معارك طاحنة بالأسلحة الثقيلة قرب مدينة زوارة غرب ليبيا وقعت قوات المتمردين ظهر أمس في كمين نصبته لها القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي قرب مدينة زوارة الواقعة غرب البلاد على بعد 60 كلم من الحدود التونسية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وسط قوات المعارضة التي تفاجأت بالهجوم عليها بعد أن دخلت إحدى بلدات المنطقة. ونقل صحفي وكالة الأنباء الفرنسية من عين المكان، أن سكان منطقة "رغدالين" الواقعة جنوب شرق زوارة، فتحوا نيرانهم على قوات المتمردين بعد أن أوهموهم بإمكانية دخول البلدة دون مقاومة، حيث أطلقوا عليهم وابلا من الرصاص من الرشاشات الثقيلة والقنابل من نوع " أر بي جي" والقذائف الصاروخية وهو ما أكده أحد المتمردين الذي كشف عن سقوط قتلى وجرحى في هذا الهجوم . وذلك فيما أعلن مقاتلو المعارضة أمس أنهم تمكنوا من السيطرة على الطريق الرابط بين طرابلس وسبها أمس الأحد، وأنهم وصلوا إلى مسافة 30 كيلومترا غربي مدينة سرت التي تعتبر من معاقل قوات معمر القذافي، وأكد المتمردون أنهم اقتربوا لمسافة 100 كيلومتر شرقا من سرت بعد سيطرتهم على بن جواد التي يهاجمونها منذ 4 أيام. أحد قادة المعارضة أكد أنهم بحاجة إلى أكثر من عشرة أيام للسيطرة على سرت، وكشف أن المتمردين يحاولون التفاوض مع البلدة لكي تستسلم دون قتال، وأنهم يتأهبون للانقضاض على المدينة سرت إذا فشلت المفاوضات التي يجرونها مع شيوخ القبائل هناك، فيما صرح المتمردون المنتشرون في بلدة بن جواد الواقعة على بُعد 150 كلم إلى الشرق من سرت، أنهم في انتظار أن تقصف طائرات "الناتو" منصات صواريخ سكود ومستودعات الأسلحة المحتملة هناك. من جهة أخرى كشفت صحيفة "صندي ميرور" الصادرة أمس أن وحدات من القوات الخاصة البريطانية متواجدة في ليبيا، وتستخدم أجهزة الكترونية متطورة لتقفي الأثر لرصد أتباع العقيد الليبي معمّر القذافي وتسجيل أصواتهم، وقالت الصحيفة أن جنود تلك الوحدات الخاصة يرتدون ملابس مدنية ويحملون أسلحة شبيهة بأسلحة قوات المعارضة، وأنهم تلقوا أوامر بنقل تركيزهم للبحث عن القذافي منذ اختفائه من مقر قيادته المحصّن في باب العزيزية في طرابلس بعد سقوطه بيد قوات المعارضة الثلاثاء الماضي. وقالت الصحيفة أن تلك الوحدات تقوم بنقل المعلومات الملتقطة إلى فرق سرية تعمل على متن حاملة مروحيات بريطانية قبالة الساحل الليبي، وكانت تقارير صحفية أوردت أن قوات خاصة بريطانية موجودة على الأرض في ليبيا، وتقود عمليات البحث عن العقيد القذافي بعد دخول قوات المعارضة إلى طرابلس، وأضافت أن طائرات تجسّس واستطلاع تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني تمشّط ليبيا بحثاً عنه خشية محاولته الفرار خارج البلاد. وعن الوضع في طرابلس، ذكرت تقارير إخبارية أمس أن المتمردين عزّزوا من قبضتهم على المناطق الواقعة إلى غرب العاصمة بدخولهم السبت بلدة الجميل التي كانت واحدة من عدد من الجيوب التي يسيطر عليها الموالون للقذافي، فيما تم العثور مرة أخرى على أكثر من 50 جثة متفحمة في إحدى القواعد العسكرية، إضافة إلى عشرات الجثث الأخرى في محيط باب العزيزية. وكانت وكالة "أسوشييتد برس" من جهتها ذكرت في وقت سابق أن موسى إبراهيم المتحدث باسم القذافي صرّح بأن القذافي عرض التفاوض من أجل تشكيل حكومة انتقالية مع المعارضة وأشار إلى أن القذافي ما زال في ليبيا، وذلك في وقت أكد فيه مسؤولو المجلس الانتقالي أن حكومتهم لن تتفاوض مع القذافي إلى أن يستسلم، و أنه "إذا أراد أن يستسلم فستتفاوض معه المعارضة وستعتقله" مجدّدين جهلهم لمكان تواجد العقيد.