سمحت الخبرة والتجربة الميدانية للسيدة نوال أويحيى، رئيسة جمعية «ازدهار» للمرأة ورئيسة مكتب أكاديمية المجتمع المدني بدائرة بئر مراد رايس، مصممة أزياء، طباخة محترفة وحلاقة متمكنة، سمحت بأن يتم اختيارها لتكون على رأس المؤسسة الوطنية للتراث والحرفيين. هذا المولود الجديد يعوَّل عليه لترقية الحرف، والمساهمة في تنمية التراث الذي يلعب دورا بارزا في ترقية السياحة. تقول السيدة نوال في دردشتها مع «المساء»، إن أي مجتمع يفتخر بتراثه. ولأن الجزائر تملك تراثا غنيا وزاخرا لاسيما عندما يتعلق الأمر بالحرف والصناعات التقليدية، فمن المهم أن تكون هناك دائما مؤسسات تسعى من خلال نشاطاتها، إلى إبراز هذا الموروث والحفاظ عليه، مشيرة إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بالحرف التقليدية، بل يمتد أيضا إلى بعض الصناعات؛ كالحلاقة والخياطة والطبخ، التي تُعتبر من اختصاصها؛ من أجل هذا سعت بصورة دورية منذ سنة 2007، إلى برمجة مسابقات بلدية، ومن ثمة ولائية وحتى وطنية دولية مع السفارة الهولندية في سنة 2014، تحث فيها الشباب والشابات على المشاركة والكشف عن المواهب بغرض تطويرها وترقيتها. وككل مؤسسة فتية، تم، حسب السيدة نوال، تسطير أهدافها، الممثلة أساسا في ترقية التراث والحفاظ على مختلف المكتسبات وتثمينها، وحث الحرفيين على التمسك بها إلى جانب محاولة إظهار الموروث التقليدي بمختلف طبوعه؛ من خلال المشاركة في مختلف المعارض بالدول الأجنبية، والكشف عما تزخر به الجزائر من موروث متنوع، مشيرة إلى أن أول نشاط شرعت فيه المؤسسة بعدما بدأت تنشط هو تنظيم مسابقة في شكل قافلة، حول الأكلات التقليدية، حملت شعار «ميدة وسني»؛ أي مائة وصينية؛ في إشارة إلى الطريقة، تقول محدثتنا التي كان أجدادنا يتناولونا عليها طعامهم، وهي القعدة التقليدية التي تتوَّج بجوائز للفائزين بتحضير القعدة والأكلة بمقاييسها التقليدية، مردفة أن المسابقة تمس عددا من الولايات من الشمال والجنوب والشرق والغرب، للكشف عن أحسن المهارات والتتويج بجائزة الأيادي الذهبية. من بين الأنشطة المبرمجة أيضا في أجندة المؤسسة مهرجان مصر للسيف الذهبي، الذي يُنتظر أن تشارك فيه، تقول السيدة نوال، وتكشف: «بهذا المهرجان يُفترض أن يتم تنصيبي على رأس هيئة «الشيفان» للإشراف على مسابقة الطبخ. وبعد العودة إلى الوطن ينظَّم مهرجان آخر في نفس الإطار»؛ أي حول الطبخ التقليدي.