هلع إثر انهيار بناية بالمدينة القديمة نجت 7 عائلات من الموت المحقق بعد انهيار بناية فجر أمس السبت، و ذلك بحي سيدي لخضر الواقع بالمدينة القديمة بقسنطينة، فيما يطالب السكان المتضررون بترحيلهم بصفة مستعجلة، بعدما أصبحوا دون مأوى. وقد وقفت النصر على حجم الأضرار والتي كانت كبيرة جراء انهيار جدار لمنزل عائلي، ما جعل المدخل الضيق لتلك البنايات مليء بالحجارة والردم، حيث يضطر كل قاطن هناك لصعود جبل من الحجارة للخروج أو دخول ذلك الطريق الضيق، و قد شدد السكان المتضررون على ضرورة ترحيلهم فورا، لأن حياتهم وحياة أبنائهم أصبحت، حسبهم، مهددة بالخطر، خاصة وأن هذه الحادثة ليست بجديدة على تلك البنايات القديمة، وقد أكد لنا أحد الجيران أن جزءا من الجدار سقط يوم الأربعاء الماضي، ليتكرر الأمر و يشمل جزأه الآخر ليلة الجمعة إلى السبت، مضيفا أن الانهيارات بدأت منذ 4 سنوات، ولكن رقعتها توسعت منذ حوالي عام. وأكد صاحب البناية التي انهارت أنه ولد في حي سيدي لخضر و بأنه يقطن بذات البناية منذ 40 سنة، وسبق وأن تعرض العديد من الجيران لإصابات مختلفة، ممثلا بشقيقه الذي سقط عليه الجدار، ما خلف سقوط حجارة كبيرة الحجم أدت لإصابة على مستوى الكتف استدعت نقله للمستشفى، كما كادت زوجة أخيه أن تلد بين أكوام الردوم، بعد أن سدت الأحجار طريق الخروج، ما جعل أعوان الحماية المدنية يحضرون لإخراجها على الناقلة مباشرة إلى المستشفى. كما عاد السكان إلى حادثة احتجاز سيدة بعد انهيار الجدار المحاذي لباب مسكنها، وهو ما يؤكدون أنه قد يحدث مع الجيران حاليا، لأن منازلهم لا تتوفر على نوافذ تؤدي للخارج، مضيفين أن هذا الوضع جعلهم لا يتلقون زيارات من عائلاتهم وأهاليهم، لرفض أفرادها المغامرة بحياتهم. وأضاف أحد السكان المتضررين و هو أب ل 5 أبناء، أن 7 عائلات تقطن في تلك البناية الهشة، مؤكدا أن مجموع الأطفال الذين يضطرون للتنقل يوميا بين أكوام الحجارة يفوق ال 15 صغيرا، كلهم معرضون، حسبه، للخطر، بما أنهم يتنقلون ويعودون من الدراسة ل 4 مرات في اليوم، حيث كان يمكن لانهيار أمس أن يحدث في النهار، بما يعني سقوط ضحايا، كما أعطى مثالا عن حادثة وقعت العام الفارط، لما سقط الجزء الأمامي من البيت، ولم يتمكن أحد من الخروج، مضيفا أنه من حسن حظهم تواجد منزل مجاور لهم هجره صاحبه وتم الخروج من سقفه. و يقول المتضررون إنهم يملكون وصولات استفادة مسبقة من السكن الاجتماعي، ولكنهم لا يقدرون، مثلما أضافوا، على الانتظار أكثر لأن حياتهم أضحت في خطر، مضيفين أنه وفي حالة تواصل الأمور على حالها، فإن فصل الشتاء القادم سيعرف حدوث كارثة وسقوط أرواح، لأن البناية لن تحتمل تهاطلا غزيرا للأمطار، و أوضح أحد السكان أنه لا يوجد ما يضمن لهم أنهم سيبقون أحياء عند كل صباح وهم يبيتون في بناية نصفها انهار ونصفها الآخر هش ومعرض للسقوط، كما تحدث على أن أحد المسؤولين نصحه بأن يكتري شقة لغاية حصوله على مسكن اجتماعي، ولكنه رد بأن حالته المادية لا تسمح بما أن أجرته لا تتجاوز 26000 دج شهريا. وناشد أصحاب البنايات الهشة المسؤولين بضرورة النظر في وضعيتهم التي وصفوها بالكارثية، مطالبين بمنحهم الأولوية في إطار توزيع السكنات الاجتماعية لأن ظرفهم خاص وخطير، كما أكدوا أن السلطات المحلية على علم بوضعيتهم وبأن مسؤولا بديوان الوالي قدم لزيارة مسجد محاذي فاغتنموا الفرصة لجلبه ورؤية أوضاعهم ولكن لم يطرأ أي جديد، على حد تعبيرهم. و جدير بالذكر أن والي قسنطينة عبد السميع سعيدون، كان قد وعد في تصريحات صحفية أخيرة، باستئناف الترحيلات من المدينة القديمة شهر نوفمبر القادم، حيث قال إن العملية سوف تشمل في مرحلتها الأولى 700 عائلة من أصل 1488، على أن تمس من تبقوا آخر هذه السنة.