نروّج للتراث والحرف التقليدية لأنها تعكس هوية كل جزائري تتحدث مديرة المؤسسة الوطنية للتراث والحرف المهنية السيدة نوال أويحي في هذا الحوار الذي خصت به النصر، عن نشأة المؤسسة التي تسعى لحماية التراث الجزائري الذي يعتبر، حسبها، هوية كل جزائري، كما تؤكد بأن المؤسسة تروّج للتراث الجزائري داخل الوطن وخارجه، لأن الحرف هي بوابة الاقتصاد و السياحة . حاورها: نورالدين عراب . النصر : متى تأسست المؤسسة الوطنية للتراث و الحرف المهنية و ما طبيعة النشاطات التي تقوم بها؟ نوال أويحي: هذه المؤسسة حديثة النشأة تأسست في سنة 2017، وهي تابعة للجمعية الوطنية للتجار و الحرفيين، كما أنها تهتم بكل ما يتعلق بالتراث و الحرف، و أول نشاط قامت به المؤسسة هو تظاهرة « مايدة وسني» حول التراث والحرف، و وضع هذا الشعار من أجل إبراز نشاط كل الحرفيين، واشترطنا في هذه التظاهرة على المشاركين أن يكون الأكل واللباس و القعدة، والديكور تقليدي نابع من التراث الجزائري، وساهمت التظاهرة بشكل كبير في إبراز الوجه التقليدي للجزائر وحكاياتها وما يرويه الأولياء و الأجداد. كما نظمت المؤسسة تظاهرة ثانية تحت نفس الشعار» مايدا وسني» بالشلف، حملت نفس الشروط التي وضعت في المسابقة الأولى، ثم نظمنا تظاهرة ثالثة مماثلة بقسنطينة، و أخرى بباتنة، وكانت آخر تظاهرة نظمتها المؤسسة بولاية البليدة الأسبوع الماضي، بمناسبة عيد المرأة وشاركنا في معرض وطني حول التراث التقليدي والحرف بحضور ممثلين عن كل ولايات الوطن. .استطاعت مؤسستكم أن تبرز في ظرف قصير من خلال عدة أنشطة، ما هي الأهداف التي تطمح لتحقيقها؟ هدفنا الأول هو أينما يكون التراث و الحرف نكون، لأننا نؤمن بالتراث الذي يمثل بالنسبة لنا هوية كل شخص منا، و من ليس له تراث ليس له تاريخ، وليس له حاضر و مستقبل، كما أن الحرف هي التي تفتح بوابة الاقتصاد و السياحة، وهذه البوابة تجعلنا نتقدم ونلتحق بركب الدول المتقدمة التي نجحت بفضل تراثها خاصة في مجال السياحة. . في رأيك ما مدى الاهتمام الذي يلقاه التراث التقليدي في المجتمع الجزائري؟ أعتقد بأن الاهتمام بالتراث حاليا أكثر من أي وقت مضى، لأن اليوم هناك تفتح كبير على المحيط الخارجي و احتكاك بالآخرين، و نحن متيقنون بأن تراثنا الجزائري الأصيل سيكون في الواجهة و المقدمة، لأن التراث هو الهوية، ودونه لا يمكن لأي بلد أن يفتح أبوابه للضيوف و السياح القادمين من الخارج، لهذا فإن تراثنا يعد من أولويات المؤسسة الوطنية، و نعطيه أهمية بالغة، كما نلاحظ بأن الجمعيات والسلطات هي الأخرى تسلط الضوء على هذا الموروث الذي سيكون له صدى إذا أعطيناه حقه في مشاريعنا المستقبلية. . ما هي مشاريعكم المستقبلية؟ لدينا عدة مشاريع للاهتمام بالحرف و التراث التقليدي، على الرغم من مرور وقت قصير عن نشأة المؤسسة التي أثبتت وجودها في عدة مجالات، حيث شاركنا في مهرجان الأيادي الذهبية العربية، تحت رعاية وزارة الثقافة، بحضور ممثلي 12 دولة عربية في طبعة2017 ، كما شاركنا في طبعة 2018 التي كانت هي الأخرى تحت رعاية وزارة الثقافة وعرفت مشاركة 18 دولة، وما ميز المهرجان هو تركيزه على الطبخ الجزائري، لأن أول شيء يبحث عنه زائر بلد آخر بعد الاحتكاك بمواطنيه، هو أطباقه. المهرجان حقق نجاحا كبيرا، وعرف المشاركون من دول أجنبية، بأن الجزائر لها حضارة وثقافة و تراث وهوية، وهذا الإحساس لمسته لدى كل المشاركين في هذا المهرجان. أوضح هنا بأن المؤسسة الوطنية للتراث والحرف المهنية لم تهتم بالتراث والحرف داخل الوطن فقط، بل تروج له وتعرف به حتى خارج الوطن، فهناك مشاركات للمؤسسة في تونس، مصر والمغرب، و كانت رحلاتنا إلى هذه الدول من أجل نقل الهوية الجزائرية و التراث وتعريف للآخرين بهما، كما زرت في سنة 2013 بصفتي رئيسة جمعية ازدهار المرأة، هولندا و رافقني طباخون جزائريون للخضوع لتربصات في هذا البلد، من أجل التعرف على الطبخ العالمي، و ما ميز هذه التربصات حضور الأطباق الجزائرية، فبعد نهاية كل تربص نلبس اللباس التقليدي الجزائري ونحضر أطباقا جزائرية، نبث الأغاني الجزائرية التراثية الأصلية، و يشارك معنا الهولنديون القعدة و يكتشفون أطباقنا. من خلال زيارتي إلى هولندا ثلاث مرات، قمت بالتنسيق مع السفارة الهولندية في الجزائر، بتنظيم مسابقة في الطبخ، و تم نقل الفائزين في المسابقة إلى هولندا لإجراء تربصات لمدة 15 يوما. . هل كل الظروف ملائمة والإمكانيات متوفرة للقيام بهذه النشاطات التي تعرف بالتراث الجزائري، خاصة خارج الوطن؟ الظروف والإمكانيات نحن الذين نوفرها، لدينا أعضاء في المؤسسة من 48 ولاية، و وصل عدد المنتسبين لها إلى ألفي عضو، رغم حداثة نشأتها، و يمارسون عدة تخصصات كالطبخ، الحلاقة و صناعة الحلويات وشاركوا في عدة مهرجانات عربية و دولية، و أشدد هنا بأن المؤسسة تكبر بأبنائها ومنتسبيها، وهم من يوفرون القدرات والإمكانيات.