موضة جزائرية و موسيقى إفريقية في سهرة قسنطينة راقية احتضنت أول أمس قاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة، فعاليات عرض أزياء راق بعنوان « الباي»، نظمته جمعية البهاء الثقافية، بالتنسيق مع وكالة إعلام محلية، و كانت المناسبة فرصة للاحتفاء بالموروث التقليدي الجزائري، و إبراز إبداعات أنامل محلية تسعى للحفاظ عليه من خلال عصرنته، فامتزجت الموضة الرجالية بالأناقة النسائية في سهرة اختتمت بأنغام افريقية، من أداء الفنانة سولانج سيزاروفنا، من جمهورية الرأس الأخضر. العرض تم بإشراف الديوان الوطني للثقافة و الإعلام، و عرف إقبالا نوعيا من قبل قسنطينيين يتميزون بحس عال في مجال الموضة و عائلات تهتم بالزي التقليدي و تشجع الجهود لعصرنته، حيث استمتع الحضور بتشكيلات رجالية عصرية، تناوب على تقديمها 15 عارضا، استفادوا من تكوين خاص طيلة شهر نوفمبر، كما أوضح منظم الحفل بغري وليد، صاحب وكالة «بلوستار» للإعلام. و أشار إلى أن التصاميم المعروضة تندرج في خانة الملابس الجاهزة «بري آ بورتي»، و تعرض بالتنسيق مع محلات قسنطينية لبيع الألبسة الرجالية، على غرار محل « كينغ 25»، «باناما» و «كاليميرو». علما أن برمجة فقرة رجالية في العرض، تأتي، حسبه، تلبية لطلب شريحة واسعة من الشباب الذين باتوا يهتمون بالموضة و يتابعون جديدها فالأناقة، كما قال، لم تعد تقتصر فقط على المرأة. حصة الأسد في الحدث كانت من نصيب الملابس النسوية، التي برمجت إثرها عدة عروض بمشاركة مصممين محليين، تتنوع تخصصاتهم بين التقليدي و التقليدي العصري، حيث قدمت المصممة القسنطينية الشابة مريم « أم. كا»، عرضا مميزا مزجت فيه بين الأصالة و المعاصرة، من خلال تصاميم عملية أنيقة و أخرى مناسباتية عصرية بلمسة تقليدية، بالمقابل مثلت مصممة الأزياء صورية بابوري القندورة القسنطينية، و قدم المصمم الشاب رياض، تشكيلة راقية لألبسة السهرة تنوعت بين الحديث و التقليدي، أما دار تازيري للأزياء من ولاية باتنة، فقد عرضت مجموعة رائعة من الألبسة الخاصة بالمرأة الشاوية، على غرار الملحفة. و في ختام العرض، استمتع الجمهور بعرض موسيقي جميل تألقت فيه الفنانة، سولانج سيزاروفنا، من جمهورية الرأس الأخضر، التي استهلت فقرتها الغنائية بالتعبير عن مدى إعجابها بمدينة قسنطينة و انبهارها بجمالها، قبل أن تطلق العنان لحنجرة ذهبية متعت الحضور بباقة من الأغاني تغنت بالوطن و الحب، و أيضا الغربة التي تطرقت إليها من خلال أغنيتها « سودات». الفنانة الشابة التي تشبه إلى حد بعيد النجمة الجزائرية ياسمين عماري، منحت جمهور قاعة العروض الكبرى، شحنة من الطاقة الإيجابية بفضل أدائها المتميز، حيث علقت في ختام الحفل بأن إفريقيا لا تغني فقط لترقص، بل تغني لتتواصل. تجدر الإشارة إلى أن سولانج تعد واحدة من أهم الفنانين في بلادها، و هي رئيسة جمعية الرأس الأخضر للموسيقى، كما أنها عضوة في الاتحاد الدولي لجمعيات المؤلفين و الملحنين.