غليان و احتجاجات عمالية بالمؤسسات الخاصة في البرج شهدت الأيام الأخيرة، للحراك الشعبي، انعكاسا على العديد من المؤسسات الخاصة لولاية برج بوعريريج، التي خرج فيها العمال عن صمتهم في وقفات احتجاجية واعتصامات لرفع جملة من المطالب و الإنشغالات، من أهمها تحسين ظروف العمل والزيادة في الأجور، فبعد غلق المنطقة الصناعية قبل أيام، و احتجاج عمال بمجمع (كوندور)، أتى الدور يوم أمس على مؤسسة ( جيون الكترونيكس) و مؤسسة ( سيراميك البرج). و قد استغل المئات من العمال، المسيرات المقامة بولاية برج بوعريريج و الحراك الشعبي المنادي بالتغيير، لتمرير مطالبهم التي بقيت طيلة سنوات طي الكتمان، و محل مخاوف من الخروج في مواجهة مع إدارات المؤسسات الخاصة، التي منها من لم تتقبل فكرة تكوين فروع نقابية و فتح المجال للشريك الاجتماعي للمساهمة في تسيير مؤسساتهم، خاصة ما تعلق منها بالعمال، حيث قوبلت بعض المحاولات اليائسة للعمال بمختلف المصانع و المؤسسات الخاصة و حتى العمومية على غرار مصنع ( اومباغ) الورق المقوى، بالطرد و التسريح من العمل. و اعترف العشرات من العمال المحتحين، على أن من بين ايجابيات الحراك الشعبي، هو كسر حاجز الخوف والتحفظ، وإسقاط الدكتاتوريات العمالية التي يقودها البعض من رؤساء المصالح، على غرار ما تطرق إليه عمال مؤسسة (سيراميك البرج) الواقعة بجوار الطريق المؤدي البلدية سيدي أمبارك، في احتجاجهم للمطالبة بتحسين ظروف العمل، و عمال مؤسسة ( جيون ) في اعتصامهم يوم أمس أمام مقر الإدارة للمطالبة بتحسين وضعهم الإجتماعي، أين تطرقوا إلى الصرامة الزائدة عن اللزوم التي تصل لحد التعسف من قبل بعض المسيرين المشرفين على متابعة العمل و العمال، مطالبين بالزيادة في الأجور و دفع منحة المردودية، و هو ما اعترف به مدير المؤسسة الذي أكد على الإستجابة لمطالب العمال المشروعة، مبديا تجاوبهم مع هذه المطالب من خلال فتح باب الحوار، و الاتفاق مع العمال على إرسال ممثلين عنهم لمناقشة و دراسة مختلف المطالب مع الإدارة، مؤكدا على فرض زيادات في الأجور بداية من الشهر القادم، لتضاف إلى المكاسب المحققة من قبل عمال المؤسسة خلال السنوات الفارطة، خاصة ما تعلق منها بتخصيص وسائل النقل و توفير الاطعام، او الاتفاق معهم على دفع منح النقل و الإطعام للعمال الذين يتعذر وصول وسائل النقل التابعة للمؤسسة إلى أماكن اقامتهم. من جانبهم، قام المئات من عمال مؤسسة (كوندور)، بتنظيم وقفة احتجاجية أمام المطعم المركزي للمجمع بالمنطقة الصناعية، للمطالبة بالزيادة في الأجور و تحسين ظروف العمل و التواصل مع المصلحة المشرفة عليهم، مشيرين إلى تدني أجورهم و كثافة العمل بمختلف الوحدات. واستدعت هذه الحركة الاحتجاجية، نزول الرئيس المدير العام للمجمع عبد الرحمان بن حمادي وسط العمال للتحاور معهم و السماع لانشغالاتهم، أين أكد على الإستجابة لمختلف المطالب التي منها من كانت قيد الدراسة و التجسيد قبل الحركة الاحتجاجية، على غرار مطلب الزيارة في الأجور. و فيما حاولنا الإتصال بالمكلف بالإعلام لمجمع كوندور، للحصول على معلومات اضافية، إلا أننا لم نتلق أي رد رغم اتصالاتنا المتكررة، في تجاهل لدور الاتصال و الإعلام رغم أهميته في تبليغ الإجراءات المتخذة من قبل الإدارة، بهذا المجمع الصناعي و الاقتصادي، الذي تجاوزت شهرته حدود الوطن إلى الدول الأفريقية و العالمية، ناهيك عن تصنيفه من بين المؤسسات الرائدة في مجال الصناعة بالجزائر، كونه يستقطب كتلة هائلة من اليد العاملة المؤهلة، في وقت يفوق عدد عمال المجمع 12 ألف عاملا. و أكدت مصادر من داخل المجمع، على أن الإدارة العامة اتخذت عدة إجراءات منها فرض زيادات في أجور العمال تصل إلى ما نسبته 10 بالمائة من الأجر القاعدي، و فتح فرص التكوين لعمال المؤسسة، لتضاف إلى المكتسبات المحققة، على غرار توفير وسائل النقل و الاطعام و الرعاية الصحية و الاجتماعية، حيث تعد شركة كوندور حسب نفس المصدر الشركة الوحيدة التي افتتحت مركز صحي إجتماعي لفائدة عمالها و عائلاتهم، فضلا عن تنظيمها احتفالات سنوية لتكريم العمال .