إستخراج بطاقاتها الرمادية، قصد عرضها للبيع، و هي الشبكة التي تتشكل من عشرة أفراد، من بينهم أربعة موظفين بدائرة عين الباردة بولاية عنابة، تنشط عبر بعض ولايات الجهة الشرقية من الوطن ، مع إكتشاف ورشة سرية على مستوى قرية مجاز الغسول، كانت تستغل لإخفاء السيارات المسروقة قبل تحويلها إلى ولايات مجاورة من أجل إستكمال إجراءات البيع بوثائق مزورة. و حسب بعض المصادر فإن أمر هذه الشبكة إنكشف عقب نجاح عناصر فرقة الشرطة القضائية التابعة لأمن دائرة حمام دباغ بولاية قالمة ، في أواخر شهر جويلية المنصرم ، من إسترجاع سيارة من نوع " داسيا لوقان " تحمل ترقيم ولاية الطارف ، تمت سرقتها من أحد أحياء مدينة عنابة ، ليتم تكثيف التحريات في القضية بالتنسيق مع الجهات الأمنية بولاية عنابة، سيما و أن تلك العملية أعقبت بعملية أخرى قامت بها الفرقة المتنقلة التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية عنابة ، و التي نجحت إثر عملية مداهمة قامت بها عبر شوارع المدينة في إلقاء القبض على شاب مشبوه، كان بمحاذاة سوق الحطاب، و عند التحقيق المعمق معه تبيّن بأنه يعد واحدا من عناصر الشبكة الجهوية المتخصصة في سرقة السيارات و تزوير وثائقها، و قد تعرف عليه الضحية عند مواجهته له بمقر مديرية الأمن، ليتم على ضوء ذلك كشف مكان تواجد سيارة من نوع كليو كلاسيك تمت سرقتها في واحدة من العمليات، حيث أكد الشاب الموقوف بأن المركبة مخبأة داخل مرآب بمسكن يقع بضواحي بلدية الشط بولاية الطارف، و قد تنقلت مصالح الأمن إلى عين المكان، فوجدت السيارة محل البحث، رغم أن العصابة قامت بتغيير لوحة ترقيمها، مع العثور بداخلها على كامل الوثائق الرسمية بما فيها رخصة سياقة مالكها، و هو " كلونديستان " من بلدية بوشقوف، سقط ضحية ثلاثة أفراد من العصابة، و الذين قصدوه و تفاوضوا معه على نقلهم إلى بلدية الذرعان، عبر محور الطريق الوطني رقم 16، قبل أن يطلب أحدهم من السائق تمديد الرحلة مع منحه مبلغا ماليا إضافيا، و هو الطلب الذي سقط على ضوئه " الكلونديستان " في خيوط الشبكة، التي نفذت مخططها بمحاذاة المفرغة العمومية المتواجدة بإقليم قرية جنان الشوك ببلدية الذرعان، حيث أشهر الشبان الثلاثة أسلحة بيضاء في وجه السائق، و أرغموه على النزول من سيارته. و إستنادا إلى نفس المصادر فإن التحقيقات المعمقة التي قامت بها وحدات الأمن و الدرك بعد تمديد دائرة الإختصاص إلى ولايات أخرى من الجهة الشرقية مكنت من إسترجاع تسع سيارات مسروقة من ضواحي عنابة، و تم تحويلها إلى ولايات قالمة، الطارف و تبسة، مع العثور على مركبتين داخل ورشة سرية بمنطقة بيع " الفيراي " و الخردوات ببلدية عين الباردة، و لو أن التحريات كشفت عن ضلوع أربعة موظفين من دائرة عين الباردة في نشاط هذه الشبكة، كانت مهامهم منحصرة في تسوية الوضعية الإدارية للمركبات المسروقة، و هذا باللجوء إلى التزوير و إستعمال المزور من أجل إصدار بطاقات رمادية مزورة، تسمح ببيع السيارات في ولايات مجاورة.و خلصت ذات المصادر إلى التأكيد على أن عنصرين من هذه الشبكة تم توقيفهما نهاية الأسبوع ببلدية بن مهيدي بولاية الطارف، و ذلك بعد حصول الجهات الأمنية على معلومات مفادها ضلوع الشابين في نشاط الشبكة، كونهما يقومان بجلب بعض السيارات المسروقة لإخفائها في أحد المستودعات لمدة يوم يوم، قبل تحويلها إلى ورشة تخزين المسروقات بمجاز الغسول، هذا في الوقت الذي تواصل فيه الجهات الأمنية تحرياتها بشأن أشخاص آخرين يشتبه في تواجدهم ضمن تركيبة هذه الشبكة.