المجلس الانتقالي يدعو الناتو إلى مواصلة ضرباته العسكرية في ليبيا يحاصر مقاتلو المعارضة الليبية مدينة سرت مسقط رأس معمر القذافي من الشرق والغرب، في وقت مازالت التعزيزات العسكرية تصل إليهم بما في ذلك دبابات سوفياتية استولوا عليها في أحد مستودعات العاصمة طرابلس، وذلك تمهيدا لدخول المدينة المحصنة وبسط السيطرة على أهم معاقل القذافي حاليا، في معركة يرتقب أن تكون الأعنف من نوعها بالنظر إلى التحصينات التي تتمتع بها وأيضا للاشتباه في وجود مسؤولين كبار في نظام القذافي داخلها. وقد اعترف رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل أمس، أن لا أحد يعلم مكان وجود القذافي وقال أنه "ما زال يمثل تهديدا"، داعيا من اجتماع في العاصمة القطرية الدوحة لوزراء دفاع الدول التي تدعم المعارضة، كلا من حلف الأطلسي وحلفاءه إلى مواصلة الضربات العسكرية الجوية لدعم قوات المتمردين على الأرض، وقد تعهّد الأميرال الأمريكي سامويل لوكلير الذي يرأس قيادة العمليات المشتركة لحلف شمال الأطلسي بمواصلة "مهمة الحلف" على الأقل إلى أن ينتهي التفويض الممنوح له في 27 سبتمبر الداخل، مؤكدا التزام الناتو بمواصلة العملية حتى نهايتها، وذكر في هذا الصدد أن الغارات الجوية قد دمّرت 5000 هدف في ليبيا. وواصلت أمس طائرات حلف الأطلسي قصف مدينة سرت على ساحل البحر المتوسط لليوم الثالث على التوالي، وقال متحدث باسم الناتو في بروكسل أن المقاتلات الحربية التي أدت دورا حاسما في دعم المعارضة طوال ستة أشهر، قصفت سرت مؤكدا الاهتمام الكبير الذي يوليه التحالف الدولي لما يحدث في هذه المنطقة على اعتبار أن بها مسؤولين في نظام القذافي كما قال. وميدانيا، أكد الناطق باسم قوات المعارضة أن مدينة ترهونة أصبحت بالكامل تحت سيطرتهم، فيما تمت السيطرة على الطريق بين طرابلس وسبها تمهيدا للتحرك نحو سرت، فيما أشار أحد قادة المتمردين إلى أنهم تمركزوا على مسافة 100 كيلومتر شرق سرت بعد أن استولوا على بلدة بن جواد فيما تتقدم نحوها قوات أخرى من جهة الغرب. وعلى امتداد الطريق السريع الساحلي شرقي طرابلس كانت ناقلات تحمل دبابات طراز "تي 55" السوفيتية الصنع في اتجاه سرت، وقال معارضون إن هذه الدبابات تم الاستيلاء عليها من قاعدة عسكرية تركتها قوات القذافي في زليتن. من جهة أخرى أكد خبراء أن الاستخبارات الأمريكية تسعى للقبض علي الزعيم الليبي معمّر القذافي، غير أنها تحرص على إبقاء ذلك بعيدا عن الأنظار، حيث تدرس بعناية أنماط تحركاته السابقة ما يشير إلى الأماكن المحتمل أن يوجد بها الآن، وكشف مسؤول سابق بوكالة"سي أي إيه" أن الأمر يتعلق بالوصول إلى القذافي قبل سعيه لتشكيل وتنظيم جبهة تمردّ ضد الحكم الجديد، ما يظهر الأهمية الخاصة التي توليها الإدارة الأمريكية للقبض على الزعيم الليبي رغم أن الجيش الأمريكي ووزارة الخارجية أكدا مرارا أنهما لا يرغبان في تعقّبه .