80 بالمئة من المعطيات الرقمية الجزائرية معرّضة للخطر ذكر أمس، مسؤول منصات تكنولوجيا المعلومات بمتعامل الهاتف النقال «جيزي» أن الشّركة تعرضت لمائتي ألف هجوم إلكتروني العام الماضي، فيما أكد على ضرورة وضع أنظمة حماية قوية للحيلولة دون الوقوع ضحية لعمليات قرصنة. وأوضح مختار بن عودة، مسؤول منصات تكنولوجيا المعلوماتية للشركة التي تُهيمن على حصة كبيرة من سوق الهاتف النقال في الجزائر، أن الهجومات الرقمية المسجلة قد جرت من خلال برامج تحتوي على ملفات خبيثة وغيرها، مشيرا إلى احتمال وجود محاولات أخرى لم ترصدها أنظمة الحماية. وأضاف نفس المصدر في محاضرة ألقاها في يوم دراسي نظم بجامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة حول تكوين الماستر في الأمن المعلوماتي، أنّ أكثر من 80 بالمئة من المعطيات الرقمية الخاصة بمنصات المؤسسات الجزائرية والهيئات موجودة خارج الجزائر في الانترنيت ما يجعلها هشّة، ما يستدعي بحسبه وضع إستراتيجية فعالة من أجل مواجهة المشكلة والتصدي للتهديدات الرقمية. وتطرّق المعني في محاضرته إلى المراسلة التي وجّهها الوزير الأول لجميع الوزارات شهر مارس من السّنة الماضية لتحذّرهم من فيروس التجسس الخطير «تيمبتين سيدار»، الذي يوقع بضحاياه من خلال تقمص حساب فتاة حسناء وهمية في أغلب الحالات قبل أن يحقن برنامجا قادرا على الاستيلاء على جميع البيانات الخاصة بالضّحيّة. وتحدّث المُحاضِر أيضا عن بعض حالات القرصنة التي أدت إلى وقوع خسائر جمّة للدّول بالإضافة إلى الحرب النّفسية عن طريق القرصنة، مثل فضيحة «كامبريدج أناليتيكا» والتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية التي يجري الحديث عنها وغيرها من الأمثلة. وأضاف نفس المصدر أنّ الجزائر أحصت السنة الماضية 18.5 مليون مستخدم للانترنيت. وانتقد مدير مؤسّسة «رياليستيك سيكيوريتي»، سليم بشيري، الذي ألقى محاضرة حول التّكوين في الأمن المعلوماتي، غيابَ المعطيات حول الجزائر في مجال الأمن المعلوماتي وحاجة المؤسسات إلى الأشخاص المؤهلين في العمل في هذا المجال، حيث أشار إلى أن البلدان المتقدمة توظف ملايين الأشخاص للعمل في مجال الحماية وصدّ التهديدات الإلكترونية، فيما أوضح أنه من الضروري تحديد الأهداف من توظيف هؤلاء الأشخاص بدقّة ومعرفة مصادر الخطر وأنواعها. وقال مدير المؤسّسة المذكورة أن أنواع التهديدات الإلكترونية تختلف بحسب أنواع الجريمة، فيما أكد أنه ليس من السهل العثور على أشخاص مؤهلين في الجزائر حاليا.